الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

حرب استنزاف في مأرب.. واستدراج لقوات هادي

حيروت – خاص

لايزال غبار المعارك يتصاعد حول مدينة مأرب بشكل مطّرد، هجوم وهجوم مضاد يتخلله طلعات جوية مكثفة لمقاتلات التحالف السعودي الإماراتي من جهة، وهجمات بالطائرات المسيرة يشنها الحوثيون من جهة ثانية. يأتي ذلك على وقع معارك عنيفة شهدتها جبهات قتالية متعددة اشتدّت وتيرتها في الجبهتَين الغربية والشمالية الغربية الواقعتَين على مداخل مدينة مأرب خلال الساعات الـ24 ساعة الماضية.

وذكر المركز الإعلامي للجيش الوطني التابع لحكومة هادي، في بيان، أن “قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف العربي، أفشلت اليوم الأربعاء، محاولة تسلل للقوات الحوثية، باتجاه مواقعها في جبهة رغوان، وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد”.

وأضاف البيان، أن “القوات الحكومية خاضت مواجهات عنيفة ضد مجاميع حوثية حاولت التسلل نحو التباب التي تتمركز فيها قواتها في شرق الطلعة الحمراء وأطراف العطيف في الجبهة الغربية”.

وأوضح أن “عناصر الحوثي حاولت الالتفاف والتسلل إلى جبهة دشن الحقن، إلا أن وحدات القوات الحكومية رصدت تحركاتها”، لافتاً إلى أن “مواجهات عنيفة دارت بين الطرفين، استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وإسناد جوي من التحالف العربي، ما أدى إلى تدمير ثلاث عربات عسكرية”.

وأشار البيان إلى أن “الدفاعات الجوية للقوات الحكومية أسقطت طائرة مسيّرة مفخخة أطلقتها مليشيا الحوثي، على مواقعها في صرواح”.

وعلى الرغم من كثافة غارات طيران التحالف السعودي – الإماراتي، والتي بلغت أكثر من 30 غارة أمس، إلا أن قوات الحوثي حققت تقدماً باتجاه مدينة أسداس، مركز مديرية رغوان شمال غرب مركز المحافظة، وآخر مماثلاً في التومة العليا شرق العطيف، وفي محيط تبتي البس والمصارية في الجبهة الغربية، بحسب ما أفاد مصدر عسكري لـ”حيروت الإخباري”.

وأضاف المصدر العسكري أن “مواجهات الساعات الماضية تميزت بارتفاع معدلات الكمائن المسلحة التي تعرضت لها قوات هادي عند تخوم المدينة، إضافة إلى تمكن الحوثيين في استدراج تلك القوات إلى مناطق ملغّمة شرق العطيف، لتُجهز على العشرات من عناصرها هناك”.

ووفقاً للمصدر العسكري، فإن “المعارك تُخاض وفق تكتيكات عسكرية دقيقة ومرسومة بمسارات متعدّدة، وإن حرب الاستنزاف تُعد إحدى أهم مراحل التهيئة لتحرير المدينة من دون دمار”.

وأكد المصدر أن “توجه قوات هادي إلى حفر الخنادق في المزارع على امتداد المناطق المتاخمة لمدينة مأرب لن يفيدها ولن يحميها من الضربات خلال الأيام القادمة”.

سياسياً، قالت الخارجية الأمريكية، أن على الحوثيين، التوقف العاجل عن إطلاق النار والدخول في مفاوضات سياسية لإنهاء الحرب على مستوى البلاد.

وأضافت الخارجية الأمريكية، في تغريدة على حسابها الرسمي في تويتر، “يجب على الحوثيين القبول بشكل عاجل بوقف إطلاق النار الشامل على مستوى البلاد، والدخول في محادثات السياسية”.

واعتبرت، أن “الهجوم الحوثي على مأرب، يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن”.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر سياسية لـحيروت الإخباري”، بأن “ثمّة مساعي إقليمية ودولية منذ أيام لإقناع حكومة الحوثي في صنعاء بإيقاف التصعيد العسكري في محيط مدينة مأرب، وإيقاف الهجمات الجوية ضدّ السعودية”.

يأتي ذلك بالتزامن مع وصول وزير الخارجية في حكومة هادي، أحمد عوض بن مبارك، إلى برلين في زيارة تستمر ثلاثة أيام، وهو ما اعتبره خبراء، بأنه يأتي في سياق التحشيد لإقناع الحوثيين بوقف الهجمات على مأرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى