مواجهات هي الأعنف في مأرب منذ إسقاط الزاهر.. قوات الحوثي ترمي بكل ثقلها
حيروت – خاص
لاتزال جماعة الحوثي تشن حملة شرسة للسيطرة على مدينة مأرب في مقابل دفاع قوي من قبل قوات الرئيس هادي. مواجهات عنيفة شهدتها وتشهدها أطراف المدينة في إجازة العيد وفي غيرها من الأيام.
وتفيد مصادر محلية باحتدام القتال بين الطرفين، حيث شهدت عدة جبهات قتالية مواجهات هي الأعنف منذ حسم الحوثيين لمعركة الزاهر في محافظة البيضاء، الأسبوع قبل الماضي.
وأفادت المصادر لـ”حيروت الإخباري”، بأن “أعنف المواجهات تركزت في مناطق الكسارة والمشجح في مديرية صرواح، غربي المحافظة، إثر هجمات حوثية عنيفة”.
وذكرت مصادر عسكرية مقربة من قوات هادي لـ”حيروت الإخباري”، أن “القوات الحكومية مسنودة بمقاتلين قبليين تصدت لهجمات انتحارية لقوات الحوثي في الكسارة”، مشيرةً إلى أن “قوات الحوثي شنت هجمات انتحارية في محاولة لإحراز تقدم في جبهة الكسارة استمرت لأكثر من 4 ساعات، مُنيت خلالها بالفشل”.
وأضافت أن “عدة أنساق قتالية للحوثيين شاركت بالهجوم، غير أن نيران القوات الحكومية تصدت لهم، دون تحقيقهم أي تقدم يذكر”.
وأوضحت المصادر أن “مقاتلات التحالف العربي شاركت بعدة غارات جوية، استهدفت عربات تقل تعزيزات للحوثيين، وألحقت بها خسائر فادحة في العتاد والأرواح”، دون ذكر تفاصيل عن نوع وأرقام الخسائر.
ولفتت المصادر إلى أن “مدفعية القوات الحكومية استهدفت تعزيزات وآليات حوثية في الجبهات ذاتها، أدت إلى تدمير 2 أطقم عسكرية”.
واعترفت قوات هادي بتعرضها لهجوم واسع في مختلف جبهات مأرب، لكنها تحدّثت عن صد الهجوم من أربعة محاور. حيث قالت مصادر مقربة منها إن الإسناد الجوّي السعودي ساهم في تماسك الكثير من مواقعها.
من جهتا، أفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، بأن “قوات الحوثي تمكنت خلال الساعات الماضية، من إحراز تقدّم لافت في ضواحي المدينة”.
ووصفت المصادر “المعارك بالطاحنة”، مؤكّدة أن “الحوثيين تقدموا في أكثر من اتجاه على حساب قوات هادي، وأن مسار العمليات العسكرية اتّسع من البلق القبلي حتى أطراف الطلعة الحمراء وذات الراء والعطيف وصولاً إلى خط الأنبوب غرباً، لتمتد المواجهات، أيضاً، إلى محيط مدينة أسداس، مركز مديرية رغوان، شمال غرب مركز المحافظة”.
وأكدت مصادر الحوثيين “تقدمهما في الأطراف الشرقية للطلعة الحمراء، نحو محيط تبة المقهوي والطريق الرابط بين مديرية صرواح ومدينة مأرب”، لافتة إلى “تمكنهما من نقل مسار المواجهات إلى مواقع متقدمة في ذات الراء والتباب المقابلة لها غرب المدينة”.
من جانبه، شن الطيران السعودي أكثر من 30 غارة استهدف معظمها مناطق التماس في الجبهتَين الغربية والشمالية الغربية، لتقوم قوات الحوثي على إثر ذلك، بشن هجوماً عنيفاً بصواريخ الكاتيوشا على مواقع قوات هادي في البلق الأوسط وفي محيط مركز المحافظة”، بحسب ما أفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”.
وكشفت المصادر عن “تعرض مقر المنطقة العسكرية الثالثة التابعة لقوّات هادي، والواقع في قاعدة صحن الجنّ العسكرية، لهجوم صاروخي، استهدف اجتماعاً لمناقشة سير المعارك، وآليات توزيع تعزيزات عسكرية وصلت من أبين وشبوة”.
وتابعت “كما استهدفت قوّات الحوثي تجمعاً لقوات هادي في منطقة مفرق السد جنوب مدينة مأرب بطائرة مسيرة، بالتزامن مع شنها هجوماً بعدد من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على مواقع عسكرية في المناطق الجنوبية للسعودية”.
ويرى مراقبون، أن الأهمية الاستراتيجية لمأرب، والتطورات المتسارعة التي ترافقها، قد تقرر مصير الحرب في اليمن. وفي حال تمكن الحوثيون من فرض السيطرة على المدينة، وإزاحة حكومة هادي من الشمال، فإن المفاوضات الحوثية مع السعودية هي السيناريو الأكثر ترجيحاً في الفترة المقبلة.