الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

في مسقط رأس الرئيس.. خلية حوثية أم فرض لون واحد؟

حيروت – خاص

في كل يوم يمر ترتفع الأصوات المنادية بالتعددية والتنوع، مبعث ذلك هو فرض سلطات الأمر الواقع في جميع المدن والمناطق اليمنية لأفكارها الأيديولوجية على السكان الذين يقطنون تحت سلطتها، سواءً كانت أفكاراً سياسية أو عقائدية، ولم يعد الأمر محصور على منطقة دون غيرها، فها هي إدارة الأمن في محافظة أبين تعلن الإطاحة بخلية بمبرر أنها تعمل لصالح الحوثيين في منطقة الوضيع، مسقط رأس الرئيس هادي.

وكانت قد أعلنت الأجهزة الأمنية في محافظة أبين، السبت، القبض على خلية تعمل لصالح الحوثيين في مديرية الوضيع. لافتةً في بيان لها، إلى أن قواتها الأمنية داهمت قرية “الكمع” بمنطقة السواد في مديرية الوضيع، بعد بلاغ عن وجود خلية استخباراتية تعمل لصالح الحوثيين بالمنطقة.

وأوضح البيان، أن اشتباكات دارات بين أفراد الخلية وأجهزة الأمن، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الخلية والقبض على سبعة آخرين، مشيراً إلى إصابة ثلاثة من قوات الأمن خلال حملة المداهمة.

وذكر البيان أن قوات الأمن عثرت، على شعارات جماعة الحوثي وعدد من الملازم والصواعق المتفجرة، وصور قتلى حوثيين في مكان ضبط الخلية، محذراً كل من تسول له نفسه التستر على مثل تلك الجماعات الإرهابية.

هذه القضية فسرها العديد من المتابعين لمجرياتها على أنها تأتي ضمن قمع الأجهزة الأمنية للأصوات المخالفة للسائد، باعتبار أنه لم يشار في البيان إلى أدلة موضوعية للاتهام بعد مداهمة المجموعة المذكورة، كما أن المجموعة نفسها لم تنفذ هجمات ضد القوى الأمنية أو تعمل على الاخلال بالأمن واقلاق السكينة العامة، وهذا لا ينفي، بحسب المتابعين، أن المجموعة التي تم مداهمتها قد تكون تنتمي فكريا أو سياسيا لجماعة الحوثي أو تعتقد بعقائدها.

هذا الأمر أكده الصحافي صالح الحنشي، باعتباره صحافي من أبناء أبين، حيث قال ان قوات تبع الأمن في أبين هاجمت القرية التي يسكنها شباب متهمين بالتحوث، بعد أن تم محاصرة القرية بهدف القبض عليهم. لافتاً إلى أنه حصل اشتباك بين الطرفين، قتل على إثره أحد الشباب المطلوبين وتم القبض على خمسه آخرين، فيما جرح اثنين من افراد الامن.
وأضاف الحنشي أن هذه حقيقة ما قيل أنها خليه حوثية في الوضيع، بينما هم مجموعة شباب من عائلة واحدة لا هاشميين ولا حوثيين، وقد ساروا في هذا الطريق مثلهم مثل أي شباب دفعتهم البطالة والفقر للانضمام للقاعدة أو غيرها من الجماعات المسلحة.

وتابع الحنشي: لم تكن هذه الجماعة تعتنق أفكارها بالخفاء، إذ أنه مر على معرفة الناس بها خمس سنوات تقريبا. معرجاً على بدايتها الأولى عندما افتتح شاب ورشة لهندسة التلفزيونات في مدينة لودر، وبدأ يقرأ كتب الشيعة حتى تأثر بها، منوهاً إلى أن هذا الشاب كان يجاهر بمواقفه هذه ولم يكن يخفيها.

وأوضح أنه تم اغتيال هذا الشاب عبر تلفزيون مفخخ في الورشة تم تفجيره عن بعد.

واعتقد الصحافي الحنشي أن هذه الحادثة كانت سبب دفع شقيقه لتبتي فكر أخوه القتيل، حيث استمر بالقيام بما كان يقوم به شقيقه من اعتناق للمذهب الشيعي، حتى جمع حوله شباب من اقاربه يتحدثون جهرا عن اقتناعهم بالتشيع، لكن نشاطهم بقي في إطار عائلتهم ولم يقبل بهم أحد آخر، حتى أن أهاليهم غير راضين بما يقومون به.

وعلى خلفية هذه القضية، ارتفعت العديد من الأصوات على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبةً بإجراء تحقيق موضوعي وشفاف، حتى لا تتكرر سيناريوهات القمع والإقصاء على خلفيات فكرية وسياسية، طالما أن أصحاب التوجهات المختلفة يعتنقون أفكارهم بصورة مدنية دون فرضها بالقوة أو تهديد الأمن واقلاق السكينة العامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى