الأخبارتقارير وتحليلاتعربي ودولي

تعرّف على أبرز وجوه الحرب الروسية – الأوكرانية

حيروت – صحافة عربية

في خضمّ العملية العسكرية الروسية ضدّ أوكرانيا، تبرز وجوه وشخصيات تحتلّ مواقع متقدّمة في سياق الحرب ومجرياتها. ولعلّ نظرة مقارَنة على سَيِر هذه الشخصيات تبدو كفيلة بإيضاح عُمق الفوارق بين الطرفَين، وتفسير الاختلال السريع والكبير في موازين القِوى على الأرض. في ما يلي لمحات سريعة عن تلك السِيَر، بدءاً من رئيس الجمهورية، مروراً بوزير الدفاع، وصولاً إلى رئيس الأركان

فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين

هو الاسم الكامل للرئيس الروسي، الذي تشخص إليه أنظار العالم بأسره اليوم. رجل روسيا الأول، سياسيّ من الطراز الرفيع، استطاع أن يعيد بلاده إلى واجهة السياسة الدولية، بعد مرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي. الرجل الذي جمع في حياته بين السياسة والأمن، شحذت شخصيته سنواتٌ طويلة من العمل في الاستخبارات السوفياتية، قبل انتقاله إلى عالم السياسة. خرج بوتين من رحم عائلة عملت في المجال العسكري في الاتحاد السوفياتي، حيث كانت أمه عاملةً في مصنع، فيما خدم والده على متن غواصة في ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن يخدم على الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الثانية ويتعرّض للإصابة. لم يشذّ الرئيس المستقبلي لروسيا عن نهج عائلته، فبعد إنهائه دراسة القانون في جامعة لينينغراد في العام 1975، انضمّ إلى جهاز الاستخبارات السوفياتي، وتدرّج فيه حتى أُرسل في العام 1985 إلى مدينة درسدن الألمانية في مهمة استخباراتية. مع انهيار الاتحاد، استقال بوتين من الـ«كي جي بي» وانتقل إلى السلك السياسي. فتولّى أولاً منصب مستشار عمدة مدينة لينينغراد لشؤون السياسة الخارجية. ثمّ في العام 1991، أصبح مدير جمعية العلاقات الخارجية في مكتب العمدة، قبل أن يتولّى منصب نائب رئيس حكومة سان بطرسبرغ في العام 1994. بعدها بعامين، دخل دائرة الحكم في موسكو، عندما عيّنه الرئيس الروسي، بوريس يلتسين، نائباً لمدير الموظفين الرئاسيين، وكانت تلك الفرصة التي انتظرها بوتين كي يشقّ طريقه نحو الكرملين بخُطى ثابتة. في العام 1998، وبعد أن أثار بوتين الإعجاب داخل أروقة الكرملين، عيّنه يلتسين على رأس جهاز الاستخبارات الروسية، لكن لم يلبث أن أصبح رئيساً للوزراء في العام اللاحق. اجتياح مقاتلي الشيشان لجمهورية داغستان في منطقة القوقاز شكّل أوّل علامة فارقة في مسيرة بوتين السياسية، حيث نجح في بناء صورته أمام الرأي العام الروسي، مقدّماً نفسه كحافظ لأمن روسيا ومحارب للحركات الانفصالية. وبعد أن أتمّ مهمته بنجاح على رأس الحكومة، ترشّح للانتخابات الرئاسية وفاز في آذار من العام 2000، ليجلس على عرش الكرملين للمرة الأولى، ويفتح صفحة جديدة من تاريخ روسيا، التي بفضله عادت لاعباً رئيساً في القارة الأوروبية.

فاليري فاسيليفيتش غيراسيموف

هو جنرال في الجيش الروسي والرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد الروسي، والنائب الأول لوزير الدفاع. عيّنه في منصبه الرئيس فلاديمير بوتين في 9 تشرين الثاني عام 2012. يوصف غيراسيموف بـ«الخبير الاستراتيجي» الذي يقال إنه أسّس لما سُمّي بـ«عقيدة غيراسيموف»، التي تجمع بين التكتيكات العسكرية والتكنولوجية والمعلوماتية والديبلوماسية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من التكتيكات، لغرض تحقيق الأهداف الاستراتيجية. ولد في مدينة كازان، عاصمة جمهورية تاتارستان الروسية، وتخرّج من مدرسة كازان سوفوروف العسكرية (1971-1973)، ثمّ مدرسة قيادة الدبابات العليا في كازان (1973-1977)، وأكاديمية مالينوفسكي للقوات المدرّعة العسكرية (1984-1987)، ولاحقاً من أكاديمية هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية (1995-1997). بين عامَي 1993 و1995، كان قائد الفرقة 144 مشاة في منطقة بحر البلطيق العسكرية، ثمّ مجموعة قوات الشمال الغربي. بعد تخرّجه من أكاديمية الأركان العامة، كان النائب الأوّل لقائد الجيش في منطقة موسكو العسكرية، وقائداً للجيش الثامن والخمسين في منطقة شمال القوقاز العسكرية خلال حرب الشيشان الثانية. عام 2006، أصبح قائد منطقة لينينغراد العسكرية، وانتقل ليكون قائد منطقة موسكو العسكرية عام 2009، ثمّ قائد المنطقة العسكرية المركزية في نيسان عام 2012. وفي 23 كانون الأول 2010، أصبح نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلّحة الروسية. يتّهمه الأوكران بأنه المشرف المباشر على «معركة إيلوفايسك» عام 2014، التي هَزمت فيها قوات الدفاع الشعبي في لوغانسك ودونيتسك القوات الأوكرانية التي خسرت فيها 1000 جندي. في نيسان عام 2014، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على غيراسيموف بحجّة «تقويض وتهديد سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها». وبعدها بأشهر، أضافت كلّ من كندا وليختنشتاين وسويسرا وأستراليا، غيراسيموف إلى قوائم عقوباتها بذريعة التدخّل الروسي في أوكرانيا.

