نافذة باتجاهين يصعب التحكم بها… بقلم / حاتـم عثمان الشَّعبي
بقلم /حاتـم عثمان الشَّعبي
نتابع ونشاهد كل يوم القنوات التلفزيونية التي تفرض علينا إطار معين من الثقافات والتي تتلألأ أمامنا ببريق ألوان الشاشة الفضية وحُبنا للمُمثلين وكل له إنطباعه ورؤيته وكذلك لبعض البرامج التلفزيونية المتنوعه والتي لها مذيعين كلٌ له أسلوبه بجذب المشاهد لمتابعة برنامجه
ولكننا من خلال هذه البرامج والمسلسلات وقبلها حلقات الأطفال وبرامج الكرتون والتي جميعها توجه متابعها لأن تترسخ بعقله ثقافة معينة طالما أنه أدمن على متابعتها دون غيرها والتي ربما تؤدي به لفقدان ثقافته العامة وبدورها تقلل من أخلاقه في جوانب معينه ومنها من يجمدها أو يجعلها متشددة لاتقبل الرأي الآخر
فهنا نحن ومن خلال ما نتابعه بهذه الأيام وبالقرن الواحد والعشرين العديد من التوجيهات الصريحة والواضحة والتي تدخل لعقولنا نحن الآباء فما بالك بأولادنا الذين لايعرفون الشاشة الكبيرة وسيطرت عليهم شاشة صغيرة تتنقل معهم بكل مكان دون معرفتنا نحن الآباء عن ما يتابعوه ويشاهدوه والذي نعرفه فقط هو أن يبلغوننا أولادنا بأن رصيد الواي فاي إنتهى وعلينا أن ندفع الإشتراك لتجديده أو تجد أحد الأبناء يريد مبلغ من المال مصروف ليس لأنه يريد شراء شيء من البقالة ليأكله وكما نسميها “تسالي بعد العصر” بل لإضافة رصيد نت لجواله
هل حان الوقت لأن نعدل من أخلاق أولادنا والذين تجدهم أمامنا وأمام الجيران ملائكة بكل شيء ولهم أخلاق وأسلوب حديث متميز ولكن غير ذلك لانعلم ما هي طبيعتهم الحقيقية لأننا لانعلم مع من يسيرون وماهي أخلاقهم وأنشطتهم التي يمارسونها مع بعضهم البعض
فعلينا متابعة أولادنا ومعرفة حقيقة أخلاقهم من خلال مظهرهم الخارجي والكلمات التي تخرج أثناء حديثهم وانفعالاتهم وكذلك الوقت الذي يبتعدون به عننا كآباء ليبقوا بعيدين عن المراقبة
فاليوم سيزعل أبناءنا من متابعتنا لهم وتقييد حركتهم وحريتهم لكنهم غداً هم من سيفعلون ذلك وأكثر لأولادهم عندما يصبحون آباء ونكون قد كسبنا الأجر بهم ونؤكد بأن الأمم الأخلاق… والتي لن تبنى دولتنا ونحمي وطننا سوى بالأخلاق والذي يعتبر هو المفتاح والطريق لكل شيء جميل نحلم به.