علي ناصر محمد
تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المناضل الكبير محسن علي ياسر، الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالنضال الوطني والدفاع عن الثورة والدولة والوحدة. وبوفاته خسر الوطن والشعب مناضلاً ورجل دولة ودبلوماسي، وبدوري خسرتُ صديقاً عرفته في فترتي الثورة وبناء الدولة. وكان مسؤولاً جاداً متواضعاً ومخلصاً في عمله، يجسد المبادئ التي يؤمن بها أثناء عمله محافظاً للمهرة أو سفيراً لليمن الديمقراطية في الجزائر، وفي حياته الشخصية.
وأتذكر لقاء جمعني به في الجزائر عندما كنت رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وتفاجأت بأنه كان يتخاطب مع بعض الموظفين البربر في السفارة باللغة المهرية التي يتحدثها أبناء المهرة وظفار وسقطرى وجبال الأطلسي التي يسكنها الامازيغ (البربر) والذين لهم أصول مهرية هاجرت من الجزيرة العربية إلى شمال أفريقيا قبل الاسلام، وشارك أبناء المهره في الفتوحات الإسلامية برجالها ومقاتليها وأثروا في شعوب تلك البلدان وفي ثقافاتها حتى اليوم.
رحم الله فقيدنا الراحل محسن علي ياسر وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه وأبناء المهرة الصبر والسلوان.