سيرجي كوزوجيتوفيتش شويغو

سياسي روسي وجنرال في الجيش الروسي، يشغل منصب وزير الدفاع في الاتحاد الروسي ورئيس مجلس وزراء الدفاع في «رابطة الدول المستقلة» منذ عام 2012. شغل منصب وزير «حالات الطوارئ» بين عامَي 1991 و2012، وشغل لفترة وجيزة حاكماً لمنطقة أوبلاست موسكو عام 2012. درس الهندسة المدنية، وبعد تخرّجه عام 1977 عمل في مشاريع البناء على الصعيد الوطني. عام 1988، أصبح شويغو موظفاً ثانوياً في فرع «أباكان» للحزب الشيوعي السوفياتي، ثمّ في «كومسومول» لبضع سنوات. عام 1990، انتقل شويغو إلى موسكو من سيبيريا، وعُيِّن نائباً لرئيس لجنة الدولة للهندسة المعمارية والبناء في الاتحاد الروسي. عام 1991، عُيِّن رئيساً لفيلق الإنقاذ، الذي تطوّر لاحقاً إلى مسمّى «لجنة الدولة لحالات الطوارئ»، لتتحوّل بعدها إلى «وزارة حالات الطوارئ»، ويشغل شويغو حقيبتها في الحكومة. اكتسب شهرة بسبب أسلوب إدارته العملي ووضوحه العالي أثناء حالات الطوارئ، مثل الفيضانات والزلازل والعمليات الإرهابية. عام 1999، أصبح أحد قادة حزب «الوحدة» الروسي الموالي للحكومة. حصل على جائزة الدولة الأكثر شهرة في روسيا – بطل الاتحاد الروسي – عام 1999. في 6 تشرين الثاني 2012، عيّنه بوتين وزيراً للدفاع. في تموز عام 2014، أعلن النظام في كييف رفع قضية جنائية ضدّ شويغو بتهمة المساعدة على تشكيل «مجموعات عسكرية غير مشروعة» في شرق أوكرانيا قاتلت الجيش الأوكراني. ابتداءً من 30 أيلول عام 2015، يشرف على الحضور العسكري الروسي في سوريا. يُعرَف عن شويغو إتقانه لكثير من اللغات، المعروف منها: الإنكليزية، اليابانية، الصينية، التركية، إلى جانب لغته الأم الروسية.

فولوديمير زيلينسكي

قبل وصوله إلى السلطة عام 2019، لم يكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يتمتّع بأيّ خبرة في المجال السياسي تتخطّى تأديته دور رئيس للجمهورية خلال عمله السابق كممثّل كوميدي، إذ كان معروفاً على نطاق واسع ككوميدي، ومخرج، ومنتج، وكاتب سيناريو. وهو المؤسّس والمدير الفني لاستوديو «كفارتال-95». وصل زيلينسكي إلى الرئاسة بصفة محارب للفساد، وكان آنذاك واثقاً من قدرته على تأدية دور الوسيط في إحلال السلام في الصراع الطويل الأمد مع الانفصاليين المدعومين من روسيا المتمركزين خاصّةً شرقي البلاد. ومن خلال أجندة شعبوية، وعد فيها باستهداف طبقة الأوليغارشية، ومنع أوكرانيا، في الوقت عينه، من أن تكون «شريكاً فاسداً للغرب» أو «الشقيقة الصغرى لروسيا»، تمكّن من كسب 73% من أصوات الأوكرانيين، علماً أن الدعم الأكبر جاء من جنوب أوكرانيا وشرقها، بما في ذلك منطقتا دونيتسك ولوهانسك. تذكُر صحيفة «نيويورك تايمز» أنه مذّاك، كانت الشكوك تحاوط قدرته على تحقيق طموحاته، ولا سيما بعد انهيار فريق العمل الذي شكّله بسرعة، وانقلاب عدد كبير من حلفائه عليه، وحصول تبديلات عدّة في المناصب، ما جعل معظم الذين يشغلون المناصب من حوله من «الأوفياء»، لا من أصحاب الكفاءة، حتى إن عدداً منهم جاء من استديوهات الكوميديا حيث كان يعمل. حالياً، تُطاول زيلينسكي شبهات عدّة بالفساد، ساهمت في تراجع شعبيته، إذ إن 62% من الأوكرانيين لا يرغبون بأن يترشّح مرّة جديدة للانتخابات. وعلى الرغم من أنه قد يفوز بولاية ثانية في حال ترشّحه، تؤكد الصحيفة أنه سيحصد عدد أصوات أقلّ بكثير. ومن المعروف عن زيلينسكي أيضاً علاقته المتوتّرة مع الصحافيين والإعلام بشكل عام، نظراً إلى كرهه للأسئلة الصعبة والانتقاد، ما أدّى إلى مواجهات بينه وبينهم خلال محطات عدّة. وفي خضمّ الأحداث الأخيرة، اتّضح أن رئاسة أوكرانيا مهمّة أصعب بكثير ممّا ظنّ زيلينسكي، ولا سيما أن أكثر من نصف الأوكرانيين يشكّكون في قدرته على مواجهة روسيا في أوكرانيا، وأنه قبل العملية العسكرية الروسية مباشرةً، كان يسخر من «تهويل الأوكرانيين ورعبهم» من التدخّل الروسي. حالياً، عقب العملية الروسية في أوكرانيا، يرى مراقبون أن زيلينسكي قد يواجه نقمة شعبية متنامية، خاصةً أنه يؤدي هذه المرّة دوراً، لم يسبق أن تمرّن عليه يوماً.

