مقالات

ما هذا الكلام يا “متحوّث”؟ بقلم/ نصر صالح

بقلم/ نصر صالح

غلطة الحوثي في 24 مارس 2015، لا يمكن أن تغتفر. علماً أن الذي كان «دهده» له بمشاركته فيها كان المرحوم الرئيس علي عبد الله صالح، وللعلم أيضا فمعظم القوات اليمنية ومن مختلف الأسلحة التي كانت متمركزة بعدن كانت تدين بالولاء للرئيس علي عبد الله صالح. لكن التهمة كانت وما زالت تستهدف «مليشيات الحوثي»، فجسم الحوثيين «لبيس» كما يقول اخواننا اللبنانيين. كذلك فإن الخليجي/ الأمريكي/ الصهيوني يريد الحوثي فقط أن يكون هو من غزا الجنوب وعدن في 24 مارس 2015، علما أن مجموع قوات الحوثيين التي شاركت في تلك «الغزوة» لا يتعدون خمسمائة نفر كما يقال.

وأما القوات العسكرية الخليجية فقد جاءت لتحريرنا من «الإحتلال الحوثي». والبعض يأخذها من قاصرها ويقول جاءت قوات الخليج لتحرينا نحن الجنوبيين من الإحتلال الشمالي (يقول كتاكيت الانتقالي «الإحتلال الدحباشي»، والبعض يقول الزيدي، والبعض يفجر ويقول «الفارسي»!).

سياسة رديئة يمارسها علينا إعلام الإحتلال الخليجي. ويروجها الكثير من إعلاميينا (من أبناء جلدتنا) بخسة ولكنها خسة ممزوجة بشيء من البلاهة وقليل من الأجر المادي.

إن على الشعب اليمني (لا سيما في الجنوب، وكذلك الفارين في الرياض واسطنبول والقاهرة وأبو ظبي وقطر) أن يقول بصوت واحد: «الحوثي هو من غزانا، وبالتالي هو عدونا، وعدن تحررت منه في 27 رمضان 1436 ه‍». وللتذكير فقد وافق ذلك اليوم تاريخ 14 يوليو 2015م، وسيأتي هذا اليوم الشهر المقبل وسيُفرض على أهل عدن أن يحتفلوا مرة أخرى بالذكرى السادسة لتحرير عدن «من إحتلال الحوثي للمدينة» أيضا.

طيب؛ والاحتلال الإماراتي/ السعودي ومن خلفهما الولايات المتحدة و«إسرائيل»؟! ممنوع التحدث في ذلك، ولا نخس!

طيب «الإحتلال الحوثي» المزعوم دام 125 يوماً، وذهب الحوثي (أكثرنا يعلم أنه ذهب باختياره، بعد اقتراحه على الحراك الجنوبي أن يستلم له السلطة في عدن، مقابل خروج آمن لمسلحي الحوثي (وصالح)، لكن قادة الحراك جبنوا ولم يقبلوا ذلك -للأسف- أتذكر أنهم اشترطوا على مسلحي الحوثي (وصالح) أن يسلموا أيضا أسلحتهم الشخصية. وارجعوا لإرشيف أحداث تلك الأيام ولذاكرتكم).

المهم مات علينا حوالي «اثنعشر نفر» (أو يزيد قليلا) في تلك المعركة، بينما الإحتلال الخليجي له ست سنوات جاثم على أرضنا وعلى جزرنا ويستدعي قوات صهيونية لتبني قواعد لها في ميون وسقطرى. ومات علينا منذ 14 يوليو 2015 أكثر من 12 ألف شاب، ونفس العدد (وربما أكثر) جرحى ومعوقين، في معارك ليس لنا فيها ناقة ولا جمل (أكثر قتلانا في معارك الدفاع عن المملكة نيابة عن الجيش السعودي، في أراضي الحد الجنوبي للمملكة – والتي هي بالأصل أراضي يمنية احتلتها المملكة عام 1934م).

ما هذا الكلام يا «متحوث»؟

الجملة الأخيرة ليست للقارئ الكريم، إنها موجهة لي كاتب الكلام أعلاه!

كل عام وأنتم بخير..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى