الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

جماعة الحوثي تلتهم العبدية.. وتحوّل دراماتيكي في مواقف خصومها | الحنق: التحالف خذلنا والحوثي أخ كريم وابن أخ كريم

حيروت – خاص

يتوالى بشكل متسارع، سقوط المواقع والمديريات التي تشكّل خطّ الدفاع الأخير لقوات الرئيس هادي عن مدينة مأرب، آخرها سيطرة جماعة الحوثي على مركز مديرية العبدية جنوبي محافظة مأرب، بعد أن أحكمت سيطرتها على منطقة “وادي لقطع”.

وتمكنت جماعة الحوثي، اليوم الجمعة، من السيطرة على مناطق واسعة في مديرية العبدية بعد مواجهات عنيفة مع قوات الرئيس هادي وحزب الإصلاح، المسنودة بمئات الغارات الجوية للتحالف السعودي الإماراتي خلال الأيام الماضية.

وجاء تقدم قوات الحوثي ووصولها إلى مركز مديرية العبدية، بعد سلسلة مكاسب متسارعة الشهر الماضي في البيضاء وشبوة، ونحو ثلاثة اسابيع من حصار محكم على المديرية، فضلاً عن تلقي قوات الحوثي تعزيزات اضافية في معارك الساعات الأخيرة الماضية. ومع ذلك تقول مصادر محلية إن جيوبا لقوات هادي لا تزال تقاوم قوات الحوثي في مناطق متفرقة من المديرية.

وقالت مصادر قبلية لـ”حيروت الإخباري”، إن مقاتلي هادي انسحبوا إلى بعض القرى الواقعة بعد مركز المديرية، في ظل استمرار قوات الحوثي شن هجماتها المكثفة على مناطق “الحجلة” و”المذود”.

وذكرت المصادر، أن موجة نزوح شهدتها مناطق وقرى الحجلة والمذود والُعر، الواقعة جنوب شرق العبدية، جراء تعرضها لاشتباكات مكثفة بين الطرفين.

وكشفت المصادر أن قوات الحوثي عرضت على قوات هادي خروجاً آمناً من كامل مديرية العبدية عبر وسطاء قبليين، لافتةً إلى أن قوات الحوثي تكثف اتصالاتها مع القبائل بهدف تبديل مواقفها لغير صالح حكومة هادي والتحالف السعودي – الإماراتي.

ويرى مراقبون لهذا الشأن، أن قوات الحوثي تسعى من وراء هذا التواصل ضمان الموقف القبلي بالكامل لحسابهما، قبل اتخاذ أي خطوة نوعية باتجاه مدينة مأرب، سيّما وأنها تحقق تقدما متسارعا نحوها، وما هذا التواصل الذي امتد إلى ووجهاء مأرب، بحسب رأي المراقبون، إلا لوضع اللمسات الأخيرة على خطة دخول المدينة.

وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر سياسية، لـ”حيروت الإخباري”، أن الاتفاقات مع القبائل في مأرب، تمهد الطريق لقوات الحوثي، باعتبار أن أبناء القبائل يمثلون العائق الأكبر أمامها، لافتةً إلى أن المفاوضين الحوثيين يسبقون العمليات العسكرية، ويقدمون الضمانات والتعهدات اللازمة لرجال القبائل.

ويعتبر المراقون لهذه التطورات أن جماعة الحوثي نجحت في تعزيز أدائها لمواكبة متطلبات المرحلة على المستويات كافة، بما فيها التواصل مع المنشقّين عن التحالف وحكومة هادي، خصوصاً في ظل توقع تقدم قوات الحوثي باتجاه المدينة، التي باتت على بُعد بضعة كيلومترات منها.

