الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

ماذا بعد إسقاط الحوثي لجبهات مهمة في البيضاء.. إلى أين تتجه البوصلة؟

حيروت – صنعاء

سقطت مديرية الصومعة في محافظة البيضاء، وسقطت معها جبهات الحازمية ومسورة وعشرات المواقع العسكرية الاستراتيجية تحت سيطرة جماعة الحوثي والقوات المتحالفة معها.

وأفادت مصادر محليّة، بقيام قوات الحوثي بتنفيذ «عملية عسكرية نوعية ومباغتة ضدّ معاقل متطرفين من القاعدة في الصومعة في وقت متأخّر من مساء يوم الثلاثاء الفائت»، موضحة أن «العملية انطلقت من عدّة مسارات عسكرية، بتعاون كبير مع قبائل الصومعة والحازمية ومسورة، ليتمكّن الحوثيون من تجاوز منطقة العمود، أولى مناطق الصومعة، بعد مواجهات عنيفة مع عناصر القاعدة، ويتوغّلوا باتجاه بقية المناطق وصولاً إلى مركز المديريّة، ومنه نحو مديرية مسورة التي سقطت معظم مناطقها من دون قتال نتيجة تفاهمات بين قبائلها وجماعة الحوثي»، مضيفة أن «عناصر التنظيم فرّوا على متن 100 سيارة نحو مسورة، وبعد وصول قوات الحوثي إليها، فرّوا باتجاه مناطق تقع في نطاق محافظة شبوة».

وأكدت المصادر أن «سقوط جبهة الحازمية بشكل كلّي تحت سيطرة الحوثيين أنهى وجود كافة خصومهم في شرق محافظة البيضاء»، كاشفة عن «وقوع أسرى أجانب من القاعدة بأيدي قوات الحوثي، واغتنام الأخيرة كمّيات كبيرة من الأسلحة في المعركة»، بحسب الأخبار.

من جهتها، أشارت مصادر قبلية إلى أن مواجهات عنيفة دارت بين قوات الحوثي و«لواء الأماجد» السلفي، في جبهة الحازمية التابعة لمديرية الصومعة، وتحديداً في مواقع ذي ظالم والمسابغ والمدلوك وذي مضاحي وشوكان وعرقوب العقلة، لتسقط الجبهة بكاملها.

ووفقاً لأكثر من مصدر، فإن قوات الحوثي سيطرت، مساء الأربعاء، أيضاً، على الشريط الجبلي لجبال الكور من محافظة أبين إلى محافظة شبوة، ووصلت إلى عقبة الحلحل المطلّة على مديرية لودر التابعة لأبين.

وتُعدّ عملية اقتحام الصومعة والحازمية والمناطق الأخرى في محافظة البيضاء، من أهمّ العمليات وأخطرها، نظراً إلى صعوبة تضاريس المنطقة. وتفيد المعلومات بأن العملية سبقها نشاط استخباراتي مكثّف، ولقاءات جرت بين مشايخ البيضاء ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية في صنعاء، اللواء أبو علي الحاكم، الذي التقى عدداً كبيراً من هؤلاء أواخر الشهر الفائت.

هذا التحوّل الدراماتيكي اللافت في مسار المعركة في البيضاء، أثار جدلاً واسعاً في أوساط القوى الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي، وتبعه تبادل اتهامات بين تلك القوى بـ«الخيانة». إذ حمّلت قيادة المنطقة العسكرية السابعة، الموالية للرئيس هادي، الجماعات السلفية التي كانت تسيطر على جبهات الصومعة والحازمية ومسورة بتسليم مناطقها والانسحاب من دون قتال، فيما ذكرت مصادر جنوبية، أن «لواء الأماجد السلفي المدعوم من السعودية، والواقع مقرّه الرئيس في مديرية لودر في محافظة أبين، والذي كان متواجداً أخيراً في الصومعة، تعرّض للخيانة والغدر»، مضيفة أن «عناصره لم يستطيعوا الانسحاب نحو مقرّه في لودر تحت كثافة نيران الحوثيين، فتوجّهوا نحو وادي مرخة الواقع في نطاق مديرية بيحان في محافظة شبوة».
من جهته، نفى مصدر مسؤول في صنعاء، نية جماعة الحوثي اجتياح المحافظات الجنوبية، مؤكداً أن «لا نوايا لديهم للعودة إلى المحافظات الجنوبية».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى