العراق يجمع الخصوم في قمة تعاون بقلم| منى صفوان
بقلم| منى صفوان
عنوان القمة الذي حمل فكرة التعاون المشترك لدول تحارب بعضها على الارض، غريبًا! هل ستتعاون السعودية وإيران، وتركيا ومصر، وقطر والامارات!؟
واضح أن العراق يعود لموقعه الاقليمي، الذي يبدو أن الحميع ينتظره، بعد أن تعب من الصراع، حيث كانت ارض العراق واحدة من أراضي الصراعات.
الآن هذه الأرض جمعت الأخوة الخصوم, في مؤتمر بغداد الأول من نوعه على أرض عربية، منذ بدء الصراع الإقليمي، خلال العقد الدامي.
كان اللقاء على مستوى قيادي رفيع من أصحاب القرار الدولي والإقليمي في المنطقة، مما يعكس تفاهمات تمت خلف الكواليس مهدت لهكذا لقاء.
كأنها نتاج الوساطة العراقية بين السعودية وإيران، ونتاج التقارب المصري التركي، وكذلك زيارة مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد لتركيا، ولقائه بالرئيس التركي رجب أردوغان، وقبل كل هذا قمة التعاون الاقتصادي بين مصر والعراق والأردن.
كل تلك الخيوط تجمعت على أرض الرافدين، كنتيجة لجهود سياسية وديبلوماسية ، من قادة المنطقة، لتجاوز الخلافات وبدء مرحلة علاقات المصالح المشتركة، وهو ما سينعكس على استقرار المنطقة.
لقد كان العراق المكان المناسب، لأهميتها، وتاريخها، وتاثيرها، فالعراق أمة كبيرة، غُيبت لعقود بسبب ذات الصراع الإقليمي على ارضها، ويأتي هذا المؤتمر يركز على دعم العراق سياسيًا واقتصادياً، وخاصة وهو يبدأ مرحلة سياسية جديدة.
فالعراق يستعد لبدء انتخابات قادمة بعد أسابيع، وتبدو مصر هي الأقرب للعراق ، ولدعمه، ولإعادته لموقعه، الذي يستحقه، وجاء هذا في كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
فمصر تدرك اهمية استقرار مصر، ووقف التدخلات الخارجية المخربة، خاصة الإيرانية والتركية بالدرجة الاولى ، لذلك من الذكاء توجيه الدعوة لحضور تركيا وإيران بتمثيل وزاري.
استقرار وقوة العراق، سيدعم حرب مصر على الإرهاب، كون العراق المضطرب كان منبعاً لتصدير الارهاب، إضافة للدعم الاقتصادي استنادًا لثروته النفطية وقوته الاقتصادية
ومن هنا تأتي الأهمية لإعادة سوريا الغائبة، للجامعة العربية أولاً، فغيابها عن قمة العراق، جاء نتيجة لغيابها من كل الواقع العربي، وخاصة من موقعها في الجامعة العربية
وهناك جهود عربية ومصرية لإعادة سوريا لموقعها العربي، أن كل ما يحدث هو إعادة تعافي من حالة ما بعد ثورات واضطرابات 2011
وهنا يكون الخليج وعلى رأسه السعودية من أكثر المستفيدين من عودة العراق اولاً للحضن العربي، حيث يحاصر النفوذ الإيراني، مع وجود جسر علاقة جديد مع الجمهورية الإيرانية، يستند على التعاون المشترك ، وهذا سيصب في صالح قوة العراق واستقراره، وبالتالي تصدر العرب لموقعهم في خارطة المنطقة.
إننا نتحدث عن دعم الاقتصاد، ودعم الجيوش العربية، ووجود فرنسا صاحبة الحضور في لبنان المنهار، يشير لدور فرنسي جديد في الاستفادة مما سيعرف لاحقًا بالنهضة العربية، وهو دور استثماري اقتصادي
وهنا نشير أن لبنان واليمن كانا الغائب الحاضر، فما سينعكس على العراق من تحويل النفوذ إلى شراكة، سينعكس على لبنان واليمن حيث ذات الازمات والصراعات الاقليمية التي عاشها العراق.
باختصار.. تعافي العراق يأتي كنتيجة في تغيير السياسيات في منطقة تشهد انسحاباً امريكياً، فجاءت سياسيات التعاون الجديدة لمليء الفراغ، وأخذ دفة القيادة.