مقالات

لا إرهاب غير ماترتكبوه ضدنا

بقلم / عفراء خالد الحريري

 

إلى روح رشا الحرازي
نامي و جنينك في أمان وسلام
فأنتما عند الله الان

 

أن تخرج إلى الشارع راجلاً أو فوق سيارتك الخاصة للبحث عن نسمة هواء نقية ، مطمئناً ، هادئاً ، تستمع إلى بعض الموسيقى أو صوت طربي من الزمن الجميل تستعيد معه الكثير من الذكريات في هذه المدينة المستباحة بكل أنواع السلاح براً و جواً وبحراً ، وبينما أنت في ذروة أنسجامك ، فجأة تجد الموت يبعثرك أشلاءاً على الأرض ، فماذا يتبقى لك ؟!
سوى أن تعد نفسك جيداً ، بهندامك و تسريحة شعرك وربما بعض رتوش من المكياج وبخة عطر ورائحة من دخان البخور للنساء و عود للرجال ، و تُقبل أهل بيتك و تقرأ سراً وجهراً الشهادتين فتبسمل و تمشي .
و قد يتطلب الأمر ان تكون في ذلك الهندام وأنت في بيتك أيضاً.
بلى . فكما يبدو هناك مقاولة مع الموت تفجيراً من قبل الجميع في هذه المدينة وأقصد بالجميع الشرعية و الانتقالي و الحوثي والتحالف ( السعودي إماراتي) ( لا يستعرض عليّ أحد عضلاته الان من أنصار البعض و مطبلين/ ات البعض الاخر) فأنتم من لديكم أسلحة بتقنية عالية الدقة توجه إلى حيثما تريدوا فيحدث شيء ما لنا ، ينكبنا رأساً على عقب ، أنتم وحدكم من يمتلك
سلاح تصوبوه نحو الدولار فيرتفع ، نحو الاسعار فتغلو ، نحو بيوتنا ، سيارتنا ، أجسادنا …فتنفجر .
ياالله : ثمينة هي الحرية ، أنها الكلمة الحرة و الصورة الحرة و النبرة الحرة ، هي التي أفزعتكم ، فصنعت من فزعكم و خوفكم إرهاباً جديداً يتلبس بثوب سلطتكم المسبية لدى دول الخليج و الإقليم ، فلاتمتلكوا حيال أوامرهم حتى رمشة عين عابرة تعبر عن رفضكم لما لاتريدوه أصلاً ، إلا أنه يحدث غصب عنكم أو بإرادتكم المسلوبة رضاً وقناعة .
إرهابكم الذي تمارسوه علينا بالتجويع و التركيع و الترهيب و التهديد ، و أخيراً وجدتم الحل الأمثل لإرضاء غروركم و عجزكم في إدارة مؤسسات الدولة الهشة التي كلما أقبلتم على مؤسسة منها فاحت ريح فسادكم فيها ، فوجدتم الحل ، ألا وهو التفجير .
تفجيرنا أحياء بغض النظر عن أي جُرم إقترفناه أو لم نقترفه ، ولن نقترفه لاننا لانمتلك غير القلم ، عدسة الكاميرا ، الصوت . انه جُرم المواطنة غير المتساوية وغير العادلة التي نوصف على أساسها بعنصرية مناطقية مقيته ، فيباح تفجيرنا نحن اصحاب المواطنة المنقوصة .
انه تفجير لأصحاب الحرف الممشوق كغصن بان يدق عظام جماجمكم فيوجعها ، تفجير أصحاب الكلمة المفتولة كعضلات بطل مصارعة تلكمكم حيثما تسقط على أجسادكم ، فتوقظكم صراخاً و ضجيجاً . فتبحثوا عن شخص ما يقوم مقامكم للتخلص منا بعبوة ناسفة ، بقنبلة مرمية برصاصة مباشرة او راجعة ، بسيارة مفخخة ، بإنتحاري ملغم
بأي شيء و كل شيء يملأكم نشوة حين يأتي صوته ( بوم بوم بوم قاااااح ) ومادون ذلك الصوت وإن لم تسمعوه ، ستظلون مهزومون في دواخلكم دائما ، حتى ينفجر بنا فرادى و جماعات ، فتعودوا للانبساط .
أنتم مسؤولون عن مقتل أطفال وشباب ونساء التفجير على مقربة من المطار ، وماقبله ، وعن مقتل رشا وجنينها ، فبعد كم خطوة مترية نقطة تفتيش عسكرية ، و هناك مئات الأطقم و الجند و العسكر ، كل هؤلاء ماذا يفعلون ؟ و شركائكم في أعلى قمة جبل معاشيق/ الشرعية ، وفي شمال هذه البلد الحوثيين ، وأولياء نعمتكما معاً ، في أقصى بقعة بين مدينة الشعب و عدن الصغرى( البريقة)/ التحالف( السعودي/ إماراتي).
أنهم مسؤولون معكم مباشرة عن إرهابنا ، كل كيان او مكون سياسي او شرعي له طقم و مدرعة وعسكري وان كان واحد في هذه المدينة مسؤول عن أرواحنا التي تزهق في اليوم كل لحظة من ( الجوع ، العوز ، الفاقة ، الحاجة ، المرض ، الاحباط ، الاكتئاب ، الحزن ، القهر ، الوجع ، إنقطاع الراتب ، …وغيره ، قائمة طويلة من الإرهاب الذي صنعتموه أنتم و مارستموه و رسمتموه لنا من اول يوم عاصفة حزم و إعادة أمل ، طيلة سبع سنوات ونيف هو إرهاب مكتمل الاركان ،إلا أن قليل من بهارات القنوات الفضائية غيرت تسميته ، اما الارهاب الاخر الذي يزعم جميعهم على محاربته ، فكم شاب تم إعتقاله بشبهة الارهاب ؟!وكم جريمة إرهاب يتم القبض على المُجرمين بعدها مثلما يزعموا ايضا ، فلا نشاهدهم ولانجدهم ولانعرف عنهم ، ولا يقدموا للمحاكمة و لا هم يحزنون .
فنصبح نحن ضحايا الارهاب و نحن من يريدوا التخلص منا بالارهاب ، وحين لن يجدوا إرهابيين ، قريبا سنكون نحن الإرهاب .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى