مقالات

التحالف الدولي وجزيرة سقطرى بقلم| فاطمة رضا

بقلم| فاطمة رضا

خلال هذا الاسبوع سيكون لي زيارة الى جزيرة سقطرى مع بعض الأصدقاء , وهي زيارة سياحية لاشأن لها بالسياسة أي أننا سنزور الاماكن السياحية هناك ونلتقط بعض الصور.
سقطرى من نظرتي المحايدة هي جزيرة متنازع عليها تاريخيآ بين ثلاث دول وهي (اليمن ـ سلطنة عمان ـ الصومال), ومنذ حوالي 200 عام بسطت اليمن عبر سلاطين جنوب اليمن مدعومين من بريطانيا سيادتهم على الجزيرة بعد صراع مرير مع الصومال او ماكان يعرف بقوات تحالف القبائل الصومالي وهذا الصراع كان في القرن الثامن والتاسع عشر وتم اثباته تاريخيآ وذلك قبل ان تتأسس دولة الإمارات .

وبشكل عام..
سقطرى كهوية تاريخية وديموغرافية تنتمي للقومية العربية اليمنية ورغم قربها للصومال, ورغم تعدد القوميات فيها, الا ان اللغة والقومية هناك هي العربية ومع وجود لغات وقوميات متداخلة اخرى او مايسمى باللغة السقطرية, الا ان كل السكان جنسيتهم يمنية ويخضعون للسلطة السياسية اليمنية منذ اكثر من 200 عام.
تواجد الولايات المتحدة الأمريكية بسقطرى ..

الكثيرون لايعلمون بأن أمريكا لديها قاعدة بحرية وجوية في سقطرى وتعتبر من اكبر القواعد في المنطقة وتحمل إسم (380 Air and Naval Base) وتم تسميتها نسبة للمسافة بين الارخبيل والجزيرة العربية وهي 380 كيلومتر بحري, وقد تم انشاؤهما حسب المعلومات في العام 1990 او مابعد هذا العام بقليل, تحتوي هذه القاعدة على تجهيزات عسكرية جوية وبحرية كبيرة وشاركت في الحرب على القاعدة في افغانستان وكمؤخرة لكل حروب المنطقة تقريبآ وتم انشاء هذه القاعدة لعدة عوامل ابرزها الحرب على الارهاب كسبب رئيسي وغير ذلك من الاسباب.

ومؤخرآ كانت تريد إسرائيل ايضآ أن تؤسس قاعدتها الخاصة حسب ماكتبت “الواشنطن بوست” وذلك بالتعاون مع الإمارات إلا أن هذا الموضوع لايزال قيد الدراسة ولم يتم البت فيه ولا يزال حبر على ورق بسبب انشغال اسرائيل بإيران وبرنامجها النووي, أما تواجد الإمارات فهو يتعدى مسالة قواعد الى ماهو ابعد بكثير, وهنا ولانني أحب دولة الإمارات ولطالما كنت محبه وناصحه لها ولقيادتها ولانني كنت مؤيدة لكل سياساتها انطلاقآ من علاقاتها بالولايات المتحدة, نكرر نصيحتنا لدولة الامارات بالعدول عن مشروعها في سقطرى وهي نصيحة اجد انها قد تجنب الامارات ويلات صراع لايحمد عقباه مع اليمنيين, لقد إختلفت مع الامارات كثيرآ ولازلت مختلفه وسأظل مختلفه معهم حول سقطرى, فمخطط الامارات في هذه الجزيرة كبير ولاينتهي عند مجرد قاعدة, وقد بدأت فعليآ في تنفيذه وضربت بكل الإنذارات الدولية والتحذيرات الأممية عرض الحائط ورؤية الامارات بالنسبة لسقطرى تشمل مخطط استخباراتي ابرز مافيه هو مايلي :
1- إستبدال الهوية المحلية للجزيرة بالهوية الاماراتية واستبدال العملة بعملة الدرهم الاماراتي وذلك ضمن خطة تدريجية تنتهي بتعامل الافراد والصرافات المالية بالدرهم بشكل كامل وصرف رواتب لقطاعات واسعة وتجنيد ابناء الجزيرة ضمن قوات عسكرية تتبع الإمارات.
2- إستضافة مشائخ القبائل والنخب المجتمعية السقطرية في الامارات واستمالتهم للجانب الاماراتي بمعدل رحلتين جويتين او ثلاث يوميآ من سقطرى الى الامارات وتخصيص فنادق لاستقبالهم وتنظيم زيارات مجتمعيه لهم مع نخب إماراتية والتاثير عليهم سياسيآ وإجتماعيآ..

