الأخبارمحليات

دراسة يمنية تكشف عن مرض جديد أصيب به الاطفال في اليمن

حيروت – متابعات :

كشفت دراسة يمنية حديثة عن إصابة معظم الأطفال في اليمن باضطرابات ما بعد الصدمة ومشاكل نفسية أخرى نتيجة لعدة عوامل منها الحرب وما رافقها من عنف في الواقع وعبر وسائل الإعلام.

وناقشت الدراسة العلمية تحت عنوان “اضطرابات كرب ما بعد الحرب لدى الأطفال اليافعين في اليمن.. المخاطر وفرص التعافي”، العوامل التي تؤدي إلى تطوير الأطفال المراهقين”10_19 عاما” لاضطرابات ما بعد الصدمة إلى مستويات حرجة يصعب عندها التعافي واستعادة التوازن النفسي والتكيف مع المحيط الاجتماعي، من خلال الدراسة المعمقة لنماذج من الأطفال اليافعين.

وأفادت الدراسة التي نفذها الباحث في المركز الدكتور عبد الكريم غانم بأن الانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار الغذاء، وما نجم عنه من عنف وتفكك أسري، أدى إلى خلق المزيد من الصدمات النفسية للأطفال اليافعين .

ولفتت الدراسة إلى أن الإصابة باضطراب نفسي في ظل بيئة غير داعمة للمصاب يعزز قابليته لتطوير اضطرابات عقلية أخرى، وصولاً إلى ظهور جميع الاضطرابات النفسية.

وبحسب الدراسة فقد رافقت الحرب في اليمن تجارب مؤلمة وصدمات نفسية حادة، جعلت هذا البلد الأعلى في معدل مشاكل الصحة النفسية على مستوى بلدان الشرق الأوسط الأخرى، التي تشهد نزاعات وحروب.

وأضافت انه رغم معاناة اليمنيين بمختلف فئاتهم من هذه الحرب وتداعياتها الإنسانية، إلا إن التداعيات النفسية لهذه الكارثة كانت، في معظمها، من نصيب الأطفال، فمعظمهم يعانون من اضطراب كرب ما بعد صدمة الحرب”.

ومن شأن تداعيات هذه الاضطرابات التي بلغت مستويات خطيرة، أن تترك تأثيرات وخيمة لدى المصابين الذين يمرون حالياً بمرحلة المراهقة، بما تمثله من تجربة فريدة في تكوين الفرد، بعد أن وصلت أعراض أزمات الصحة النفسية إلى مستويات يصعب معها تحقيق التعافي النفسي لدى الأطفال اليافعين في اليمن، وفقاً للدراسة.

وذكرت إنه وخلال السنة الأولى من الحرب، ونتيجة لتعرض العاصمة صنعاء لغارات جوية عدة مرات في اليوم أصبحت الضوضاء العالية وأصوات الطائرات مرعبة للأطفال في المدينة، ومع استمرار النزاع، بدأ الأطفال اليمنيون في إظهار سلوك غير عادي، مثل التبول اللاإرادي، ومحاولة عزل أنفسهم، وتدهور مستوياتهم الدراسية، حيث يتم التعبير عن الاضطراب النفسي من خلال أعراض سلوكية، كعدم القدرة على أداء الوظائف المعتادة.

وبينت أن اضطرابات ما بعد الصدمة يمكن أن تظهر لدى الطفل خلال الأشهر الثلاثة الأولى ويمكن أن تتأخر، كما يمكن أن تظهر لديه قبل سن التاسعة، أعراض التبول اللاإرادي والرغبة في الامساك بالأم أو الأب أو الجلوس الملامس لأحد الوالدين والإصرار على النوم بجواره، ويمكن أن يُعَبِّر الأطفال عن الحدث الصادم من خلال رسوماتهم أو ألعابهم.

وتوصلت الدراسة ، التي نشرها مركز “العربية السعيدة للدراسات” ، إلى أن الأطفال اليافعين المصابين بهذا النوع من الاضطرابات ، من بيئات اجتماعية هشة، تعجز عن حمايتهم واستعادة استقرارهم المعيشي، مرشحون أكثر من غيرها لتطوير اضطرابات كرب ما بعد الصدمة إلى اضطرابات نفسية دائمة.

وأكدت أن الانهيار الاقتصادي وارتفاع أسعار السلع الغذائية، أضاف عبئاً ثقيلًا على ضغوط الحياة اليومية وأسهم في تزايد العنف والتفكك الأسري وأدى إلى خلق المزيد من الصدمات النفسية لدى الأطفال اليافعين، الأكثر تأثرًا بالأزمات المعيشية.

وحذرت الدراسة من أن الأشخاص المصابين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة هم أكثر عرضة من غيرهم لاستقطاب الجماعات التي تمارس العنف.

وأوصت الدراسة المنظمات والمؤسسات الصحية في اليمن عند اعداد خطط وبرامج الدعم النفسي وضع خطة إنسانية عاجلة للدعم النفسي والاجتماعي واسع النطاق، بما يتيح الوصول إلى الأطفال المصابين باضطرابات نفسية، لاسيما الذين يعانون من نقاط ضعف اجتماعية ونفسية ومعيشية محددة.

وشددت على ضرورة وضع برنامج عمل مشترك يتيح مساعدة الأطفال اليافعين المصابين باضطرابات كرب ما بعد الصدمة على الوصول إلى الأماكن الصديقة للأطفال، ودعم الصحة البدنية العامة للأشخاص المصابين بالاضطرابات النفسية والعصبية.

كما شددت الدراسة على أهمية إدراج برامج التوعية بشأن الصحة النفسية ضمن خطط الدعم النفسي لتغيير المفاهيم الخاطئة المتعلق بوصمة الاصابة بالاضطرابات النفسية، وتطوير ثقافة المجتمع حول القبول بالدعم النفسي، وتقبل الأهل للمراهق بكل حالته، واللجوء لطلب مساعدة الطبيب النفسي أو الأخصائي النفسي في حال ملاحظة ظهور اضطرابات ما بعد الصدمة.

المصدر/ المجلة الطبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى