استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

تعز: وفيات بالجملة في مراكز العزل.. نقص الأكسجين “القشّة التي قصمت ظهر البعير”

حيروت – تعز

تسببت الحرب الدائرة في البلاد بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقوات حكومة الرئيس هادي، منذُ أكثر من ست سنوات، في تدمير وانهيار معظم المرافق والخدمات الصحية في عموم محافظات الجمهورية، لا سيما محافظة تعز.

تفتقر مدينة تعز، ذات الكثافة السكانية الأكبر في اليمن، للأجهزة والمعدات الطبية في ظل تفشي الموجة الثانية لفيروس كورونا (كوفيد-19)، إذ تعاني المدينة نقصًا شديدًا في مادة الأكسجين، بسبب ارتفاع عدد المصابين بالوباء فيها منذُ مطلع فبراير/ شباط 2021، الأمر الذي فاقم من معاناة المرضى. حيث لا يوجد في المدينة سوى محطتين لتعبئة الأكسجين الطبي؛ إحداهما حكومية، وأخرى خاصة، وكلاهما لا يغطيان الاحتياج مع تزايد إقبال المواطنين على شراء الأكسجين.

ما إن تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، حتى تصيبك الصدمة من عدد حالات الوفاة بسبب نقص الأكسجين. إذ نشر المواطن عز التاج على صفحته في “فيسبوك”، أنه بحاجة إلى أسطوانة أكسجين لإنقاذ خاله الذي يعاني من ضيق التنفس، فسارع أحد الناشطين بتوفير أسطوانة، لكنه لم يستطع إنقاذ خاله الذي تُوفِّي في الطريق أثناء قدومه من ريف تعز الغربي إلى المدينة.

يقول عز التاج: “اتصل بي ابن خالي وأخبرني أن والده ساءت حالته، وأنه بحاجة إلى أكسجين، فالأسطوانة التي كانت معه على وشك الانتهاء، فكتبت منشورًا على الفيسبوك، وحصلتُ على أسطوانة من الناشط زيد الكمالي، وعند ذهابي لإيصالها، اتصلوا بي وأخبروني بأن الأكسجين نفد من الأسطوانة الأولى، وأن خالي قد توفي”، بحسب ما جاء في خيوط.

خال عز واحد من بين مئات الحالات التي فارقت الحياة خلال الأسابيع الماضية في محافظة تعز، بسبب نقص الأكسجين، خصوصًا الحالات الواقعة في الأرياف والمناطق البعيدة.

في هذا السياق، يؤكد مصدر طبي في مركز العزل بالمستشفى الجمهوري في تعز، (فضّل عدم ذكر اسمه)، أن أكثر من أربع حالات فارقت الحياة في المركز بسبب انتهاء الأكسجين، مشيرًا إلى أن معظم الحالات تفارق الحياة جراء نقص الأكسجين؛ الأمر فاقم من معاناة المرضى والمصابين.

يموتون في حوش المستشفى

“أختي تموت والأطباء يقولون ما فيش أكسجين!” هكذا قال شقيق هناء العزي (48 سنة)، والتي تُوفيت في أواخر شهر شعبان، مُتأثرة بإصابتها بفيروس كورونا داخل هيئة مُستشفى الثورة بتعز، بعد أن صارعت المرض لأكثر من أسبوع.

بنبرة حزن وألم كبيرين يشرح الرجل العوائق التي حالت دون إنقاذ شقيقته، قائلًا: “بعد أن دخلت المريضة في أزمة تنفس، أسعفناها إلى مُستشفى الروضة، لكنهم رفضوا استقبالها، ثم نقلناها إلى العناية المُركزة بمستشفى الثورة، وهناك صُدمنا بحديث الأطباء الذين صرخوا في وجوهنا: “أخرجوها؛ ما فيش أكسجين، العناية متوقفة”.

يضيف الشقيق المكلوم: “أخرجوها إلى حوش المُستشفى وحالتها تزداد تدهورًا، استمرت 15 دقيقة ثم تُوفيت أمام أعيننا. مأساة أن تفارقك أختك بسبب انعدام الأكسجين”. بنت العزي -كما يسمونها- المعلمة التي ظلت تحسن إلى طلابها طوال فترة عملها، رحلت بدون إحسان من أحد.

انعدام الديزل يُخرج المستشفى عن الخدمة

“الثورة” ليس مُستشفى فحسب؛ بل هيئة طبية حكومية أكبر من المُستشفى، ولها موازنة مُستقلة تتبع رئاسة الوزراء، ناهيك عن أنه كان منذ سنوات يُعتبر المُستشفى الأول في تعز من حيث إمكانية استقباله لعدد كبير من الحالات، ونوعية الخدمة الطبية التي يقدمها، والكادر المتواجد فيه، بالإضافة إلى الأجهزة الطبية التي ينفرد بها.

