معارك طاحنة في مأرب.. و “رويترز” تكشف عن بارقة أمل في جهود الوساطة العمانية
حيروت – خاص
تضاعف التصعيد العسكري بين قوات هادي وقوات الحوثي في العديد من جبهات المحور الغربي لمحافظة مأرب، وتعاظم بشكل أكبر في جبهتي المشجح والكسارة.
وقالت مصادر ميدانية لـ”حيروت الإخباري”، أن “قوات الحوثي أفشلت عدّة هجمات نفّذتها قوات هادي، وحزب الإصلاح، في الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمدينة مأرب، حيث أوقعا في صفوف المهاجِمين خسائر بشرية ومادية بعد أن نجحا في استدراجهم إلى فخّ مميت في محيط منطقتَي حمّة البس والتومة العليا”.
وكانت المواجهات اشتدّت بين الطرفين في المحيط الشرقي للطلعة الحمراء، وامتدّت إلى جبال البلق القِبْلي، مع محاولة قوات هادي و”الإصلاح”، تحقيق تقدّم في اتجاه الطلعة الحمراء، بحسب المصادر الميدانية.
وأوضحت مصادر قبلية، أن “المواجهات جرت من المسافة صفر في شرق الطلعة الحمراء وإيدات الراء التي تُعدّ آخر منطقة من مناطق جبهة المشجح”، مضيفة أن “جبهة دشن الحقن، الواقعة في الناحية الشمالية الغربية، شهدت هي الأخرى اشتباكات عنيفة خلال الساعات الماضية، من دون تسجيل تقدّم لقوات هادي التي فقدت عدداً من قياداتها هناك”. كذلك، ، حرّكت
وأشارت إلى أن “التشكيلات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي حركت لأوّل مرّة منذ أكثر من شهرين محور مدينة أسداس، مركز مديرية رغوان، شمال غرب مدينة مأرب، في محاولة منها لتحقيق اختراق عسكري يعيدها إلى محيط جبهة الكسارة”.
ووصفت المصادر الهجمات في تلك الجبهة بـ”الانتحارية”، نظراً إلى انكشاف ساحات القتال التي اتّخذتها قوات هادي منطلقاً لهجماتها.
في المقابل، لفتت المصادر نفسها إلى “تنفيذ قوات الحوثي هجوماً على مواقع قوات هادي في محيط حمّة البس غرب مأرب، بعد ساعات من صدّهما هجوماً مضادّاً على مواقعهما”، مؤكدة أن “قوات الحوثي استطاعت السيطرة على عدد من نقاط خصومها في محيط الحمّة، وتمكّنت من تدمير شاحنتين عسكريتين بما تحملان، كما اغتنمت عدداً من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
وجاء ذلك بالتزامن مع تنفيذ طيران التحالف السعودي الإماراتي 10 غارات على مواقع التماس في هذه الجبهة، في غضون ساعات.
من جهتها، اتهمت مصادر عسكرية محسوبة على قوات هادي، جماعة الحوثي بالوقوف وراء التصعيدات الأخيرة في جبهة مأرب، بعد أن كثفت من هجماتها على مواقع لقوات هادي، في العديد من جبهات المحور الغربي لمحافظة مأرب.
وقالت إن قوات الحوثي “شنت هجمات عنيفة، منذ منصف ليل أمس، على جبل البلق القبلي، المطل على سد مأرب”.
وأوضحت المصادر، أن “الحوثيين بدئوا هجومهم العنيف من اتجاه منطقة الزور ووادي دنة، شرقي مديرية صرواح”. مشيرةً، إلى أن “قوات الحوثي دفعت بالمئات من عناصرها، في محاولتها للسيطرة على جبال البلق”.
ويأتي التصعيد المتجدّد في مأرب بالتوازي مع عودة المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إلى الرياض ومسقط، ولقائه برئيس حكومة هادي في الرياض، معين عبد الملك، والسفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر.
من جانبها، ذكرت وكالت رويترز أن هناك بوادر لقرب نهاية مستنقع اليمن، لافتةً إلى بارقة أمل لاتفاق سلام.
وقالت إن محادثات تجري بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين على وضع شروط لاتفاق سلام من شأنه إخراج السعودية من حرب مكلفة وتخفيف أزمة إنسانية مدمرة.
ونقلت الوكالة عن مصادر سياسية، قولها إن المحادثات تركز على خطوات لرفع الحصار عن الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء مقابل تعهد جماعة الحوثي بإجراء محادثات للتوصل إلى هدنة.
وكشفت المصادر أن الرياض منفتحة على الاتفاق لكنها ستحتاج إلى بعض الضمانات الإضافية من عمان وإيران.
وإذا تم التوصل إلى اتفاق، فسيكون ذلك أول تقدم كبير لإنهاء الحرب منذ أن عقدت محادثات السلام المتوقفة آخر مرة في السويد في ديسمبر كانون الأول 2018.
وتعمل سلطنة عمان كلاعب إقليمي على تسهيل المفاوضات، وسيمنحها مثل هذا الاتفاق انتصارا في السياسة الخارجية ويخفف التوتر بين السعودية وإيران.