الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

مقاتلات “التحالف” ترمي بكل ثقلها على مأرب.. وخبير بريطاني يتوقع سقوط المدينة خلال 72 ساعة

حيروت – خاص

لا يختلف اليوم عن البارحة في مأرب، حيث تشهد هذه المحافظة انهيارات كبيرة ومتسارعة في صفوف قوات الرئيس هادي مقابل تحول مفاجئ في موازين القوى لصالح قوات الحوثي التي استخدمت، مؤخراً، استراتيجية عسكرية جديدة ومختلفة تعتمد على القضم التدريجي والبطيء، وهي استراتيجية أثبتت مع الوقت نجاحها في فرض شبه حصار كامل على مدينة مأرب.

وأفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، بأن مواجهات عنيفة تجري بين الطرفين في الأطراف الشمالية لمديرية الجوبة، جنوبي محافظة مأرب.

وأشارت المصادر، إلى أن مواجهات ضارية دارت اليوم بين الطرفين في مناطق الحجلاء، ومفرق أم ريش، شمالي شرق جبهة ملعاء، في شرق المديرية.

وتزامنت المعارك، وفقاً للمصادر، مع سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع وآليات لقوات الحوثي في مناطق مختلفة من المديرية.

وأعلن التحالف السعودي الإماراتي، اليوم الخميس، مقتل 95 مقاتلاً من قوات الحوثي بغارات جوية خلال الساعات الـ24 الفائتة قرب مدينة مأرب.

وقال التحالف، في بيان نقلته وكالة “واس” السعودية الرسمية، إن قواته نفذت “22 عملية لاستهداف آليات وعناصر تابعة للحوثيين في منطقتي الجوبة على بعد نحو 50 كيلومترا شمال غرب مأرب، والكسارة الواقعة على بعد نحو 30 كيلومترا شمال غرب المدينة، خلال الـ24 ساعة الماضية”، لافتاً إلى أن “عمليات الاستهداف شملت تدمير 11 من الآليات العسكرية والقضاء على 95 عنصرا حوثياً”.

من جهتها، نقلت وكالة الصحافة اليمنية، التابعة لجماعة الحوثي، عن مصادر محلية قولها، إن قوات الحوثي تمكنت اليوم الخميس، من تنفيذ كمين محكم، لعدد من قادة ومجندي قوات التحالف في منطقة حصن السمع جنوب شرق مدينة مأرب.

وأضافت المصادر، أن قوات عسكرية كبيرة من مجندي التحالف بينهم 2 من أبرز قادة مجاميع قوات التحالف وقعوا في كماشة قوات الحوثي في منطقة “حصن السمع” شرق مفرق جبل “السحل” الرابط بين حريب والجوبة ومدينة مأرب.

وكشفت أن أبرز القيادات المحاصرة في “حصن السمع”، العميد ذياب القبلي قائد “اللواء 143”، والقيادي عبدالحكيم القبلي، أحد قادة مجاميع التحالف في محور بيحان التابع لقوات التحالف.

وفي خضم ذلك، يرى خبراء بأن سقوط مدينة مأرب بات قاب قوسين أو أدنى، مرجحين سقوطها بيد قوات الحوثي خلال الأيام القليلة القادمة. يأتي من بين هؤلاء، خبير عسكري بريطاني توقع سقوط مدينة مأرب بيد الحوثيين خلال الـ 72 الساعة القادمة.

وتوقع الخبير والمحلل العسكري البريطاني كون كوجلين، سقوط مدينة مأرب بيد قوات الحوثي خلال الـ 72 الساعة القادمة، مشيراً إلى نجاح قوات الحوثي في اختراق آخر الخطوط الدفاعية لقوات الرئيس هادي عن مدينة مأرب.

وأشار كوجلين، في مقاله المنشور على مجلة “جينز ديفنس ويكلي” البريطانية، إلى أن آخر خطوط الدفاع البشرية عن مدينة مأرب له قوة تحمل معينة ولن يصمد طويلا أمام الأعداد المهولة من المقاتلين الحوثيين الذين تم حشدهم من كل مكان إلى جانب الكثافة الهجومية لمقاتلي الحوثي.

وقال كوجلين إن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن مدينة مأرب آيلة للسقوط بأيدي الحوثيين، مع ما يعنيه ذلك من تكريس للهزيمة السعودية غير المعلَنة في اليمن، إذ لن تستطيع واشنطن على أيّ حال وقْف ذلك السقوط فهو حتمي مثلما هي الهزيمة السعودية التي وقعت أصلاً وتنتظر الإعلان عنها فقط.

وأضاف أن حظوظ الحوثيين في اجتياح مدينة مأرب عسكريا أصبحت كبيره وفرص نجاحهم في الاستيلاء على المحافظة النفطية باتت ممكنه ووشيكه خلافا لمحاولاتهم السابقة، وذلك نظرا للتقدم السريع الذي حققوه مؤخراً، فضلاً عن سيطرتهم على مركز محافظة الجوف وكامل محافظة البيضاء، وعلى جميع مديريات مأرب باستثناء مديرية الوادي عبيده وأجزاء صغيرة من صرواح جهة الغرب.

وكانت قد كشفت مصادر قبلية لـ”حيروت الإخباري”، أن جماعة الحوثي عملت بوتيرة عالية خلال الأسابيع الماضية، لاستمالة القبائل التي كانت تقف ضدها، منوّهةً أنها وسّطت مشايخ من قبيلة مراد، بينهم الشيخ حسين حازب، لإقناع المتبقّين في صفوف قوات هادي ترك مواقعهم وتسليم أسلحتهم مقابل ضمان الأمان من قبل جماعة الحوثي.

وأضافت المصادر أن الاتفاق نصّ على تأمين خروج آمن للمقاتلين في صفوف قوات هادي وقوات الإصلاح، وتسليم مركز جبل مراد، ومدينة العادي، لأبناء قبيلة مراد المنتميين إلى جماعة الحوثي.

وتمكنت قوات الحوثي حتى الآن من فرض واقعاً جديداً في محافظة مأرب، أبرز ملامحه تتجلّى بتمهيد الطرق المؤدية إلى السيطرة على المدينة، سواءً السيطرة المباشرة أو النارية، بحيث لم يتبقَ لقوات هادي إلّا منفذ إمداد واحد من جهة حضرموت، سيّما بعد أن وصلت قوات الحوثي وتمركزت على الأبواب الجنوبية لمدينة مأرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى