مقالات

((هبة شعب ))ضاق من تدخلات الخارج بقلم |أحمد ناصر حميدان

بقلم / أحمد ناصر حميدان

 

حين يرى العالم المحترم ان اليمن تمر بأصعب مراحل الإدارة والضبط السياسي والاقتصادي , المتصل بإدارة شؤون البلاد وتلبية احتياجات المجتمع , والمساعدة لوقف حالة التدهور الإنساني والمعيشي للإنسان اليمني على حدا سواء كان في الشمال او في الجنوب , خارج منطق التقسيم والمشاريع السياسية , التي تحولت لمجرد مزايدة سياسية , ضاعفت حجم الفشل والمعاناة .

يراها العالم الغير محترم , ومعظمهم من دول الجوار , ان في نهضة اليمن خطرا على الاسر الحاكمة , فتذهب مخاوفها تلك , لخلق حالة من الترف السياسي لنخب تعمل على إعاقة نهضة البلد , وتخلق فجوة عميقة بين العامة و نخبها السياسية , نخب خالية من عروش السيادة والإرادة الوطنية , في توظيف قذر للسفهاء و المنافقين والنفعيين , معايير صناعة النخب المطيعة والضامنة لتفاهة سلطة مستلبة مرتهنة لتلك الأسر .

ومن هذا المنطلق كل ما هب الشعب اليمني ليعيد ضبط بوصلته السياسية والاقتصادية , لمسار إحداث تغيير يواكب العصر والنهضة , تهب دول الجوار لإنقاذ ادواتها الفاسدة والارهابية , لإبقاء الحال على ما هو عليه , والدعم السخي لقوى استمرار العبث , وحقن المجتمع بمزيد من الفيروسات القاتلة , ولمزيد من توظيف التناقضات , وانشأ مكونات بعناوين مختلفة لتمرير الأجندة .

اليوم بدأت بوادر هبة شعبية , وصحوة تدرك كل تلك المخططات , لا مجال فيها للف والدوران , وإعادة ترويج استراتيجيات العرقلة , صحوة لشعب سئم المزايدات السياسية , ويتطلع لطي صفحة الماضي , لينطلق للمستقبل , شعب قرر ان يعيش بكرامة وإرادة وسيادة , فلابد ان يحقق تطلعاته , اجلا ام عاجلا .

لن تنفع بث السموم , وشق الصف , وشراء الذمم , وصكوك الغفران , وفتاوى الموت , فاليوم انتم امام شعب طحنته المعاناة , وتمرغ بمرارة مزايداتكم , ولم يعد يصدق أيا منكم , شعب هب من قناعة مفادها , كل مصائبنا التدخلات الخارجية , والأدوات الموظفة لتلك التدخلات ,فلا تحاولون استفزازه بالمزيد .

لا يستطيع أي من تلك الأدوات اليوم ان يستثمر غضب الشعب , ست سنوات من الألم والقهر والخذلان كافية , ليصحو ضمير الأمة , ويعرف حجم كارثة الرهان الغبي والمنفعي , قابل للتوظيف والارتهان .

قبل ان يفتح أي منهم فمه ليعاتب غضب الشعب , عليه يبرر فشله أولا , واستسلامه للتوظيف القذر لدول الجوار في مسرحية سمجة , وانحيازه لملذات الرفاهية ,و تقبل إغداق المال الحرام والسلاح المنفلت عن نظم وقوانين الدولة , والقبول بتشكيلات ذات ولاء مناطقي طائفي اثني قذر, فتحول الجندي لقاتل والسلاح لصدور الشرفاء والاخيار , ويشكلون معا عوائق ترسيخ فكرة الدولة وقيمها وأخلاقياتها , والنتيجة واقعنا البائس , وسر غضبنا .

الى هنا وكفى , تنهدنا وجعا وجوعا , توسلنا و تفاءلنا بالأخوة والجوار خيرا , وكنتم الشر المستطير , تنهداتنا اهتزت لها الأرض من تحتنا , ولم يهتز فيكم ضمير وإنسانية , بل مزيد من عذاب الدنيا , عذاب الخدمات وسبل الحياة والجوع والفاقة والقهر مات الإنسان فينا كمدا , ماذا بعد ذلك , غير الجحيم لكم و تدخلاتكم و ادواتكم , خذوا مخلفاتكم و ارحلوا من على كاهلنا .

عن أبي هريرة رَضِيَ عنه (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) ونحن مؤمنين , ايمان قاطع ان لا رهان على من ترك النضال , لصالح منافعه , و قبل التوظيف في مشروع عبثي , يستلم راتبه بالعملة الصعبة , ليحكم رعيه رواتبهم بالعملة المحلية , وترك جنوده و رفاقه دون رواتب , وفاح فساده بنهب رواتب الجنود , والمضاربة بالعملة ليرتفع راتبه على حساب رواتب رعيته, فانتعشت حياته على حساب فقر وجوع الناس البسطاء , ويعيش في برج عالي , أملاك وحفلات زواج باذخة ,ويموت الناس جوعا , ايمان قاطع رافض للكراهية والمناطقية والعنصرية, وكل من يتبجح بها في خطابه ضد الآخر , ايمان قاطع بوحدة الصف والمصير , وكل من يمزق اللحمة ويشق الصف ويشرخ النسيج الاجتماع ليل ونهار في قراراته وسياساته , وعواطفه المائلة لذوي القربى والقرية والقبيلة .

لقد خبرنا الطغاة ونعرف سماتهم , وذقنا الخذلان , واليوم خذلان الذات ورفاق الجبهات اشد وجعا , الطاغي يمكن ان تنحيته جانبا , الرفيق المنافق ينحيك انت جانبا , ويلجم لسانك لفترة اتضاح الرؤية , وتهب الصحوة , ويبقى من يقتات على فتات ملذاته , ويميل نحوه بعاطف اثنية قروية او ايدلوجية , او معتوه مشدود للعنف والعصا لمن عصا , ومن لا يفهم إلا متأخرا .

اليوم صحوتنا اكبر مما تتصورون , تجيش بكل وجع وخذلان بداخلنا , نصرخ بكل قوة بعد فترة من فقدان القدرة على النطق , بعد ان حطمنا الصمت لا تراجع للخلف ولو على جثثنا .

بكينا بدل الدموع دم , مات الكثير , وسقط الكثير في وحل الإهمال والخيانات , وطمع الدنيا , فالحمد لله على نعمة الصحوة , التي ردت لنا ارواحنا , وتجاوزنا التبلد , وشعرنا بكرامتنا , ونحن نصرخ ( برع برع يا تحالف لا شرعية لا انتقالي ) كلهم أدوات قذرة بقذارة مأساتنا و وجعنا و واقعنا المرير .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى