حيروت – متابعة خاصة
قال نائب السفير اليمني السابق لدى واشنطن وائل الهمداني، إن إطالة أمد الحرب في اليمن مقصودة، وتسببت في نسج شبكات مصالح ومراكز قوى منتفعة من مختلف الأطراف، وأصبحت الإيرادات الكبيرة الذي تحصل عليها دافعا لمقاومة أي حلول سياسية بل وتخريبها.
جاء ذلك، في حوار مع صحيفة “القدس العربي” اللندنية، ونشرته الأحد، حول الوضع السياسي والدبلوماسي المأساوي في اليمن.
وأرجع الهمداني، أسباب الفشل الحكومي سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا إلى غياب الرؤية الوطنية الاستراتيجية لدى قيادة الدولة، فلو كان هدفها هو “انقاذ الوطن” لاستطاعت الحكومة فرض ما تراه أصلح للبلاد، لكن أصبح الهدف هو بقاء الرئيس عبدربه منصور هادي في السلطة، والذي أصبح وضعه (ديكتاتور في المنفى)” حد تعبيره.
ورأى الهمداني، أن العائق الرئيس للحكومة ليس الظروف المحيطة بل آلية اتخاذ القرار(..)، لافتاً إلى أن الغياب السياسي والذهني للرئيس عبدربه منصور هادي وبطء وسلبية تعامله مع التحديات والمستجدات انعكست على أداء الدولة وجميع مرافقها ومنتسبيها.
واتهم الهمداني في حديثه الرئيس هادي بالسماح لأسرته ومعاونيه بالفساد والإفساد، مشدداً على ضرورة وجود منظومة بديلة تشرف على عمل الحكومة، وتوفر الظروف الملائمة للتفاوض ووقف الحرب.
وقال إن الرئيس هادي أصبح غير لائق لرئاسة البلاد، مشيراً إلى أن المجلس الرئاسي هو الحل الأنسب للوضع الراهن في البلاد” على حد قوله.
وحول وضع الدبلوماسية اليمنية في الخارج، قال الهمداني، إنه “منذ وصول الرئيس هادي إلى الحكم ومع مرور سنوات الحرب تم تجريف الدولة من كوادرها المهنية المستقلة”، لافتاً إلى ما أن ما يجري في وزارة الخارجية مثال صارخ للتطبيق الخاطئ للمناطقية والحزبية على حساب الوطن.
وتابع: “أصبحت الخارجية اليمنية (وسيلة رشوة وابتزاز) لمسؤولي الدولة فمن يتماهى مع الوضع القائم والتدهور المتسارع ويصمت سيعين أبناءه وأقاربه”.
وأشار إلى أن “الدبلوماسية اليمنية مشلولة منذ بدايات الحرب، ووضعها يزداد سوءا يوما بعد يوم، كما هو حال الاقتصاد والعملة والخدمات (..)”.
وحول غياب الدبلوماسية اليمنية في الخارج، عزا الهمداني ذلك، إلى “غياب الرؤية الوطنية لدى القيادات التي تناور مع أطراف محلية ودولية.. لقد جرى زرع أفراد في السفارات على مدى السنوات الأخيرة لا لتمثيل اليمن وإيصال صوت الدبلوماسية اليمنية إلى العالم، بل لترتيب أوضاع شخصية وكما أسلفت تأسيس استثمارات وإخراج أموال وما شابه ذلك”.
وبشأن عدم تعيين سفير لليمن في عاصمة صناعة القرار الدولي، واشنطن، منذ نحو سنة ونصف، جدد الهمداني، التأكيد على إصرار وزير الخارجية الحالي أحمد عوض بن مبارك على لعب دور الوزير والسفير في واشنطن، معتبراً ذلك “سابقة مخجلة”.
وقال الهمداني، إن “عدم تعيير سفير لدى واشنطن أثار استهجان حكومة الولايات المتحدة وجعلتها توجّه- عبر وزارة خارجيتها- رسالة شديدة اللهجة إلى السفارة اليمنية عندما كنت مسؤولا عن إدارتها، ولو كان وزير الخارجية مهنيا وذو خبرة لما تسبب في الإساءة لبلده والإهانة لذاته”.