نقد تغطية قناة “الجزيرة” للعدوان الإسرائيلي على فلسطين
حيروت- خاص
شككت باحثة لبنانية في توازن التغطية الإعلامية لقناة الجزيرة للعدوان الإسرائيلي على فلسطين المحتلة.
وقالت الباحثة زينب عقيل، في مقال نشر في مركز الاتحاد للأبحاث والتطوير، إنه: منذ بداية الانتفاضة في فلسطين المحتلة تفتح الجزيرة الهواء بتغطية مكثفة تدسّ السمّ بالعسل. تبعث برسائل مفادها أن الصراع هو بين الكيان الصهيوني المقتدر والمتجبّر والمدعوم، وغزة العاجزة المحاصرة.
وأشارت: يبدو من هذه الرسائل أن سياسة الجزيرة في التغطية الإعلامية تعمد إلى استراتيجية إعلامية للتغطية على مواقفها السياسية المواربة تجاه القضية الفلسطينية، وهي استراتيجية قائمة على تسوّل التعاطف الإنساني بدل التركيز على قدرة المقاومة الفلسطينية، فتبدو أمام جمهورها الذي ربّته منذ أحداث الربيع العربي بأنها داعمة للقضية الفلسطينية، وهي بهذه الاستراتيجية ترسل رسائل كيّ الوعي للجمهور كي لا يرى العالم بغير عدستها المتلونة.
وقالت إن المتتبع لهذه القناة ذات الاتجاهات المتعددة الواقعة بين التوجه الأمريكي، وبين التيار الإخواني التركي، وبين الحفاظ على أدبيات معتدلة تجاه إسرائيل، يرى بوضوح أنها تحاول أن تحافظ على التوازن بين هذه الاتجاهات الثلاثة، والتي يمكن أن يدخل إليها المزيد من التوجهات بحسب الوضع الإقليمي كما لاحظنا في فترة أزمتها مع مجلس التعاون الخليجي. وهو الأمر الذي يجعلها مربكة دائمًا في استخدام المصطلحات، حتى أن المتابع العادي لا يستطيع أن يحدّد إذا كانت الجزيرة تعترف بإسرائيل أو تؤكد على دولة فلسطين، أو أنها مع التوجه الأميركي الجديد مع إدارة بايدن بعدما فشلت صفقة القرن، وعاد الأمريكيون إلى حلّ الدولتين.
وأضافت عقيل: لقد كشفت هذه التغطية الانفصام الإعلامي لقناة الجزيرة بين تبنيها العلني للمقاومة الفلسطينية وتحديدًا حركة حماس، وبين التكتيك الإعلامي الذي يظهر المقاومة الفلسطينية ضعيفة ومدانة حتى بدا أنه تحريض وتحميل المسؤولية للفصائل، والتي جاءت على الشكل التالي:
• التركيز على أخلاقيات الاحتلال والتزامه بالقوانين الدولية كما حصل لدى تغطيتهم لقصف الإسرائيليين لبرج هنادي، بأنهم قاموا بإطلاق صاروخ تحذيري.
• في الوقت الذي كانت المقاومة تضرب المستوطنات كانت الجزيرة تركّز على استشهاد القادة الفلسطينيين، حتى بدت كأنها شماتة على قاعدة “هذا ما جنته أيديكم”.
• مدح القبة الحديدية واعتراضاتها الناجحة للصواريخ، والتركيز عليها في كافة الرسائل الإعلامية من كافة المراسلين في غزة ورام الله والضفة الغربية.
• التركيز على عدد الشهداء الفلسطينيين والفجيعة الفلسطينية بالخسارات البشرية في مقابل عدم التركيز على الخسائر الإسرائيلية.
• التركيز على الاعتقالات التي تسببها مظاهرات فلسطينيي 48 بدل التركيز على الاستفزازات الإسرائيلية سواء من السلطات أو من المتطرفين اليهود.
• فتح الهواء للمحللين الإسرائيليين، وهو تكتيك لا يتناسب مع التأييد المطلق للمقاومة الفلسطينية، ولا حتى مع أخذ موقف يعترف بمظلومية الفلسطينيين في هذه الانتفاضة. فهو من جهة اعتراف بحق الصهاينة في إبداء وجهة نظرهم، ومن جهة أخرى يعكس مبدأ الحياد الإعلامي.
• نقل الأخبار الصادرة عن الأجهزة الإعلامية الإسرائيلية تحت عنوان الرأي والرأي الآخر، في حين أنها تتبنى سرديتها.
• استخدام مصطلح “الاشتباكات” و”المواجهات”، على العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة ومناطق 48.