3- اخلاء جزيرة سقطرى من المدنيين خلال مدة اقصاها عشر سنوات على ان يتم توزيع سكان سقطرى على دولة الامارات وبناء قطاعات سكنية لهم وتجنيسهم بالجنسية الإماراتية, ومن يرفض الخروج من الجزيرة سوائآ بسبب انتمائه للارض او لولائاته المختلفه فيتم التعامل معه بطرق مختلفة من طرق الترغيب والترهيب, واذا تعرقل هذا الخيار لاي سبب من الاسباب فيتم تحديد جزء صغير من الجزيرة لمن رفضوا الخروج منها ومضايقتهم وتقييد تحركاتهم.
4- اغلاق الجزيرة في وجه جميع المدنيين بمن فيهم السياح والزائرين وتحويل جزيرة سقطرى لقاعدة عسكرية دولية للتحالف الدولي برعاية الولايات المتحدة مع استمرار السيادة اليمنية على الجزيرة واستمرار انتمائها لليمن ارضآ وانسانآ وكذلك يمنيتها على الخرائط وبانها جزء لا يتجزأ من اراضي اليمن التاريخية ولكنها تخضع للإدارة العسكرية الدولية مثلها مثل مضيق جبل طارق وغيرة من الاماكن السيادية التي تخضع للادارة الدولية.

حسب تقارير محايدة تاتي من سقطرى فإن الامارات بدأت فعليآ بتنفيذ رؤيتها لجزيرة سقطرى وبإعتقادي الشخصي فإن احدآ لن يستطيع منعها من ذلك طالمها ولديها النفوذ والتاييد الدولي, ولكنني اكرر نصيحتي لها بأن تراعي الارض والانسان وتراعي الطبيعة الجغرافية للجزيرة فسقطرى تعتبر محمية طبيعية عالمية ذات موقع استثنائي من حيث التنوع الكبير في نباتاتها وحيواناتها حيث أن 73% من أنواع النباتات فيها و 9% من أنواع الزواحف فيها و 59% من أنواع الحلزونيات البرية المتواجدة فيها غير موجودة في أي مناطق أخرى من العالم حسب تقارير اليونيسكو ويشير تقرير اليونيسكو ايضآ الى وجود 291 نوعآ من الطيور غير موجودة في اي مكان آخر في العالم ومن بينها 83 نوعآ مهددآ بالانقراض وتتميز الحياة البحرية في سقطرى بتنوع كبير، مع تواجد 352 نوعآ من المرجان الباني و 730 نوعآ من الأسماك الساحلية النادرة , و 300 نوع من السراطين والكركند والإربيان,
تم تصنيف الجزيرة كأحد مواقع التراث العالمي في عام 2008, وصنفتها صحيفة النيويورك تايمز كأجمل جزيرة في العالم لعام 2010 نظرآ للتنوع الحيوي الفريد والأهمية البيئية لهذه الجزيرة وانعكاسها على العالم, ومن غير الممكن بأي حال من الاحوال تهجير ابنائها وتحويل تضاريسها كمحمية طبيعية دولية لقواعدة عسكرية للتدريبات وللحروب وتحويلها من محمية الى خرابة يتجول فيها الجنود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى