عمال النظافة في أبين.. يحمّلون الانتقالي مسؤولية معاناتهم وحرمانهم من أبسط الحقوق!
حيروت – ناصر الجريري
لا شك أن للنظافة شأن عظيم في ديننا الاسلامي الذي يحث عليها، فنظافة الأوطان تعبر عن مدى نظافة وثقافة الشعوب واهتمامهم بنظافة أوطانهم وبلدانهم.
ومما لا شك فيه كذلك أن عامل النظافة في البلاد المتطورة والراقية له مكانة وميزة عظيمة يحظى بها كل عامل نظافة في تلك الدول، من خلال اعطائه حقوقه كاملة وغير ناقصة هذا ناهيك عن تقدير وتقديس المجتمع لدور عمال النظافة.
لكن للأسف الشديد في البلدان النامية والفقيرة نجد العكس من ذلك تماما، حيث تسلب حقوق هذه الطبقة الكادحة والعاملة من قبل المتنفذين والمسؤولين في بلادنا، كما أن المجتمع ينظروا اليهم بنظرة قاصرة ومحترمة وذلك من خلال المهنة والعمل الذي يقومون به عمال النظافة من القيام بنظافة الأماكن العامة والشوارع من القمامة والقاذورات التي يسببها المجتمع نفسه.
ففي محافظة أبين الحال نفسه مع كثير من عمال صندوق النظافة بمديرية زنجبار وخنفر الذين يكدون ليلا نهارا وفي حر الشمس والظهيرة يقومون بواجبهم المقدس حرصا منهم على نظافة مجتمعهم ومدينتهم كي تبدو نظيفة خالية من الأوساخ والنفايات. ومع ذلك كله تنهب حقوقهم المكفولة من قبل مدراء الصندوق.
وقد عبر بعض من عمال وعاملات النظافة بمحافظة ابين من سوء المعاملة من قبل ادارة الصندوق وذلك بعدم اعطائهم حقوقهم في العلاج والرعاية الصحية التي كفلها لهم الصندوق بمعالجة مرضى عمال النظافة على حساب الصندوق في المحافظة.
وأكدوا أيضا أنهم ناشدوا وطالبوا الجهات المسؤولة والمعنية في المحافظة وطرقوا كل الأبواب لكن لا حياة لمن تنادي. وفوق ذلك كله قوبلوا بالتهديدات بالفصل من الوظيفة والسحل واقتحام منازلهم بالأطقم من دون مراعاة لحرمة أو شرع أو ملة.
وعن مطالبهم ومناشدتهم، فقد ناشدوا الجهات المعنية ممثلة بمحافظ المحافظة، ورئيس المجلس الانتقالي في المحافظة من إنصافهم ورد حقوقهم وامتيازاتهم المسلوبة من قبل إدارة الصندوق.
وأيضا ناشدوا جميع المنظمات الحقوقية والانسانية وفي مقدمتها منظمة حقوق الانسان السامية وكافة الكيانات للوقوف معهم مع معاناتهم وما يلاقونه من اضطهاد وتعسف من قبل ادارة الصندوق.
كما طالبوا برحيل مدير الصندوق في المحافظة ومدراء الصناديق في مديريتي زنجبار وخنفر، وتشكيل نقابة خاصة بعمال الصندوق كي يتمكنوا من الحصول على حقوقهم كاملة من غير نقصان او حرمان، مالم سوف يصعدون في إضرابهم إلى ان تستجاب مطالبهم.
هذا ما هو إلا جزء يسير من معاناة عامل النظافة اليوم بمحافظة أبين، يتمثل بحرمانه من ابسط حقوقه التي كفلها له الدستور والقانون عندما كان هناك قانون يحتكموا إليه الجميع من دون تمييز او عنصرية.
ويرى الكثير من المواطنين، أنه لا بد على المجتمع بكافة شرائحه ومكوناته الى الوقوف مع هذه الشريحة الكادحة والطبقة المهضومة نفسيا واجتماعيا وحقوقيا، وانتزاع حقوقها من ثلة الفاسدين الذين يقتاتون على ظهور هؤلاء المساكين.
كما لابد على المجتمع أن يغير من نظرته تجاه عامل النظافة وان يعاملوا بآدمية تليق بآدميتهم كونهم يمارسون مهنة مليئة بالمخاطر.