فيروس ماكر؟! ولقاحات تنهب أموال الناس! بقلم/ عبدالرحمن بجاش
بقلم/ عبدالرحمن بجاش
مثلما يحصل عندنا، فكل مشروع جديد يكون فرصة للثراء غير المشروع، هكذا هو العالم الآن؛ يتحول إلى ضحية لكوفيد-19 الماكر، وللقاحات تارة تظهر على أنها الحل، وأخرى تتراجع بتراجع الهيئات والشركات ومن ورائهما الحكومات!
لست من أنصار نظرية المؤامرة، لكنني أنتمي إلى قبيلة العقل، إن صح التعبير، لذلك لا يمكن أن أنضم إلى من يشكك في وجود الفيروس أصلًا! فلا يمكن أن يموت حتى إنسانهم السوبر لمجرد أنهم يواصلون التآمر علينا وعلى الشعوب المقهورة، فإنساننا يموت كل لحظة بسلاحهم، ونحن نشتريه ونشتري كل الأوهام؛ لذلك لا نحتاج لمن يتآمر علينا! نحن نقوم كعرب بالمهمة كاملة وعلى كل الأصعدة.
الآن تحولت اللقاحات إلى ميدان للتنافس على الكسب، ولذلك ترى الحرب في أبشع صورها على صدر المواقع الصحفية وواجهات الصحف، وصارت الشركات ووراءها حكوماتها تمارس الخداع والتضليل. هنا يداخلك الشك في أنهم يطيلون من زمن الجائحة إعلاميًّا ويصنعون الرعب من خلال الضخ الإعلامي المرعب، ونحن بلهاء، فقط نلاحق كالمعتوه ما يدور، بلا حول ولا قوة، نصفنا يشحت من منظمة الصحة العالمية، والنصف الآخر يشتري ويخزن؛ لا أحد ينتج ويتحكم.
لم أسمع ولم أقرأ عن أي بلد عربي قال: هذا اللقاح يصلح لنا أو لا يصلح، بل إن السياسة هي التي تذهب بالحاكم المتحكم بمصائرنا إلى هذه الشركة أو تلك، دعمًا لهذه الدولة التي يدور في فلكها أو تلك.
منظمة الصحة العالمية، كما هي الأمم المتحدة، تتأثر بالسياسة وتوجهات الدول الفاعلة، وتصبح جزءًا من صراع المصالح بين الكبار، ووسيلة للترويج لبضائعهم لدى الصغار. مثلنا عرب المطر، ومثلهم عرب النفط!!
نظل على الدوام لا نمتلك قرارنا؛ لأن الحاكم لم يشغل نفسه بالاستقلال والسيادة، بل شغل نفسه ببقائه حاكمًا، فصار عليه أن يكون تابعًا لهذا القوي أو ذاك!
الآن يدور الصراع بين أمريكا من جهة، وبين الصين وروسيا من جهة أخرى، ويدور الآخرون في فلك هذا أو ذاك.
وحدنا ندور كالجمل، لا ندري إلى أين، نوهم الشعوب بأننا نسير إلى الأمام، فتفتح عينيك فتجد نفسك في نفس النقطة، لم نستطع إلى اللحظة الإجابة على سؤال من أين نبدأ؟ وكيف؟ لأن السؤال أصلًا ليس له وجود.
اللقاحات من سرازينيكا إلى جونسون آند جونسون وفارما وسبوتنيك وفايزر، تدور رحى المعارك بين الشركات، ونحن كالمتفرج على مباراة في تنس الطاولة.
لم نستطع إلى اللحظة تحديد أي لقاح نعتمد، بسبب الحسابات السياسية، يموت إنساننا يوميًّا؛ لأنه لا يجد العناية ولا أبسط متطلبات الصحة والعافية، وهم يتنافسون على ما تبقى في جيبه هناك، ثم تجد السؤال هم يثيرونه: هل يكتفى بالتلقيح مرة واحدة أو مرات؟ ويترك الجواب معلقًا. هل تصاب من جديد بعد أن تشفى؟ تجد إجابات بعدد اللقاحات، هل الجائحة الثالثة آخرها؟ لا تجد جوابًا.
هم يدرون أين مصلحتهم، ونحن بلهاء نلاحقهم فقط! وهم يتعمدون ألا يردون! وإذا ردوا فبغموض يزيد بلبلتك بلبلة. هم يتصارعون بطريقتهم، والعالم النائم يغط في نوم عميق، وكلما فتح عينيه وجد مصيبة أمامه، انظر كيف يريدون إغراق مصر كلما تراءى لهم أنها ستخرج من عنق الزجاجة -تأثيرات جنوح السفينة، والخطر الوجودي الذي يمثله سد النهضة- تراجعت أخبار الذكاء الاصطناعي؛ إذ غطت عليها أخبار كوفيد-19, ويستعد العالم لرسم خارطة جديدة تبعًا لنتائج مواجهة كوفيد، ويستعدون لجولات صراع أخرى تترتب على نتائج مفاوضات فيينا التي ترى أمريكا أنها لو انفرجت فستمثل ردًّا قويًّا على اتفاقية الـ400 مليار دولار بين الصين وإيران، وتبرز مؤشرات على جولة من صراع هناك في القرم، حيث تريد أمريكا وأوروبا خنق روسيا مع إدراك الأوروبيين أن روسيا يمكن أن تخنقهم في إيران وأفغانستان، على أن الصين الرابح الأكبر، إذ برغم كل الصراخ فناتج التبادل التجاري بينها وبين أمريكا فاق الـ28 مليار دولار، برغم أن أمريكا تريد أن تهرب من الشرق الأوسط إلى ساحة التنافس والصراع الشديدين على ثروات بحر الصين الجنوبي.
اللاعبون الإقليميون يراقبون تركيا، إسرائيل، إيران، وحتى باكستان، أخشى القول إن التسويات الإقليمية -اليمن نموذجًا- ستتأخر تبعًا لنتائج حسم الملفات الكبيرة. لأول مرة تبدو إسرائيل نظرًا لأزمتها الداخلية لاعبًا تائهًا.
في يمننا العزيز، يموت الناس ولا تدري ما الأسباب ولا الحل، برغم كل الحديث عن حل قادم، فيبدو أن علينا الانتظار على المدى المرئي فيينا، وحتى لو انتهت الى اتفاق عودة إلى الاتفاق النووي، فهناك ملفات أخرى، واليمن والعراق وسوريا ميادين لتصفية الحساب، وعلى المدى البعيد مآلات المواجهة بين روسيا وأمريكا، أمريكا والصين وروسيا وما بينهما، ومن مع هذا ضد ذاك.
في الداخل يتسيد منطق كمنطق صاحب الدراجة النارية الذي يذهب بك إلى الجحيم، تسأله ما رأيك، يرد عليك ببرود يومك: ما نفعل لك. ولا يدرك أنه سيفقد حياته هو الآخر!