51 سنة على رحيل جمال عبد الناصر.. «لا إلٰه إلا اللّه، عبد الناصر حبيب الله… كلنا ناصر» بقلم| نصر صالح
بقلم| نصر صالح
كان إعلان وفاة جمال عبد الناصر مساء يوم 28 سبتمبر 1970م مفاجئا، وصادما، ومؤلما.. خرجت الجنازات الرمزية (أكثرها تلقائية) في غالبية الأقطار العربية، وفي كثير من أقطار العالم. خرج ملايين المصريين في تشييع جمال عبد الناصر في الأول من أكتوبر 1970م في موكب جنائزي مهيب يبكون لرحيله. لم يسبق أن شهد العالم جنازة لشخصية ما بضخامة جنازة وداع جمال عبد الناصر. ولم يكن التشييع في العاصمة المصرية (حوالي 6 ملايين مشيِّع) الوحيد، فقد خرجت جنازات رمزية من مختلف الأقطار العربية والعالمية (أظن المملكة السعودية منعت مواطنيها من أن يخرجوا في جنازات رمزية لعبد الناصر، وأمّا الإمارات فلم تكن قد وُلدت بعد).
في عدن، بعد سماع خبر الوفاة، خرج الناس تلقائيا إلى الشوارع مصدومين جزعين من هول الفاجعة، وذرف الغالبية الدمع على رحيل جمال عبد الناصر. ورفعت مآذن المساجد أصوات القرآن الكريم (كل المساجد تقريبا في عدن).
أتذكر، أنني قمت برسم بورتريه كبيرة لجمال عبد الناصر باللون الأسود على لافته ضخمة. ليلتها زارني الأخ/ علي محمد فضيلة، واقترح أن أضيف صورة الرئيس معمر القذافي وصورة جعفر النميري إلى جانب الزعيم الراحل (زعماء مثلث دول ميثاق طرابلس 1969م) كرمزية تعبر على استمرارية نهج عبد الناصر، فلعلهما يواصلان بعده المسيرة.
وأعتقد أن ذلك كان آخر نشاط جماهيري ميداني لنا كتنظيم شعبي للقوى الثورية لجبهة التحرير، وتولى الأخ علي محمد سعيد فضيلة (هارون) رئيس فرقة النجدة للتنظيم عملية التنسيق مع الشيخ عبد الله محمد حاتم رحمه الله لتنظيم مسيرة الوداع الكبرى في مدينة الشيخ عثمان. وتم الاتفاق معه على وضع اليافطة الضخمة في مقدمة المسيرة التي تحمل صورة جمال عبد الناصر وعلى يمينه رسم صورة نميري وعن يساره صورة القذافي (رحمهم الله)، مع كلمات وداعية معبرة لرحيل جمال عبد الناصر، ووعد بمواصلة السير في طريق ناصر.
طبعا المسيرة تلك كانت تلقائية من قبل المواطنين، كل ما في الأمر أننا ساهمنا في إعداد اليافطات وتنظيم حملها فقط.