وفي سياق منفصل، تظهر حالة الإحباط والتذمّر في تصريحات وخطابات المسؤولين في حكومة هادي، إذ علّق عضو البرلمان منصور الحنق، على الوضع الذي وصلت إليه قوات هادي جوار مركز المحافظة، بالقول إنه “لم يعد لدينا ما نخسره، التحالف عقد صفقة مع الحوثي وسيسلّمه ‎مأرب، وما علينا إلا الاستعداد للعيش في دول المهجر أو التواصل مع صنعاء، اليوم قبل غد. وإذا تطلّب الأمر اعتذاراً فلنعتذر، ليس عيباً ولا حراماً ولا جبناً ولا خوفاً، فالتحالف خذلنا والحوثي أخ كريم وابن أخ كريم”.

وتأتي انتصارات قوات الحوثي في ظل استمرار غارات التحالف السعودي الإماراتي، حيث أحصى الحوثيون اليوم الجمعة 10 غارات جوية على مواقعهم في مديريتي العبدية والجوبة جنوبي مدينة مارب، كما رصدت الجماعة أيضا 4 غارات على مديرية صرواح غربي المدينة.

من جهته، قال التحالف انه نفذ اليوم الجمعة 40 عملية جوية استهدفت مواقع وتعزيزات حربية لجماعة الحوثيين في مديرية العبدية، ما أسفر عن تدمير 10 آليات عسكرية ومقتل نحو 180 من مقاتلي الجماعة.

ولم يصدر أي تعليق رسمي لقوات هادي حول المستجدات الأخيرة في العبدية حتى لحظة نشر هذا التقرير، مكتفيةً بتعليق مقتضب نشره المركز الإعلامي للقوات المسلحة، جاء فيه: “قصف مدفعي لقوات الجيش وغارات لطيران التحالف يستهدف تجمعات لمليشيا الحوثي في مواقع متفرقة جنوب مأرب، ويكبّدها خسائر كبيرة في العتاد والأرواح”.

إنسانياً.. الأمم المتحدة تدعو لوقف العمليات القتالية

دعا منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في اليمن ديفيد غريسلي، إلى وقف العمليات القتالية في مديرية العبدية، والسماح بمرور آمن للمدنيين وعمال الإغاثة، وإجلاء المصابين جراء القتال فيها.

وأعرب غريسلي عن قلقه بشكل خاص بشأن الوضع في مديرية العبدية، حيث أدى القتال والوضع الأمني المتدهور فيها إلى تقييد حركة الدخول والخروج من المنطقة لما يقدر بـ 35000 شخص بما في ذلك قرابة 17000 شخص من الفئات الأشد ضعفاً ممن لجأوا إلى هناك بعد فرارهم من النزاع في المناطق المجاورة.

وطالب غريسلي جميع الأطراف المشاركة في القتال، بالاتفاق الآن على وقف القتال في منطقة العبدية.

وقال إن الهدنة ستسمح بمرور آمن للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني وكذلك بإجلاء الجرحى.

وأوضح المسؤول الأممي أن القتال في مأرب أجبر قرابة 10 ألف شخص على الفرار من منازلهم في سبتمبر الماضي. وهو أعلى رقم شهري هذا العام.

سياسياً: مباحثات سعودية – أمريكية لـ”إنهاء صراع اليمن”

بالتزامن مع سيطرة جماعة الحوثي على مركز العبدية، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بحث مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، سبل إنهاء الصراع في اليمن.

وبحسب البيان المنشور على موقعها الإلكتروني، قالت الخارجية الأمريكية: ناقش الوزيران التعاون الاستراتيجي الأميركي ــ السعودي بشأن القضايا الإقليمية بما في ذلك الهدف المشترك المتمثّل في التوصل إلى حل دائم لإنهاء الصراع في اليمن.

وفي السياق، التقى وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي، في مسقط، بالمبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينج.

وقالت الخارجية العمانية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني، إنه تم خلال اللقاء تبادل وجهات النظر حول آخر المستجدات على الساحة اليمنية، والجهود التي تبذل لإنهاء الحرب.

ومنذ فبراير الماضي، تشن جماعة الحوثي هجوما واسعا على قوات هادي، في محاولة لدخول مدينة مأرب.

ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى