مبادرة الحوثي في مأرب.. دائرة التفاعل القبَلي تتّسع
صنعاء – رشيد الحداد
دفعت قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومعها قوات حزب «الإصلاح»، خلال الأيام الماضية، بثقلهما العسكري نحو آخر خطوط الدفاع عن مدينة مأرب، الممتدّ من محيط تبّة المصارية وتبّة السحلة إلى أرض الهبوط والميل، في محاولة لصدّ هجمات الحوثيين، اللذين بدأوا، في اليومين الماضيين، عمليات مباغتة وسريعة في كلّ من جبهة مراد وأطراف رحبة جنوب مأرب، بالتزامن مع عملية ثالثة اخترقا من خلالها تحصينات خطّ الدفاع الأخير لقوات هادي في تبّة الدحلة العليا، التي سيطرا عليها وعلى محيطها، وصولاً إلى خطّ صرواح ثمّ العودة، الواقع خلف التبّة المذكورة.
وفي جنوب المحافظة، اعترفت قوات هادي بتعرّضها لهجمات شرسة خلال الساعات الـ48 الماضية في جبهتَي جبل مراد وأطراف رحبة اللتين شنّ طيران التحالف السعودي – الإماراتي عليهما، وعلى أطراف صرواح ومدغل، عشرات الغارات الجوية، محاوِلاً منْح القوات الموالية له فرصة تحقيق اختراق على الأرض. وفي شمال مدينة مأرب، شنّ الحوثيون هجوماً ضدّ مواقع قوات هادي في جبهة النضود، موقعَين خسائر بشرية ومادّية في صفوف المهاجَمين. وبالتوازي مع ذلك، هزّ مدينةَ مأرب، مساء أول من أمس، انفجاران عنيفان يُعتقد أنها ناجمان عن صاروخَين متوسّطَي المدى استهدفا قاعدة صحن الجن العسكرية التي تحتضن مقرّ وزارة دفاع هادي.
في هذا الوقت، وبينما لا يزال تجديد جماعة الحوثي عرض مبادرتها الخاصة بمأرب، يتفاعل في الأوساط القبلية والسياسية والإعلامية، رأى نائب وزير الخارجية في صنعاء، حسين العزي، أن «نائب هادي، علي محسن الأحمر، وقيادات الإصلاح والقاعدة، يعيشون أضعف مراحلهم، ولم يَعُد في مقدورهم التحرّك الاعتيادي بسهولة داخل مدينة مأرب»، معتبراً أنه «يمكن إيجاد صيغة في المستقبل لإعادة تأهيلهم والتعايش معهم».
وجاء ذلك بينما كشفت مصادر قبلية أن عدداً من أعيان مدينه مأرب تواصلوا مع قيادة لحوثي خلال الأيام الماضية لمناقشه المبادرة، التي دفعت إعادةُ طرحها قوات «الإصلاح» إلى شنّ حملة اعتقالات واسعة على شبهة التعامل مع «أنصار الله». على مستوى الحضور الأميركي في معركة مأرب.
وبعد يوم من تمكّن الدفاعات الجوية لقوات صنعاء من إسقاط طائرة تجسّسية أميركية من نوع «سكان إيغل» (Scan Eagle)، أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء مديرية مدغل، برزت تصريحات للسفير الأميركي الأسبق لدى اليمن، جيرالد فيرستاين، أكد فيها أن «أولوية واشنطن حالياً في اليمن هي عدم تمكين الحوثيين من السيطرة على مأرب»، محذراً من أن «نجاحهم في السيطرة عليها سيؤدي إلى تغيير جذري في التوازن داخل اليمن ويجعل تحقيق أيّ نوع من الاتفاق السياسي أكثر صعوبة».