الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

خريطة السيطرة العسكرية في اليمن.. هذا هو نصيب أطراف الصراع من “الكعكة”

حيروت – وكالات

يُقال في العلوم السياسية أن الأرض كائن حي، تتحرك، وتكبر، وتصغر تحت أقدام الفاعلين، سواء على المستوى المحلي أو لإقليمي أو الدولي، لذا نجد خارطة السيطرة تتغير على الأرض في اليمن بشكل مستمر بين الفرقاء في ظل تواصل المواجهات الميدانية منذ نحو 7 سنوات.

ويبدو الواقع العسكري حاليا أكثر اشتعالًا من أي وقت مضى، حيث اتسعت رقعة المعارك بين قوات الشرعية والحوثيين على عدة جبهات، خصوصا في محافظتي مأرب وشبوة.

والإثنين، أعلنت قوات العمالقة التابعة لحكومة هادي، استعادة كامل محافظة شبوة، بعد عملية عسكرية استمرت 10 أيام تمكنت خلالها من استعادة ثلاث مديريات سيطر عليها الحوثيون في سبتمبر الماضي. كما سيطرت الثلاثاء، على مساحات شاسعة من مديرية حريب بمحافظة مأرب.

تأتي هذه التطورات العسكرية، فيما لا يبدو أن ثمة أفق لحل سياسي قريب ينهي الأزمة المشتعلة، رغم الجهود الدولية والأممية المتواصلة لإنهاء الصراع.

وهذا الإطار يستعرض تفاصيل السيطرة على الأرض بين قوات هادي، وجماعة الحوثي، والمجلس الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً”.

وسبق أن أعلنت القوات الموالية لحكومة هادي أنها تسيطر على نحو 80 بالمئة من الأرض، فيما يرى مراقبون أنها تقديرات مبالغ فيها في ظل وجود قرابة نصف سكان اليمن بالمناطق التي تخضع لسيطرة الحوثيين.

ويتحدث مراقبون أن حكومة الشرعية تسيطر على 60 بالمئة من المساحة الجغرافية لليمن، بينها محافظة حضرموت التي تزيد عن ثلث مساحة البلاد، فيما الحوثيون يسيطرون على نحو 25 بالمئة، في الوقت الذي يسيطر المجلس الانتقالي على نحو 15 بالمئة من جغرافية البلاد.‎

ويحكم الحوثيون في مناطق يسكن فيها قرابة 15 مليون نسمة يمثلون 50 بالمئة من إجمالي سكان البلاد البالغ 30 مليونا، فيما تسيطر حكومة الشرعية على مناطق يعيش فيها نحو 12 مليونا بنسبة 40 بالمئة، وبقية المناطق يقطن فيها قرابة 3 ملايين نسمة يمثلون 10 بالمئة من السكان، وهي تحت نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي.

•محافظات تحت سيطرة حكومة هادي
تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على عدة محافظات بشكل كلي، أبرزها حضرموت التي تعد أكبر المحافظات مساحة، وتحوي عدة مدن هامة مثل المكلا وسيئون وشبام وتريم والشحر، كما تحتضن مطارين دوليين هما “سيئون” و”الريان”، وتتميز إلى جانب ذلك بأنها غنية بالنفط.

كما تسيطر على المهرة، ثاني أكبر المحافظات مساحة، وتقع في أقصى شرقي اليمن، على الحدود مع سلطنة عمان، وتنتشر فيها أيضا قوات سعودية.

وإضافة إلى ذلك، تسيطر حكومة هادي على كامل مساحة محافظة شبوة، التي تتواجد فيها أيضا قوات إماراتية، تحديدا في “منشأة بلحاف الغازية” التي تعد من أهم الموارد الاقتصادية، لكن تعطل نشاطها قبل سنوات وسط مطالب شعبية وحكومية بإعادة تشغيلها لتحسين اقتصاد البلاد المنهار.

•محافظات أغلبها تحت سيطرة حكومة هادي
كما تسيطر الحكومة المعترف بها دوليا على محافظات بشكل شبه كامل، فيما الحوثيون يسيطرون على بعض مناطقها منذ سنوات.
وعلى سبيل المثال، تسيطر حكومة الشرعية على معظم مساحة محافظة مأرب النفطية والغازية، بما في ذلك مركزها “مدينة مأرب” التي تعد من أكثر المدن كثافة في السكان باليمن.

