«من يدري».. فربما أن بن سلمان يفكر كذلك! بقلم/ نصر صالح
بقلم/ نصر صالح
قال المتحدث باسم الصحة في السعودية أن «أكثر من 55 ٪’من مصابي كورونا بالمملكة هم إناث».. أشك في أن المسألة مجرد «كورونا».. وبصرف النظر عن صدقية فتك الفيروس بالناس؛ فإن الأمير محمد سلمان، الملك الفعلي للمملكة، ربما يفكر بقتل جزء من إناث المملكة. بعذر «الكورونا».
كما يعلم الجميع، فإن رجال المملكة قتلوا إما بالتفجيرات الانتحارية تحت راية «داعش» و«القاعدة» وأخواتهما في العراق وفي سوريا وفي أفغانستان وباكستان وفي سيناء مصر وفي مناطق أخرى، أو في الحرب على اليمن.
فهل المملكة، والأمير محمد بن سلمان بصدد قتل نسبة من الإناث كي يحقق التوازن بين الجنسين في المملكة.
قديما، كانت القبائل العربية في الحجاز (في عهد الجاهلية) تقوم بوأد البنات. وبظني أن رجال قبائل العرب من قريش وغيرها كانوا لا يقتلون جميع الإناث في الواقع، وإلّا كيف جاء العرب بعد ذلك؟ لعلهم كانوا يقتلون نسبة منهن.. فقط!؛ ربما أنهم أقدموا على ذلك لتأمين التوازن العددي بين الجنسين. وجاء الإسلام ومنعهم عن ذلك، ووصفهم بالجهالة بسبب ذلك، فضلا عن أنهم كانوا يصنعنون أصناما ويضعونها بالكعبة ثم يعبدونها، وعندما يجوعون يأكلون منهم، لأن بعضهم يصنعونها من التمر.
ومع عدم إنكاري للتصنيف الإسلامي لعصرهم، إلا أنهم في واقع الحال، لم يكونوا جهلاء بمعنى الجهل العلمي للكلمة. قريش وبقية القبائل العربية. فبحسب ما وصل إلينا من شعرهم وأدبهم وثقافتهم، فقد كانوا أكثر نبوغا وفطاحل شعر.
ولنأخذ الشعراء العظام، تأكيدا على ما أقول: امرؤ القيس وطرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمي والحارث بن حلزة وعمرو بن كلثوم وعنترة بن شداد ولبيد بن ربيعة والأعشى الأكبر وعبيد بن الأبرص والنابغة الذبياني..
وعليه، فهل أنهم ربما كانوا واعيين لمشكلة كثرة الإناث بسبب الحروب التي كانت قبائل العرب تخوضها فيما بينها. وأن حروبهم العبثية تلك كانت سببا كافيا لنعتهم بالجاهلية.
قيل أن حرب البسوس التي ابتدأت سنة 494م، استمرت أربعون. وكإنتقامت بين قبيلة تغلب وأحلافها ضد بني شيبان وأحلافها من قبيلة بكر عندما قتل الجساس بن مرة الشيباني البكري كليب بن ربيعة التغلبي ثأرا لخالته (واسمها البسوس، من قبيلة بني تميم). وكان كليب هذا قتلها بسبب أنها قتلت ناقة كانت لجارها سعد بن شمس الجرمي.
صحيح، أنه قيل أنها استمرت حوالي بضعة وعشرين سنة، ولكن هذه المدة طويلة جدا لحرب كانت ناقة سبب لها في الأصل.
ولربما أنهم، بسبب كثرة قتلاهم من الرجال، «يضطرون» بين وقت وآخر إلى قتل بعض الإناث، للمحافظة على نسبة التوازن بين الجنسين، وربما أن الأمير محمد بن سلمان يفكر هكذا. ومعروف أن الحروب وقودها الذكور، ووجد الأمير في «الكورونا» حجته.
والله أعلم، وأستغفر الله.