استطلاعات وتحقيقات

لوتون السويسرية : مرض خطير يصيب الأطفال يشبه فيروس “كورونا “

أعلنت العديد من الدول الغربية عن إصابة أطفال ومراهقين بمرض تنفسي خطير غير اعتيادي، مشيرةً إلى أنه حتى غاية اللحظة لم يتم التأكد من وجود علاقة لهذا المرض بفيروس كوفيد19، الا أن المختصين لا يستبعدون احتمال أن يكون المرضان مرتبطان ببعضهما البعض.

ونقلاً عن وكالة “فرنس برس”، يقول وزير الصحة الفرنسي أوليفيي فيران خلال اجتماع للجمعية الوطنية يوم الاربعاء: إن “مجموعة من أطباء الأطفال والإنعاش في أوروبا يعملون معا للكشف عن ارتباط هذا المرض التنفسي بفيروس كورونا المستجد”.

بدوره، أكد مات هنكوك وزير الصحة البريطاني في تصريح لإذاعة  “LBC” أن “هذه المعلومات تثير قلقلنا.. في السابق أثبتت جميع الدراسات أن الأعراض الخطيرة المرافقة لفيروس كورونا المستجد نادرة عند الأطفال”.

ظهور أول حالة منذ 3 أسابيع

في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الصحة البريطانية عن تسجيل أول حالة لهذا المرض هذا الأسبوع، كما أعلنت كل من فرنسا واسبانيا وبلجيكا والولايات المتحدة عن تسجيل عدد من الحالات، بحسب وكالة فرنس برس.

في هذا السياق، صرح رئيس قسم أمراض القلب للأطفال في مستشفى نيكر للأطفال المرضى داميان بوني بأنه تم تسجيل إصابة 20 طفل في عموم مستشفيات فرنسا، مشيراً إلى أنه “وفقاً لزملائه الفرنسيين وجود حالات أخرى في أماكن أخرى”. وبيّن في نفس الوقت أن “الحالات محدودة”.

وكشف الدكتور بوني أن أول حالة مصابة بهذا المرض تم اكتشافها منذ 3 أسابيع في المستشفى الذي يعمل فيه، ومنذ 8 أيام بدأت الحالات بالارتفاع”.

 من جانبه، قال سونيل سوود مختص في الأمراض المعديّة في مستشفى كوهين للأطفال بنيويورك: “سجّلنا أمس واليوم في المستشفى مرضى مصابين بهذه الأعراض، بينما سجل زملاءنا منذ أسبوعين أو ثلاثة إصابات بنفس المرض”.

لا وفيات حتى اللحظة

بالنسبة للبروفيسور بوني، فان المرضى الأطفال واليافعين المصابين بهذا الداء تتراوح أعمارهم بين عامين وثمانية عشر عاماً، بينما كشف الطبيب سوود أن أكبر مريض تم تسجيل اصابته بهذا النوع من الالتهاب التنفسي يبلغ ثلاثة عشر عاماً.

 من جهة ثانية، كشف البروفيسور بوني أن هؤلاء الأطفال أسعفوا بسبب أعراض “هضمية وتنفسية أو معدية” مصاحبة لـ”نوبات قلبية”. ويؤكد أن معظمهم بحاجة إلى أدوية لدعم وظيفة القلب، مشدداً على أن “المرضى يتجاوبون مع العلاج بسرعة، حتى وان كانوا بالمرحلة الأولى في العناية المشددة”.

بدوره، أكّد الدكتور سوود أن جميع الحالات التي سجلت تحسنت برغم أن بعضها لم يخرج من المستشفى. كما لم تفارق أية حالة منهم الحياة،  مشددا على أن الأعراض التي ظهرت على هؤلاء الأطفال تشبه إلى كبير داء كاواساكي، هذا الأخير الذي يصيب الأطفال ويسبب التهاب في الشرايين التي تمد عضلة القلب بالدم، وأعراض مثل: الطفح الجلدي والعقد اللمفاوية والتهاب الملتحمة، مشاكل في القلب بأشكال خطيرة. ويضيف: “باختصار فإن كل الأوعية الدموية تلتهب”!

في نفس السياق، يوثق البروفيسور بوني أن هناك تشابه بأعراض هذا المرض مع داء كواساكي، بعد تشخيص هذه الحالات، مع وجود اختلافات منها عمر المرضى، حيث أن كواساكي يصيب الأطفال أقل من سنتين، بالرغم أن هناك أطفال مرضى ممكن أن يصابوا بعمر الرابعة أو الخامسة .. لكن هذا المرض الجديد يصيب جميع الفئات”.

ويردف قائلا: “مع الوقت سوف تتضح الأمور، وسنعرف إذا كنا أمام مرض معين”.

تحاليل كوفيد 19 سلبية وإيجابية

في جميع الدول التي تم تسجيل هذه الحالات، بعض الأطفال المصابين، أظهرت تحاليل الفحص اصابتهم بفيروس كورونا المستجد، بينما جاءت نتائج البعض سلبية، ويشير إلى أن الرابط بين فيروس كورونا المستجد وعوارض هذا الالتهاب غير مؤكد حتى الآن.
ويقول البروفيسور بوني، أيضا: “نحن أمام مرض يزداد شيوعا، في خضم أزمة وباء كوفيد 19، وهذا الأمر يطرح تساؤلات”. بالرغم من أن “أسباب داء كاواساكي غير معروفة، نشتبه منذ وقت طويل أنها التهاب حاد يسببه عدوى فيروسية بسيطة.

أما الدكتور سوود فيقول: “ربما يسبب فيروس كورونا المستجد نفس الالتهاب الذي يسببه داء كاواسكي.. بالنسبة للبالغين، المعرضون لتدهور صحتهم بعد اصابتهم بفيروس كورونا المستجد، هم الأشخاص الذين يعانون من ضعف حاد في المناعة”.

إعادة فتح المدارس

في سياق متصل، يؤكد البروفيسور بوني أنه في هذه البلدان المعنية، يدعو الاخصائيون إلى التحقق والفحص فيما إذا كان لهذا الالتهاب التنفسي غير الاعتيادي علاقة بفيروس كورونا المستجد، قبل إنهاء العزل وإعادة فتح المدارس، لأن الوضع الحالي يثير الكثير من المخاوف.
ويختم البروفيسور بوني: “هناك فوائد كبيرة لعودة الأطفال الى مدارسهم، ولكن يجب إدراك المخاطر الصحية وأخذها في الحسبان”.

ترجمة: سلوى ونوس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى