الحوثيون يحيطون بمأرب من ثلاث جهات.. هل ستسقط المدينة أم أن المعركة للاستنزاف؟
حيروت – خاص
تتواصل المعارك الضارية بين قوات الرئيس هادي، وقوات جماعة الحوثي، في محافظة مأرب، يأتي ذلك سعياً من الجماعة إلى فرض واقع ميداني – عسكري جديد، ترى أنه قد يساعدها قبل الانخراط الجاد في وقف إطلاق النار والاتجاه نحو طاولة المفاوضات، لكن القتال العنيف هناك تحول إلى بؤرة لاستنزاف للطرفين بالرغم من التقدم الملحوظ للحوثيين.
وأفادت مصادر ميدانية لـ”حيروت الإخباري”، بأن المعارك احتدمت في سلسلة جبال ملعا الاستراتيجية، لافتةً إلى أن الطرفين يخوضان معركة مصيرية في جبال وعقبة ملعا.
وقالت المصادر إن قوات الحوثي تمكنت من التقدُّم في اتجاه السلسلة الجبلية الاستراتيجية التي تربط بين مديريتَي حريب والجوبة، موضحةً أن تضاريس جبال ملعا تُفقد غارات الطيران السعودي الإماراتي جدواها، كونها سلسلة جبلية يتعرّج فيها الطريق الرابط بين جنوب حريب مروراً بقرية خبارة، وصولاً إلى الجوبة.
وبالإضافة إلى ذلك، أكدت مصادر عسكرية في صنعاء لـ”حيروت الإخباري”، أن قوات الحوثي تقدمت من مواقعها السابقة في رأس نقيل ملعا، إلى ما بعد قريتَي الحرة والنجاد غربي مدينة الجوبة جنوبي مأرب، فيما شنّت هجوماً موازياً على قوات هادي في صحراء أم الريش، لتفرض سيطرتها على مفرق الصحراء والمعسكر التابع لقوات هادي في المنطقة الصحراوية جنوبي شرقي مديرية الجوبة.
ووفقا للمصادر ذاتها، فقد استحدثت قوات هادي خطوطاً دفاعية من المقاتلين الموجودين في مدينة الجوبة، بعد انهيار خطّ دفاعي سابق أنشئ ما بين معسكر أم ريش والخشينا قبالة جبل البديع الاستراتيجي في المديرية نفسها.
وأضافت المصادر أن قوات الحوثي تمكّنت من تجاوز كوبري حريب ــــ الجوبة الذي تعرّض للتدمير، الأربعاء، من قِبَل طيران التحالف السعودي الإماراتي.
وفي مديرية العبدية، واصل الحوثيون إطباق حصارهم على المديرية من كل الاتجاهات، وسط أنباء تفيد بأن المديرية تشهد موجة نزوح للعديد من الأسر، الأمر الذي يثير مخاوف العديد من المراقبين من حصول أزمة إنسانية مضاعفة لسكان المنطقة.
من جهته، ذكر المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابع لحكومة هادي، على حسابه الخاص في تويتر، أن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية تخوض معارك مستمرة لدحر قوات الحوثي، بجبهات القتال جنوب محافظة مارب”.
وأوضحت مصادر عسكرية تابعة لقوات هادي، أن قوات الحوثي نفذت العديد من الهجمات في محاولة منها للتقدم صوب مديرية الجوبة، التي تقترب من مركزها بعد سيطرتها على عقبة ملعا ووادي أم ريش.
وأضافت المصادر لـ”حيروت الإخباري”، أن المواجهات، تزامنت مع سلسلة غارات جوية شنتها مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، استهدفت مواقع وآليات لجماعة الحوثي في مناطق متفرقة من حريب والجوبة، مشيرةً إلى تكبد الحوثيين خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. دون أن تفصح عن عددها وتفاصيلها.
وبحسب المصادر العسكرية، استهدفت طائرات تابعة للتحالف السعودي الإماراتي مركبات وتجمعات وتعزيزات للحوثيين في مأرب وشبوة بأكثر من 20 غارة جوية في الساعات الـ24 الماضية.
وأوضحت أن المعارك مستمرة بين الطرفين في عدة مناطق في مأرب، لافتةً إلى تقدم الحوثيون نحو مدينة مأرب من ثلاث جبهات في الشمال والغرب والجنوب.
من جانبها، أفادت وكالة “فرانس برس” أن 67 مسلحاً على الأقل من القوات الموالية لقوات هادي وجماعة الحوثي قتلوا في معارك جديدة حول مدينة مأرب الاستراتيجية.
ومن الناحية الاستراتيجية، توقع مراقبون عسكريون أن المعركة في المرتفعات الجبلية في مأرب قد تحسم لصالح قوات الحوثي التي أصبحت تتحكّم نارياً بالسهول والوديان، وبمدينة مأرب، معتبرين أن هذه السيطرة النارية بداية النهاية لسقوط مديرية الجوبة التي تُعدّ خطّ الدفاع الأخير لقوات هادي جنوب شرق مأرب، الأمر الذي قد يمهّد إلى تسارع الأحداث في اتجاه حسم المعركة لصالح الحوثيين.
ويتزامن احتدام المعارك حول مدينة مأرب مع توجه مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك سوليفان، إلى السعودية، اليوم، للقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وذكرت وكالة “أسوشيتيد برس” أن سبب زيارته هو محاولة للضغط على السعودية من أجل التحرك لوقف إطلاق النار في حربها المستمرة منذ سنوات في اليمن.
ووفقاً لاثنين من كبار المسؤولين الحكوميين الأميركيين، فإن سوليفان سيلتقي إلى جانب بن سلمان، مع نائب وزير الدفاع، خالد بن سلمان شقيق ولي العهد السعودي.
وكان المبعوث الأميركي الخاص لليمن تيموثي لينديرينغ، قد قال في وقت سابق: “يجب أن يظل المجتمع الدولي متحداً للغاية بشأن المقاربات المتفق عليها لإنهاء الصراع اليمني”، مؤكداً أنه “لا يوجد سوى حل سياسي واحد، وليس حلاً عسكرياً”.
وصعّد الحوثيون منذ فبراير الماضي عملياتهم العسكرية للسيطرة على مأرب، وأوقعت المعارك آلاف القتلى من الجانبين.
ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة الغنية بالنفط والغاز أن تعزز الموقف التفاوضي للحوثيين في أي محادثات سلام مقبلة.