مؤتمر السويد كمرآة للتعالي السياسي على الناس بقلم| مصطفى الجبزي
بقلم| مصطفى الجبزي
آخر من له حق أن ينتقد مؤتمر السويد ومركز صنعاء وعن المبالغ التي صُرِفت هي الحكومة الشرعية ومن يدور في فلكها. لا يحق لوكيل وزارة غير متواجد في الداخل يستلم راتبه بالدولار منذ سنوات انتقاد أي تبذير. يمكن الحديث عن المخرجات، عن الجدوى من هذه الفعالية الحاشدة إلا عن التبذير والملايين.
غاب عن هذه الفعالية التي انتظمت في قاعة كقاعات جمعيات الأحياء الشعبية كل من الحوثيين والانتقالي. نعم، حضر محسوبون على الحوثي وعلى الانتقالي. لكن لا تكفي أن تكون قلوبهم مع الانفصال أو الحوثية ولم تغنهم شيئاً الخدمات التي قدموها منذ سنين لهاذين الطرفين. لقد شنّع الانتقالي في اليومين الماضيين بمركز صنعاء باعتباره شماليا ولولا قليل من الحياء لاعتبروا السويد محافظة شمالية زيدية متهمةً باحتلال ونهب ثروات الجنوب.
قد يكون تفسير هذا التطابق في الموقف بين الحوثي والانتقالي من الفعالية بالتهرب من مواجهة أطراف في المجتمع اليمني والخوض في نقاشات لمواضيع أصيلة وحرجة وذات أولوية غير رطانة الحرب والتدخل الخارجي.
بكل ما في الفعالية، إلا أنها مرآة كاشفة لنهج الفاعلين المحليين؛ زعيم حزب سياسي يتحدث عن أطراف الصراع (دون تناول المركز القانوني لهذه الاطراف)، ونائب رئيس جمهورية سابق يقول بانتهاء الوحدة قبل ان يكون موظفاً فيها، تهرب الأمم المتحدة من استحقاقات انسانية كفتح منافذ تعز وضمان تنفيذ الهدنة بقدر أدني من الخروقات وتهرب الانتقالي والحوثي من مواجهة المجتمع واستحقاقات خدمية وقانونية.
يفضّل كل من الانتقالي والحوثي التعامل والاشتراك في مهاترة مع شرعية هشة ومتشظية لانهما بحكم سيطرتهما بالقوة يتوقعان انهما أكثر قوة وشرعية ويتغافلون المجتمع. من الغريب ان هذين الطرفين يعايران الحكومة الشرعية بانسلاخها من المجتمع وغربتها واغترابها أو بحسب مفرداتهما ” شرعية فنادق”. لكنهما يتعاليان عن مشاكل وهموم ومشاعر الناس في الداخل بالتهرب من استحقاقات المجتمع الأمنية والاقتصادية والسياسية والخدمية ليكونا بهذا أكثر اغتربا وغربة وكأنهما قوى احتلال لا تفكر الا بكيفية تثبيت اقدامها والتكسب السريع دون مقابل.
هذا الحال يعيد وضع مسألة الشرعية التي يتشدق بها كل من الانتقالي؛ شرعية الإنجاز العسكري وشرعية المطالبة بقضية سياسية هي أكثر القضايا غموضاً في المشهد اليمني، وشرعية الحوثي باعتباره قوة على الأرض وتمسك بتلابيب العاصمة اليمنية صنعاء وتقف في مواجهة عدوان خارجي.
اية شرعية هذه التي لا تنظر الى الجماهير ولا تنبع من رضاها؟!