بس يكفي حرب لاهانا بقلم/ فكري قاسم
بقلم/ فكري قاسم
في الحياة كلها ما فيش شيء ينهك الروح ويدمر الطاقات ويربش الذهن ويشحن النفوس بالأوجاع زيما هي المشاكل العائلية. ومشكلتنا في اليمن من أساسها
مشكلة عائلية كبيرة بين إخوة وأهل وجيران دخل بينهم الشيطان، والشيطان جاب معه كلّ الشرور والأحقاد. واليوم إحنا شعب كلّ واحد ماسك شعر الثاني
وهات يا فحير ويا مقاتيل كل يوم… وعلى موه طيب؟
لأنو كل واحد فاكر أنّ البلاد حق أبوه وأنو قادر يحكم الشعب بالصميل
وأنو قادر يقع رب البيت ويكون المتصرف الأول في شؤون العائلة غصبا عننا، وهذا هو البلاء والغباء والداء الكبير بشحمه.
مله وكيف تحتل المشاكل العائلية بين أفراد الأسرة الواحدة؟
هذا هو السؤال الذي يفترض أن تجيب عليه كل أطراف الحرب
اللي عنده تصور آخر لطريقة حلّ مشكلتنا العائلية في اليمن بغير التفاهم والحوار واحترام الآخر وحقه في الوجود وفي الاعتقاد وفق القانون والدستور
عليه أنْ يخبرنا بها الآن فيسع فيسع وفي أقرب وقت ممكن..
خصوصاً وإن الحل عن طريق الحرب أثبت فشله وعدم جدواه وقاد البلد إلى كل هذا الدمار اللي إحنا عليه الآن كشعب فقدَ كل مقومات الحياة، ومحد حاسس أيش اللي يحصل للناس الغلابا من عذاب في بيوتهم.
هذا بالنسبة للي تبقى لهم بيوت أصلاً، أما الذين فقدوا بيوتهم وأسرهم ومصادر أرزاقهم، الله يعينهم بس.
كيف تحل المشاكل العائلية يا خبره؟
صدقوني ما فيش حل ولا مخرج غير أن يقتنع المتهاوشين فوق رؤوسنا إن اليمن بلاد الناس جمعه…مش حق أبو حد وحده، وأنو ولا يمكن لأي طرف كان أن يقصي الآخر أو يمحيه من الوجود… وأنو لا يمكن أن يقبل اليمنيين بعد كل اللي حصل خلال ثمان سنين من الحرب بغير دولة النظام والقانون.
بغير هذا التفهم لطبيعة مشكلتنا العائلية… والله ما يصلح لنا حال ولا عتقوم لنا قائمة.
مشكلتنا في اليمن مشكلة عائلية يا خبره وشأن محلي بحت
لا الأمم المتحدة ولا دول الجوار ولا العالم بكله وكما كله يقدر يفهم طبيعة مشاكلنا المتراكمة ويستوعب مداخلها ومخارجها غيرنا إحنا اليمنيين بس
وقالوا في المثل «ما يحك لك إلا ظفرك».
قد جربنا السعودية وإيران وقطر والإمارات يحكوا لنا ظهورنا وشوفوا على حكحكه وقعت لنا وما بلا نعقل ونصلي على النبي وبس يكفي ما وقع بنا ويكفينا حرب لاهانا…
قد إحنا اليوم أفقر بلدان الله على وجه الأرض…
قد شفنا من الموت أشكال تعرض لأول مرة…
قد إحنا بلاد مقسمة على النفر الواحد وماعد أحد في قلبه وسع شيرين للثاني
وقد سمعتنا بين الخلق شمات..
وقد إحنا شعب منبوذ بين الأمم…
وقد بيضربوا بنا المثل في كلّ بقعة يدور فيها الحديث عن انهيار الدول واندثارها وعن سقوط العائلات العريقة..
وإحنا دولة عتيقة وشعب عريق وعائلة واحدة دخل الشيطان بين أبنائها
وابصروا على حال قد إحنا اليوم فيه ولا عقلنا ولا سدينا مله بس يكفي حرب
بس يكفي شتات وبهذلة لاهانا.