فاليري فيدوروفيتش زالوجني

القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية (منذ 27 تموز 2021)، وهو عضو في «مجلس الأمن القومي والدفاع» في كييف حالياً، وقائد القوات البرّية سابقاً. التحق بالكلية العسكرية في معهد أوديسّا للقوات البرية، وتخرّج منه عام 1997 برتبة الشرف. بدأ خدمته في الجيش الأوكراني، واجتاز جميع مراحل الخدمة العسكرية وصولاً إلى قيادة كتيبة. وفي عام 2005، التحق بـ«الأكاديمية الوطنية للدفاع»، ثم تخرّج منها عام 2007، بميدالية ذهبيّة. في عام 2014، تخرّج من «جامعة إيفان تشيرنياخوفسكي الوطنية للدفاع» في أوكرانيا، كأفضل خرّيج في المستوى التشغيلي والاستراتيجي للتدريب، وحصل على «السيف الملكي» من الملكة إِليزابيث الثانية. في تموز 2021، عيّنه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قائداً أعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، خلَفاً لرسلان خومتشاك. يُعدّ من الجنرالات الأكثر موثوقية لدى زيلينسكي، ولم يخدم في الجيش السوفياتي أبداً، وهو معادٍ للعقيدة العسكرية السوفياتية، ولطالما سعى إلى تغييرها. شارك زالوجني في القتال ضدّ «قوات إقليم دونباس» في 2014. وكانت إحدى أبرز خطواته الأولى في منصبه الحالي، السماح للقوات الأوكرانية في الجبهة الشرقية بفتح النار ردّاً على جنود الإقليم، من دون الحاجة إلى الرجوع إلى القيادة العليا. عقب تسلّمه منصبه قائداً عاماً للقوات المسلحة الأوكرانية، قال فاليري زالوجني: «إن المسار العام لإصلاح القوات المسلّحة الأوكرانية، بما يتماشى مع مبادئ الناتو ومعاييره، لا رجعة عنه. والمفتاح هنا هو (تغيير) المبادئ».

أوليكسي يوريوفيتش ريزنيكوف

وزير الدفاع في حكومة فلوديمير زيلينسكي منذ تشرين الثاني 2021. هو محامٍ شغل سابقاً عدّة مناصب أخرى في حكومة أوكرانيا، منها نائب رئيس الوزراء، وزير «إعادة دمج الأراضي المحتلّة مؤقتاً في أوكرانيا»، نائب رئيس إدارة مدينة كييف بين عامَي 2016 و2018، نائب رئيس البلدية وسكرتير مجلس مدينة كييف من حزيران 2014 إلى كانون الأول 2015. شغل ريزنيكوف أيضاً منصب رئيس الوفد الوطني الأوكراني في كونغرس السلطات المحلية والإقليمية لمجلس أوروبا من عام 2015 إلى عام 2016، وتمّ اختياره من قِبَل زيلينسكي في 5 أيار 2020 لتمثيل أوكرانيا في «المجموعة الفرعية السياسية العاملة في الاتصال الثلاثي»، وهي مجموعة خاصة لتسوية الحرب في الدونباس. لا خبرة عسكرية لريزنيكوف، لكن لعلّ سجلّه الحافل ضمن الفريق الخاص بواشنطن في أوكرانيا أهّله لبلوغ منصب وزير الدفاع. عام 2004، تولّى ريزنيكوف الدفاع عن المرشح الرئاسي آنذاك فيكتور يوشينكو (زعيم الثورة البرتقالية) أمام المحكمة العليا في أوكرانيا، لإلغاء نتائج الجولة الثالثة من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية لعام 2004. في سيرته الذاتية، يوصَف بأنه «يستمتع بالغوص ولعب التنس والتزلّج»، كما سُجّلت مشاركته في «رالي داكار» عام 2009، بحسب صحيفة الأخبار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى