حيروت – خاص
كشف كاتب وطبيب يمني مقيم في المانيا ، الأربعاء ، عدة رسائل وصلته لمغتربين يمنيين في السعودية عقب قرار “غير معلن ” لترحيل آلاف اليمنيين من المملكة .
وشارك الكاتب والدكتور مروان الغفوري ، على حسابه في فيسبوك عدة رسائل وصلته على “الماسنجر ” لمغتربين يمنيين في السعودية يروون تفاصيل صادمة لتعنت السلطات السعودية وكيفية إبلاغهم بطرق “غير مباشرة للخروج من المملكة .
أولى هذه الرسائل التي شاركها الدكتور الغفوري ليمني يعمل في محل بالمملكة العربية السعودية يقول نصها :” أول مابدأوا بالمحلات ، جاؤوا صوروا رخص المحلات ثاني يوم عيد الأضحى وقالوا لنا خلوا كفلاءكم يراجعون البلدية الكفلاء اللي راحوا راجعوا طلبوا منهم إنهاء عقود اليمنيين ” مضيفاً دخلوا عند خياط إثيوبي جاري قالوا له : عندكم عمال يمنيين ؟! ..وكانت الإجابة “لا ” وطلعوا من المحل دون أن يصوروا رخصة المحل ”
واختتم رسالته بالقول :” شعرت بمرارة لا يعلمها إلا الله” .
رسالة من مغترب آخر يقول فيها :” “لسه فاتح المحل من نصف عام بعد شغل وتعب سنين،
لم اعوض خسارتي حتى ولازالت عليّ ديون الافتتاح والديكور وما شابه. استدعت البلدية كفيلي وبعدها استدعاه مكتب العمل وطلبوا منه طرد اليمنيين وعرضوا عليه تأشيرات بديلة مجانية من أي جنسية يريدها” ، حد قوله .
رسالة أخرى من أحد المغتربين في السعودية قال فيها :” تبوك منطقة مترامية الأطراف في الشمال السعودي.
تتشكل تبوك، المنطقة، من ست محافظات عاصمة تلك المنطقة هي مدينة تبوك.” مضيفاً :” مدينة تبوك مكتظة بالسكان وقطاع الطب فيها متعدد الجنسيات “.
وتابع :” وهناك في مدينة تبوك، بحسب البيانات الرسمية السعودية، تسعة أطباء يمنيين ، أبلغت السلطات السعودية أربعة منهم بانتهاء عقودهم ، الخمسة المتبقون ينتظرون الدور ”
رسالة من مغترب رابع ، وصفها الغفوري بـ” استغاثة من داخل الهولوكوست” يقول فيها المغترب اليمني ” سلام عليكم دكتور مروان ، اكتبوا عننا المغتربين في المملكة مهددين بالترحيل ، بلادنا مدمره وين نروح ، ولا نقدر حتى ننزل منشور بشأن وضعنا الحالي”.
وأضاف :” بلديه ابها اتصلت للكفيل وعليه الحضور الى البلديه واجبروه يوقع على تعهد مكتوب يلزمه بالاستغناء عن عمالته اليمنيه ونحن 13 شخص في المؤسسة ”
آخر يقول :” كفيلي راح المعارض يبغى ينقل سيارته طلع له ملاحظة ضروري تراجع الجوازات ، وأضاف :” راح الجوازات قالو عندك عامل يمني ضروري تخرجه نهائي”.
أما آخر المغتربين فقد علق الغفوري على رسالته بالقول :” هنا، في هذه الرسالة، تجد أنياب النازية كما عرفناها في التاريخ “.
وتقول الرسالة: “ولدت هنا عشت هنا ولد أبنائي هنا وأغلب أسرتي هنا ، عشرات السنين لم يدخل أحد منا مركز شرطة لا طالب ولا مطالب ، مئات الساعات التطوعية في شتى المجالات قدمتها هنا وعشرات الشهادات التقديرية تملأ أدراجي من أغلب الجهات الرسمية هنا . علاقاتي العملية والشخصية كلها هنا ووظيفتي التي تدرجت فيها سنوات طويلة هنا وبشهادة الكثير نحن أصلح مواطنة وتعايشا من كثير من حاملي جنسية البلد “.
وأضاف ” اليوم يصدر قرار إخراجنا منها”:
لم؟
كيف؟
إلى أين؟
لا أدري!!
لا أستطيع وصف هول الصدمة علي وعلى والدتي وإخواني”.
رسائل تدمي القلب ليمنيين هربوا من جحيم الحرب التي شنتها السعودية على بلادهم ليجدوا مصدر رزق يعولون به أسرهم خلا الأوضاع الإقتصادية السيئة التي تعاني منها اليمن ، لكن السعودية ، كما أنها لم تعتق اليمنيين في الداخل بسياساتها الهادفة لإضعاف البلاد منذ عشرات السنين وبحربها الأخيرة التي أكلت الأخضر واليابس وأجهزت على بقايا دولتهم ، فإنها لم تدع لهم مجالاً في الخارج ليستطيعوا الحصول على رزقهم وإعالة أسرهم ، لتمارس عليهم هذا التعنت “النازي ” في سبيل ترحيلهم من المملكة ، وتضعهم وأسرهم أمام مستقبل مجهول .