وتقول التقارير، إن المدينة تحتضن أكثر من مليوني نازح، يشكلون أكثر من نصف إجمالي نازحي البلاد، البالغ عددهم 4 ملايين.

واستطاع الحوثيون خلال الأشهر الماضية، التقدم والسيطرة على عدة مديريات بينها العبدية ورحبة وماهلية، فيما تقول الجماعة إنها باتت على مشارف مدينة مأرب.

وتشير المصادر العسكرية أن المعارك تدور بين القوات الحكومية والحوثيين على بعد 30 كليو مترا من مدينة مأرب الاستراتيجية.

وإلى جانب ذلك، تسيطر القوات التابعة لهادي على معظم محافظة لحج، بما في ذلك مركزها “مدينة الحوطة”، فيما تسيطر جماعة الحوثي على بعض المناطق فيها، وتشهد حالة من الجمود في المعارك.

ويتشابه هذا الوضع بما عليه الحال في محافظة الضالع الجنوبية، حيث تسيطر القوات الموالية لحكومة هادي على معظم مديرياتها، بما في ذلك مدينة الضالع، فيما يواصل الحوثيون بسط نفوذهم على بعض المناطق فيها، وتدور فيها معارك متكررة دون تقدم لأي طرف.

وكذلك تسيطر على نحو 60 بالمئة من تعز، الأكثر سكانا في اليمن، بما في ذلك “مدينة تعز” مركز المحافظة.

ويحظى الحوثيون بامتياز السيطرة على مدينة الحوبان شرقي تعز، التي توجد فيها مصانع للقطاع الخاص، ومنها تحصل على 70 بالمئة من إجمالي إيرادات المحافظة بشكل عام.

•محافظات تحت سيطرة جماعة الحوثي
من جهتهم، يسيطر الحوثيون على عدة محافظات شمالي اليمن، أبرزها العاصمة صنعاء التي تعد أهم محافظات اليمن، كونها تحتضن أهم مؤسسات الدولة، وقطاع الاتصالات والإنترنت، والعديد من الشركات والمصانع التي تجلب إيرادات كبيرة للحوثيين.

كما يسيطر الحوثيون على كامل محافظات ذمار وإب وريمة والمحويت وعمران.

** محافظات أغلبها تحت سيطرة جماعة الحوثي
يسيطر الحوثيون على أغلب مساحات بعض المحافظات، منها الحديدة، التي تملك أهم ميناء في اليمن يمر منه نحو 70 بالمئة من الواردات والمساعدات الواصلة للبلاد.
وتسيطر قوات هادي على بعض مديريات المحافظة مثل الخوخة وحيس ومناطق في مديريات أخرى.
أما محافظة الجوف التي ترتبط بحدود برية مع السعودية، فالحوثيون يسيطرون على معظم المديريات، بما في ذلك عاصمتها (مدينة الحزم)، فيما تسيطر قوات الشرعية على مناطق فيها.
كما يسيطر الحوثيون على أغلب مساحات محافظتي حجة وصعدة، بما في ذلك مركزي المحافظتين، فيما تسيطر الحكومة على مناطق قليلة فيهما.
وكذلك يسيطر الحوثيون على أغلب مديريات محافظة البيضاء التي توصف بأنها قلب اليمن، كونها تتوسط البلاد.

** مناطق تحت نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي
يسيطر المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، على كامل محافظة عدن. وتعد ثاني أهم المحافظات بعد صنعاء، حيث كانت توصف قبل الحرب بأنها العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد.

كما يسيطر المجلس على محافظة أرخبيل سقطرى الاستراتيجية الحيوية، على المحيط الهندي، جنوب شرقي اليمن، منذ يونيو /حزيران 2020.
وإضافة إلى ذلك، يتقاسم المجلس الانتقالي مع حكومة هادي السيطرة على محافظة أبين، ويحظى بامتياز السيطرة على مدينة زنجبار عاصمة المحافظة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى