مقالات

فلسطين وماذا بعد؟! بقلم / سامي عطا

بقلم / سامي عطا

بعد أن عجزت وتقاعست الأنظمة العربية خلال العقود المنصرمة أن تكون رافعة حل للقضية الفلسطينية نتيجة أسباب عديدة ليست خافية علينا ، أضحى من الضرورة بمكان أن تضطلع بهذه المهمة الشعوب العربية التي أخذت تنظم وتعد نفسها في غير مكان من بلاد العرب للقيام بمهمة تحرير فلسطين وحل قضيتها ، فتشكلت حركات مقاومة وممانعة أخذت تستوعب كل أحرار الأمة، وحضيت بدعم وإسناد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، ولذا فإن هذه الصورة تعكس طبيعة التناقض القادم الذي سيكون في محصلته كشف زيف وتهافت أنظمة استغلت القضية الفلسطينية ووظفتها في تزييف وعي الشعوب العربية.

وعليه ، فإن سقوط الكيان الغاصب سيكون مقدمة لسقوط أنظمة التبعية والإرتهان بالتتابع، ودخول شعوب المنطقة في صراع جديد مع نظام هيمنة عالمي يحول دون فك التبعية الاقتصادية له بغرض إبقاء منطقتنا تحت وصايته وهيمنته، بالإضافة إلى توجيه هذا النظام للصراع لتفتيت وتقسيم هذه الأمة وحرف مسار بوصلة الصراع عن أهدافه الحقيقية.

إن نظام الهيمنة قد رسم سيناريوهات وخططاً لإدارة هذا الصراع على أسس عرقية ومذهبية وطائفية وفق برنامج معروف أعده منذُ وقت مبكر على قاعدة “صدام الحضارات ” ، ولذا فإن مشروع وحدة الأمة العربية والإسلامية على قاعدة فك التبعية من خلال استنهاض إراداتها وتوظيف طاقاتها يفوت الفرصة على نظام الهيمنة العالمي وتكون تلك القاعدة هي مفتاح الإنتصار في هذا الصراع.

ومن أجل ذلك ، علينا أن نتهيأ لمرحلة “ماذا بعد ؟!” ووضعها على قاعدة البحث والنقاش حتى لانقع في فخ “الصراع القادم ” دون أدنى استعداد لمواجهته  ، “ماذا بعد ؟! ” ليس سؤالاً افتراضياً بل هو السؤال المحوري الذي يعد معياراً لمدى جهوزيتنا للمعركة القادمة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى