تهريج ونصب.. وبجهالة! بقلم| نصر صالح
بقلم/ نصر صالح
كانت تسمية الجنوب العربي تصلح معنا زمان، لكن بعد التحاق الصومال بالعروبة عام 1974، ثم جيبوتي في 1976.. وبعد التحاق جزر القمر بالعروبة أيضا عام 1991م، لم نعد في الجنوب العربي. (راجعوا خريطة الوطن العربي) لكنه الجهل والغباء يعشعش في ذهنه وأذهان مناصريه في المجلس الانتقالي الذي جاءت بهم الإمارات العربية المتحدة على ظهور دباباتها في 4 مايو 2017م.
انظروا، فالعلم يخص جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبي، والتسمية تليق بدولة جزر القمر.
أشك في جدية مطلب هذا الرجل (السيد عيدروس قاسم الزبيدي) ومن معه في الانتقالي لتحقيق دولة جنوبية. إنه يلعب بمشاعر البسطاء الذين عانوا فعلا منذ 1994، وهو يتاجر بقضيتهم وينصب عليهم فحسب.
لقد دخلنا الوحدة باسم جمهورية اليمن الديمقراطية، ومنطقيا وقانونيا يفترض أن يكون المطلب فك الارتباط باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وبعد ذلك، إذا كان ثمة من يتطير من مسمى اليمن الجنوبي، فلنجري استفتاء شعبي ونقترح عدة أسماء بديلة ربما انكم إمّا تفعلون ذلك نكاية بإخوتنا الشماليين أو أنكم تتطيرون من الهوية اليمنية (وهذا خطأ فنحن يمنيون أقحاح، وقوميتنا عربية، ولا مشكلة لدينا حول الهوية. فإمّا إذا كنتم تودون الاقتداء بالإمارات وحسب، فلتعلموا أن قادة الإمارات لا يتطيرون من عمانيتهم، بل أظنهم يخجلون من مناطقيتهم فقط، إذ يقال إن بحارة السفن التي كانت تزور الساحل العماني الشمال شرقي قديما كانوا يتعرضون للقرصنة، فكانوا يسمون المنطقة «ساحل القراصنة»، هذا من جهة ومن جهة أخرى كانت بريطانيا تتوخى من تسمية «الإمارات العربية المتحدة» عام 1971م النكاية بعبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة، الذي آزر ودعم ثورتنا وساعدنا على أن نتحرر من بريطانيا). ويمكن أن نقترح «جمهورية عدن الاتحادية» او «جمهورية عدن وحضرموت الاتحادية»، مثلا.
لكن هذا الرجل – كما يبدو لي – لا يريد استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عن جد، فهو يحور تسميتنا التاريخية والتي انخرطنا به الوحدة ويفعل ذلك بالغلط، ويبدو أنه بمثل هذا الغباء كأنه يطالب بدولة جزر القمر لا بدولة اليمن الديمقراطي (وحتى هذا المطلب فليس من حقه طبعا)، فضلا عن أنه فاتح حربا أهلية شرسة واغتيالات واختطافات واسعة على الجنوبيين الآخرين للأسف الشديد.
ملحوظة: لم أعد أهم حياتي، فقد وصلت لعمر 73 سنة و40 يوما، وهذا يكفيني، وأنا بجد قانع تماما من الدنيا، لكنني أريد الحياة اللائقة والرفاه لأبنائي من الجيل الحالي والأجيال القادمة.
آسف، أخ عيدروس أنا لا أهاجم شخصكم الكريم، وإنما انتقد بشدة لجوئكم لهكذا مسمى لم يعد لنا.