الحوثيون يستعيدون ما فقدوه.. هل انتهت المعركة أم أن البيضاء ستصبح بؤرة صراع جديدة؟
حيروت – خاص
بعد استحداث حكومة هادي لساحة صراع جديدة في محافظة البيضاء، يتوقع العديد من المراقبين أن تُضاف إلى حرب استنزاف أخرى، على غرار ما يجري في مأرب، خصوصاً بعدما تمكنت جماعة الحوثيين من استرداد المواقع التي خسرتها سريعاً.
وكان قد قال رئيس الأركان في حكومة هادي، الفريق صغير بن عزيز، في تصريحات صحفية، إن “انتصارات قوات العمالقة ورجال المقاومة هي انتصارات لها دلالاتها السياسية والعسكرية بعد أن حاولت الميليشيات أن تلعب دور المتحكم بسير المعركة ورفضها المستمر لكل دعوات السلام وارتكاب مزيد من الجرائم بحق المواطنين الأبرياء”.
وأضاف بن عزيز أن “الجهود مستمرة في رفع وتعزيز جاهزية جميع الوحدات العسكرية في جميع الجبهات، وستكون المرحلة المقبلة حافلة بكثير من الانتصارات”.
وخلال فترة قياسية، استطاعت جماعة الحوثي، استعادة مواقع ميدانية واسعة في عدد من مديريات البيضاء، كانت قد خسرتها في عملية خاطفة لقوات هادي، الأسبوع قبل الماضي.
من جهته، قال مصدر عسكري لـ”حيروت الإخباري”، إن “الجيش واللجان الشعبية تمكنا من فرض سيطرتهما على جميع مناطق مديرية الزاهر، جنوب محافظة البيضاء، وتقدما نحو عمق مديرية الصومعة”.
وأضاف المصدر أن “المواجهات لا تزال متواصلة في جبهات الصومعة والحازمية شرق البيضاء، بعد استكمال قوات الحوثي سيطرتها على مناطق المحصن، والغول، ومذسي، وجبل سوداء غراب، خلال الساعات الـ48 الماضية، واقتراب المعارك من آل برمان، والحبج، وعينه، آخر عُزل الزاهر المحاذية لمديرية يافع الواقعة في نطاق محافظة لحج”.
وكشف المصدر العسكري أن “قبائل يافع رفضت السماح لقوات العمالقة بالمرور عبر مناطقها، كونها ملتزمة باتفاق مع جماعة الحوثي بعدم السماح لأي قوات معادية بالتسلل من أراضيها إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين”.
معارك كر وفر تواصلت أمس الأحد ونهار اليوم الأثنين، سيّما في مديريتي الزاهر والصومعة، إذ انسحبت قوات هادي وما يعرف بالمقاومة القبلية والوحدات العسكرية من مركز مديرية الزاهر، لتخوض مواجهات على أطرافها الغربية، كما تواصلت المعارك في الأطراف الغربية من مديرية الصومعة التي تمكنت قوات الحوثي من استعادة معظم نواحيها.
بدورها، ذكرت مصادر محلية أن جماعة الحوثي قامت بقطع الاتصالات عن مناطق واسعة في البيضاء لإرباك الموالين لقوات هادي وألوية العمالقة.
وعزا مراقبون أن الارتجال الذي وصفت به قوات هادي أثناء المعركة، وعدم وجود تكتيكات عسكرية احترافية، قاد إلى انتكاسة سريعة، بعد اندفاع جماعة الحوثيين لاستعادة ما خسرته من مواقع.
وأضافوا أن الحوثيين تمكنوا من حشد مقاتلين جدد إلى البيضاء، سواء من قبائل المحافظة نفسها أو من محافظة ذمار، الأمر الذي هيأ لهم استعادة ما كانوا قد خسروه من مواقع عسكرية.
ورجح المراقبون أن تتحول جبهة البيضاء إلى بؤرة استنزاف جديدة للقوات الحوثية وقوات هادي مسنودة بالمجاميع القبلية والسلفية.
وفي حين لا يمكن التنبؤ بمستقبل معركة البيضاء إلا أن الأبعاد السياسية والعسكرية التي تحملها، تشير إلى أنها قد تتحول إلى مسرح جديد للأعمال القتالية، يشابه ما يجري في مأرب منذ مطلع العام الحالي.