استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

حقيقة شحنة الطائرات المسيّرة التي تم اعتراضها بشبوة “تحقيق”

شبوة – عدنان محمد

الادعاء
القبض على شحنة طائرات مسيرة في شبوة في طريقها لجماعة الحوثي

الناشر
كريتر سكاي

بلقيس نت

كريتر نت

عربي21

المصدر أونلاين

عدن الغد

عدن بوست

مركز لحج الإعلامي

عبدالرحمن الصنعاني

عوض المرزقي

الخبر المتداول
نشرت مواقع إخبارية ومستخدمو موقع “تويتر” في 21، 22 ديسمبر الماضي 2021، خبرًا يفيد بأن قوات الأمن في محافظة شبوة ضبطت شاحنة محمّلة بطائرات مسيّرة حديثة قادمة من مطار الريان في محافظة حضرموت.

وقالت مصادر خاصة بحسب الخبر المتداول، إن الطائرات المسيّرة القادمة من المطار الخاضع لسيطرة القوات المدعومة إماراتياً كانت في طريقها إلى بلحاف، ومن ثم يتم تهريبها لمليشيا الحوثي.

فيما موقع “عربي21″، وبحسب مصدر خاص، قال: إنه تم مصادرة “الطائرات المسيرة” في نقطة عسكرية تقيمها القوات الحكومية بالقرب من ميناء بلحاف النفطي بمديرية رضوم، جنوب شرقي مدينة عتق، عاصمة شبوة.

تحقق المشاهد
بعد التحقق من الخبر المتداول تبين أنه تم استخدام الحادثة بشكل مضلل فيما الفيديو المتداول للطائرات المسيرة صحيح.

إذ نفى مصدر أمني في مديرية رضوم الساحلية بشبوة الخبر المتدوال أنه تم ضبط شاحنة تحمل طائرات مسيرة في طريقها لجماعة الحوثي ومصادرتها، وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الطائرات المسيرة كانت خاصة بالقوات الإماراتية المتواجدة في منشأة بلحاف، وتزامن نقلها قرب إطلاق معركة تحرير بيحان التي قادتها الإمارات عبر ألوية العمالقة التابعة لها”.

للتأكد من موقع النقطة التي تم تصوير محتوى الشاحنة فيها تم عرض المقطع المنشور على أشخاص من أهالي مديرية رضوم وكلهم أكدوا أن النقطة الظاهرة في الفيديو المتدوال موجودة في منطقة شوران بالقرب من بحيرة شوران التاريخية بشبوة، وتتبع هذه النقطة القوات الخاصة -قوات أمنية تابعة للحكومة اليمنية- بمحافظة شبوة وتقع في الخط الذي يربط حضرموت بمنشأة بلحاف وذلك في مديرية رضوم الساحلية.

تظهر الصور من جوجل إيرث تطابقا بين ملامح المكان للموقع الذي تم فيه تصوير الشاحنة وصور ملامح الموقع الفيديو المتداول واتضح أنهما متطابقان وأن النقطة الأمنية التي أوقفت الشاحنة هي النقطة المجاورة لبحيرة شوران بمديرية رضوم بمحافظة شبوة.

يظهر تطبيق صن كالك وعبر زاوية الظل في الفيديو أن الوقت الذي جرى فيه تصوير الفيديو كان عند الساعة الثانية عشر ظهرا بتاريخ 21 ديسمبر 2021، وهو نفس اليوم الذي نشر فيه الفيديو المتعلق بالشاحنة لكن بعد مضي أكثر من ثلاث ساعات من تصويره.

كما أنه من خلال الفيديو المنشور تأكدنا من لهجة المصور وهو على ما يبدو جندي يعمل في تلك النقطة الأمنية الذي كان يتكلم أثناء التسجيل أنها لهجة شبوانية محلية ما يعني أن الفيديو تم تصويره فعلا في شبوة.

تتبعنا الوسائل الإعلامية الإماراتية وكذلك الوسائل الإعلامية المحلية المدعومة من الإمارات لكنها تجاهلت الموضوع ولم تنشر أي رد فعل على ذلك.

الجهات الأمنية في محافظة شبوة هي الأخرى لم تصدر أي بيان أو تعليق رسمي على الحادثة كذلك لم تنشر الصفحات الرسمية التابعة للجنة الأمنية في المحافظة وصفحة القوات الخاصة وصفحة مكتب الإعلام في شبوة اي شي يتعلق بحادثة احتجاز تلك الشاحنة، وهو ما يتعارض مع الخبر المتداول والذي اعتمد ناشروه على مصادر وصفت بـ”الخاصة” دون تسميتها.

ورفضت الجهات الأمنية في محافظة شبوة الإدلاء بأي تصريح بخصوص الحادثة لكن مسؤول أمني طلب عدم نشر عن اسمه كونه غير مخول بالتصريح فسر ذلك بالقول إن الشاحنة حجزت في النقطة لوقت قصير ثم سمح لها بالمرور إلى بلحاف، وذلك بعد أوامر عليا”. مرجحا أن السلطات الأمنية في شبوة لم تتبنِ الموضوع بصورة رسمية لكي لا تدخل في خلاف مع قيادة التحالف بالمحافظة.

وتتخذ القوات الإماراتية من منشأة بلحاف الغازية قاعدة عسكرية تضم آلاف الجنود التابعين لقوات النخبة الشبوانية.

السياق الزمني
تزامن نشر الخبر المتداول مع التوترات العسكرية والسياسية في شبوة بين المحافظ السابق محمد بن عديو والقوات الإماراتية التي تسيطر على منشأة بلحاف الغازية، وبعد دعوات بن عديو المتكررة لها بالخروج من منشأة بلحاف. وتبع الخبر المتداول قرارا للرئيس عبد ربه هادي بإقالة محافظ محافظة شبوة محمد صالح بن عديو في يوم السبت 25 ديسمبر 2021 واستبداله بعوض محمد العولقي الموالي للمجلس الإنتقالي الجنوبي، بالإضافة إلى أن في ذلك الوقت كانت قوات التحالف في المحافظة تجهز لمعركة عسكرية أطلقتها لاحقا لاستعادة السيطرة على مديريات غرب شبوة “بيحان، وعسيلان، وعين” من يد جماعة الحوثي التي سيطرت عليها خلال سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي.

وفي 17 يناير الجاري، أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع عن استهداف عدد من المنشآت الإماراتية بخمسة صواريخ بالستية ومُجنّحة وعدد كبير من الطائرات المسيّرة، واعترفت الإمارات في بيانٍ لوزارة الخارجية والتعاون الدولي باستهداف الحوثيين لمنشآتٍ مدنية في أبوظبي، معلنةّ “احتفاظها بحق الرد.”

وفي 24 يناير الجاري أعلنت جماعة الحوثي استهداف قاعدة الظفرة الجوية وأهداف حساسة في أبوظبي بالإمارات بالصواريخ البالستية، واستهداف مواقع وصفتها بـ”الحيوية والهامة” في دبي بعدد كبير من الطائرات المسيّرة نوع (صماد 3).

وأعلنت الإمارات أن دفاعها الجوي اعترض ودمّر صاروخين بالستيين أطلقتهما جماعة الحوثي تجاه الإمارات، ولم ينجم عن الهجوم أية خسائر بشرية.

المصادر
موقع المشاهد: مصدر أمني في مديرية رضوم بشبوة – جوجل إيرث – تحليل المادة المصورة – التحليل النقدي – مواقع محلية رسيمة بشبوة – مسؤول أمني بشبوة – المتحدث العسكري للحوثيي- فرانس -24- وزارة الخارجية الإماراتية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى