الأخبارغير مصنفمحليات

هكذا قارن جنوبي بين مناطق الشرعية والحوثيين “أنصار الله”

حيروت- خاص

قارن كاتب جنوبي بين مناطق سيطرة الحوثيين “أنصار الله”  ومناطق الشرعية.

وكتب أمجد الرامي في منشور على صفحته في “الفيسبوك”: رحلتي إلى بعض مناطق سيطرة أنصار الله الحوثيين …
أكثر من 15 ساعة تحتاجها لتصل إلى هذه المحافظات الخضراء ، وسيارة قوية سريعة لتجتاز مئات الكيلومترات إليها، أناس طيبون شوههم الفقر والجوع ، وأثر القات على سلوكياتهم المعيشية حيث عكس ثقافة العشوائية في اللبس والسلوك اليومي.

و أكد: طبعاً لا يمكن عكس هذا السلوك على الجميع إذ توجد نماذج مشرفة تعكس رقياً وذوقا رفيعا وهناك مناطقا تركت زراعة القات وأبناؤها تركوا تعاطيه بمبادرة ذاتية منهم.

وأضاف: ثمة شباب حين تجالسهم تشعر بأمل التغيير يكاد يقفز من أعينهم.
وتابع: دخلنا تعز و كان الاحتفال بيوم الولاية ( يوم الغدير ) حيث لا نجد فراغاً إلا وحشرت فيه لوائح الولاية و علي و بنيه  تمر مناطق أنصار الله بالمرحلة التي عاشتها إيران بعد ثورة الخميني، مرحلة المد الثوري والتحدي والصمود ، وكأي جماعة دينية لا تعترف بالهزيمة ولا تعرف التراجع بل هو الصمود إلى الانتصار أو الفناء ، من مات فهو الشهيد ومن أصيب فهو المبتلى وكل سينال تعويضاً لكن في الآخرة.

وقال: ثقافة الموت سائدة ففي كل جدار تجد لوحات وصور شهداء القصف العشوائي وقتلى المعارك ، و كأنك في مقبرة كبيرة ، لكنك لا تجد حزنا فيها بل صمودا عجيبا أو هي لا مبالاة.
وزاد: اصطبغت البلد بشكل عام بثقافة شيعية تجعلني أؤكد استحالة تعامل وتعاطي الجنوب مع هذه الثقافة، وحتى شخص مثلي سيجد نفوراً من هذه الصبغة والتي شملت حتى مناطقاً لا تتمذهب بالمذهب الزيدي، لكن وكأي جماعة ثورية في بداية تمكينها لا توجد شدة في التعامل مع مخالفيهم في المذهب فمساجد مخالفيهم قائمة ومدارسهم التي تحمل أسماء رموزهم لا زالت موجودة بنفس المسميات.
وأوضح: كمثال تجد تعاملاً راقياً في كل التقاط التي تحت سيطرة أنصار الله الحوثيين ، بشاشة وترحيباً ، بينما تجد العكس في مناطق سيطرة غيرهم ( باستثناء نقاط النخبة الحضرمية ونقطة العلم وبعض نقاط الشرعية الممتدة في شبوة، فإن البقية عبارة عن مجاميع من المتسولين الذين يحملون بنادقاً ويعكسون صورة سيئة وقذرة عن الجماعات التي ينتمون لها ).
وزاد: لا يمكن للزائر الذي يعرف المنطقة من قبل الحرب إلا أن يلحظ تغييراً شابها، الآن تجد أعراساً بلا بنادق ولا رصاص وأين في بلد السلاح يعد فيه جزءاً أصيلا من تكوين المواطن فيه ، لا شيء سوى الألعاب النارية ويمنع إطلاق النار سواء في المدن أو الأرياف، مع همس بتجاوزات لبعض المتنفذين ، سيارات النظافة تجوب الشوارع برقي وأناس مهذبون يخرجون قمامتهم على أنغام تبثها سيارات جمع القمامة ، ومطاعم توفر وجبات مجانية لعمال النظافة ، نعم خلق الوضع لدى الناس شعورا بالتكافل والتراحم.
وأضاف: لا شك أن الحرب انعكست آثارها بقسوة على المواطنين ، خاصة قطاع الموظفين منهم ، فقد شاهدت منظرا مؤلما لامرأة تتناول بقايا خبز علق على شجرة باستحياء وتخفيه في حجرها ، لكن أيضا يحسب لجماعة أنصار الله الحوثيين أنهم يضربون بيد من حديد أي متلاعب بالأسعار ويحكمون قبضة اقتصادية قوية على المعاملات التجارية والصرافات ، أسهمت في خلق واقع يمكن أن يعاش بأقل الخسائر، إضافة إلى أن الأرض توفر منتجات شبه مجانية لا يمكن مقارنتها بما في الجنوب .. أمر يجعلك تؤمن بمقولة ( ويل لشعب لا يأكل مما يزرع ) كما يجعلك موقناً بجشع تجار الخضار والتجار عموماً عندنا وتوحشهم كخفافيش تستمتع بمص دماء الشعب في حضرموت خاصة .
وقال: الكهرباء المياه الرواتب أمور ترهق أي جهة حاكمة، وحكومة ما تدعى مفارقة بالشرعية وفرت على أنصار الله وحملت عنهم عبئا كبيرا بنقل البنك إلى عدن، حيث رفعت حرجاً عظيما عن الجماعة، وكم هو جميل أن يكون خصومك أغبياء فما بالك إذا أضيفت صفة اللصوصية إليهم ، لذا لم تنجح الشرعية في أية مقارنة تجمعها بأنصار الله الحوثيين . فالنموذج في ما يسمى بالمناطق المحررة ليس مغرياً ويجعل الرضى بحالة الأمر الواقع خياراً منطقيا.
باختصار اليمن صمود في حالة الموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى