مقالات

في هذه الليالي المظلمة .. نفتقد البدر !!

 بقلم / عبدالله عوبل
إنها الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل الزعيم الوطني الكبير الأديب والمفكر عمر عبدالله الجاوي . في هذه االظروف التي أوصلت البلاد إلى حالة التصحر وانغلاق الأفق . في هذا الوضع الذي اعتمر فيه تجار الحروب ومقاولي الرؤوس قبعة الوطنية الزائفة  واحالوا البلاد إلى رماد ما أحوجنا إلى زعيم شجاع مثل الوطني الفذ عمر الجاوي  يتصدر الشارع ويقاوم أعتى السلطات من اجل حقوق المواطنين المظلومين .  في هذا الوقت الذي تأكل فيه السلطات راتب الموظفين وتعرض الملايين من الناس للجوع والفقر واستباحة الكرامة وفقد قيمة الإنسانية . في هذا الوقت ما أحوجنا إلى مناضل جسور مثل عمر الجاوي . ألا يكفي أن يعاني اليمنيون من رعب الحروب الداخلية . ليحكم عليهم بالموت جوعا . ألا يكفي اليمنيين أنهم لم يحظوا بقيادات تسير بهم لملاقاة العالم وتقاسم منتجات التطور الحضاري . ألا يكفي اليمنيين ان تنمية مدنهم وقراهم معاقة وابناؤهم جلهم خارج المدارس . ألا يكفي لليمني أن يعيش حربا منذ ٦اعوام لا أحد يعلم لماذا أشعلت ومتى ستتوقف ؟!.
أين أنت يا استاذي القدير عمر الجاوي . لم يتعلموا دروسا في الوطنية .مازالوا هم هم . كما وصفهم ابن خلدون بداوة كل شئ بالغلبة .. ” رزقهم في سنان رماحهم” وما زال هذا الحال منذ سبعة قرون . محصنون ضد التمدن  وضد الحياة البشرية السوية  وضد العلوم وتكنولوجيا العصر إلا بالقدر الذي لا يمحو بداوتنا وجعلنا  مازلنا نعيش بنفس العقلية ” الفيد والنهب”  لا أمل في ان تهل الدولة المدنية مادام لا أحد يفكر إلا بنفسه وكم سيكسب.( الكسب عن طريق الجاه ) لا عن طريق العمل . أنها أزمة قيادة وأزمة ضمير وأزمة ثقافة ..
كان الحال أفضل قبل أن ترحل ومنذ أن رحلت سارت بنا مواكب القبيلة والحروب والجهل للخلف  فقدنا كل الإنجازات التي تحققت دولة ومؤسسات  وها نحن نعود إلى عصر اللادولة  وتبددت كل التضحيات من اجل وطن حر مستقل ودولة مدنية حديثة .
رحمك الله يا عم عمر .  ألف رحمة تنزل عليك في مثواك في الأرض التي احببتها ووهبتها عمرك .. ولكنها بعد غيابك لم تزهر إلا شوكا وعلقما!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى