مأرب: الخناق يضيق على قوات الشرعية.. قوات الحوثي تواصل توغلها وسط غارات مقاتلات التحالف
حيروت – مأرب
لا تزال جبهة مأرب مشتعلة بين قوات حكومة هادي وقوات الحوثيين، فيما واصلت قوات الأخيرة، خلال الساعات الماضية، تقدُّمها في ما تبَقّى من مواقع استراتيجية لمدينة مأرب.
وقال مصدر عسكري لـ”حيروت الإخباري” إن “قوات الحوثي حقّقت مكاسب جديدة في محيط الطلعة الحمراء وسلسلة جبال البلق الاستراتيجية”، لافتةً إلى أن “هذه المكاسب جاءت وسط غارات مكثّفة لطيران التحالف السعودي – الإماراتي، حاولت القوات الموالية للرئيس هادي، استعادة عدد من المواقع التي خرجت، الأحد، من نطاق سيطرتها في محيط تبّة المصارية ومنطقة الميل شمال غربي المدينة، لتأمين النسق الدفاعي الجديد الذي أنشأته السبت، بعدما تساقطت تحصيناتها الدفاعية السابقة كافة في مناطق دش الخشب وإيدات الراء والحمة الحمراء والعطيف والمشجح في الأسابيع الماضية. لكنها، وعلى رغم مشاركة المنطقتَين العسكريتَين الثالثة والسادسة في محاولة استعادة تلك المواقع، إلا أن قوات هادي تكبّدت المزيد من الخسائر، وتراجَعت مساء الاثنين من دون أيّ نتائج على الأرض”.
وأضافت المصادر العسكرية أن “قوات الحوثي تمكنت من اختراق خطّ الدفاع الجديد في محيط منطقة الميل شمال غربي المدينة، وتقدمت من محورَين في سلسلة جبال البلق القِبْلي المطلّة على الطلعة الحمراء والمشرفة على تبّة المصارية ومنطقة الجفينة الواقعة في الأطراف الجنوبية لمركز المحافظة، بالتزامن مع استمرار المواجهات في شرق الطلعة الحمرا”.
من جهتها، ذكرت مجلة «الجيش»، التابعة للحوثيين: «اقتراب قوات الجيش واللجان الشعبية من تحرير المدينة»، مشيرةً إلى أن «تحرير المدينة أصبح قاب قوسين أو أدنى»، لافتة إلى أن «صنعاء استكملت كافة ترتيبات معركة التحرير، بعد تمكُّنها من ضرب مكامن القوة لدى قوات هادي خلال الأسابيع الماضية”. وأكدت مضيّ قوات الحوثي في «تطويق المدخلَين الغربي والجنوبي للمدينة وفق الخطط العسكرية المرسومة»، مضيفة أن «قوات الحوثي تدير المعركة في المناطق التي توجد فيها مخيمات النازحين بهدوء، ليحافظا على أرواح المدنيين»، مُتّهمة قوات هادي بـ«التمترس خلف النازحين في محيط مأرب».
من جانبه، ذكر المركز الإعلامي التابع لقوات هادي، في بيان، حصل حيروت الإخباري على نسخة منه، أن “أبطال الجيش الوطني مسنودين بالمقاومة الشعبية، يستدرجون العناصر الحوثية إلى كمين محكم في جبهة المشجح غرب مارب”، لافتاً إلى أنها “تكبّدت على إثرها خسائر بشرية ومادية”، دون أن يذكر عدد الخسائر وحجمها.
وأضاف البيان، أن “طيران تحالف دعم الشرعية يستهدف بعدّة غارات مواقع وتجمعات الحوثيين في مناطق متفرقة غرب مارب، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوفهم”، دون الإشارة أيضاً إلى عدد الخسائر وحجمها.
يدورها، أفادت مصادر محلية لـ”حيروت الإخباري”، بأن “قوات الحوثي هاجمت قوات هادي في جبال البلق القِبْلي من محورَين أول من أمس، وتمكّنت مساء الاثنين من استكمال سيطرتها على شمال السلسلة وشمال غربها، ونقلت المعركة إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرة قوات هادي في شرقها وجنوبها”.
وأشارت المصادر إلى أن «معارك طاحنة دارت بين الطرفين فجر أمس في مواقع الأريل ونقيل مدرج ضمن سلسلة البلق القِبْلي»، مضيفةً أن «قوات هادي فقدت السيطرة على كافة المواقع العسكرية المطلّة على الطلعة الحمراء». وإذ تحدّثت عن «تقدُّم للحوثيين في الجهة الشمالية للطلعة الحمراء الاستراتيجية التي أصبحت خارج خطّ دفاع قوات هادي الجديد»، فقد أكدت أن «الطلعة آيلة إلى السقوط».
وفي الجبهة الشمالية الغربية لمدينة مأرب، تصدّت قوات الحوثي، مساء الاثنين وفجر الثلاثاء، لهجمات نفّذتها قوات هادي في المنطقة الواقعة بين التومة العليا المقابلة لتبّة المصارية، والمحروق القريبة من جبل الخشب في الجبهة نفسها، لتنتهي المواجهات بمقتل العشرات من القوات المهاجِمة في عدد من الكمائن.