لكن هذا المبنى الضخم، المُكون من ستة طوابق، خرج عدد من أقسامه عن الخدمة في الأسبوع الماضي (الأسبوع الأول من أبريل/ نيسان 2021) بسبب انعدام الوقود، وتحديدًا مادة الديزل. تسبب هذا النقص في الوقود بإغلاق ثلاثة أقسام رئيسية، هي: قسم العناية المركزة، وقسم الغسيل الكلوي، الذي يجب ألا يتوقف؛ نظرًا لوضع مرضى الفشل الكلوي، إلا أنه توقف وأعلنت رئاسة القسم بأن أكثر من 15 حالة أصيبت بفيروس كورونا فيه.

محطة الأكسجين كانت ثالث الأقسام التي خرجت عن الخدمة، وعلى إثرها تسببت بتوقف مركز “حضانة الأطفال” والعناية المركزة وغيرها، وأفادت مصادر طبية في المستشفى، بأن طفلة واحدة كانت تتواجد حينها في الحضانة، لكن سرعان ما نقلها والدها إلى أحد المستشفيات الخاصة.

في أواخر مارس/ آذار 2021، ارتفعت أصوات المناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل إنقاذ المرضى في مستشفى الثورة بتعز، مع المطالبة بإعادة تأهيل محطة الأكسجين لكي تستعيد نشاطها في إنتاج الأكسجين، كَونه مهمًّا في هذه المرحلة الفاصلة. تكفل رجل الأعمال، محافظ تعز الأسبق، شوقي هائل، بإعادة تشغيل المحطة بعد أن عجزت السلطات الحكومية عن ذلك.

أسبوع بلا أكسجين

زُرنا محطة الأكسجين في المستشفى، وتحدثنا إلى العاملين هناك. أحدهم أكد بأن المحطة توقفت لمدة أسبوع عن إنتاج الأكسجين، وأرجع السبب إلى أن إدارة هيئة المستشفى لم تتجاوب مع المذكرات التي رفعتها إدارة المحطة باحتياجاتها، وأن إدارة الهيئة كانت ترمي بأوراق الاحتياجات في أدراج مكاتبها.

في تعز أصبح الحصول على أسطوانة أكسجين حُلمًا؛ لكنه من الصعب تحقيقه بالنسبة للمواطن البسيط، إذ عاشت المدينة مطلع أبريل/ نيسان الجاري، أزمة غير مسبوقة بالأكسجين، وارتفع سعر الأسطوانة الفارغة إلى 95 ألف ريال (ما يعادل 110$)، بينما سعر التعبئة وصل إلى أربعة آلاف ريال (أقل من 10$).

لم تقتصر مشكلة انعدام الأكسجين في تعز على المرضى في مستشفى الثورة ومركز العزل الخاص بمصابي فيروس “كوفيد-19″، بل هناك الكثير من المصابين في البيوت والمرافق الصحية الأخرى يعانون من ضيق التنفس، وبحاجة إلى أكسجين، لكن من النادر أن يحصلوا عليه.

قصص كثيرة تحكي معاناة المرضى، وبحسب توفيق آغا، وهو أحد قدامى الصحفيين بصحيفة الجمهورية: “رأيت أحد كبار السن بالقرب من مستشفى التعاون (وسط المدينة)، يبحث عن أسطوانة أكسجين لزوجته المصابة في البيت. سألته ما الأمر، فشرح لي مرض زوجته وبأنه غير قادر على توفير أو شراء أكسجين”. يضيف آغا في حديثه: “ذهبت إلى زملائي وجمعت مبلغ أربعة آلاف ريال، ثم أخذت أسطوانة بضمانتي من مستشفى التعاون وأعطيتها للرجل”.

هكذا يتكاتف المجتمع في تعز، إضافة إلى المبادرات الشبابية التي تعمل بالتطوع لتوفير العلاجات اللازمة والأكسجين، في ظل تدهور القطاع الصحي في المدينة، فالتجار وفاعلو الخير عملوا على توفير الكثير من الأسطوانات ووزعوها على المرضى في البيوت.

يرقد الحاج غالب علي (56 سنة)، في مركز العزل داخل المستشفى الجمهوري. يبدو المريض في الصورة وقد أنهكه المرض؛ عيون مُتعبة ووجه شاحب، وسعال مستمر، وفوق هذا، مصاب بالربو منذ سنوات. كان غالب يصارع الفيروس منذ ثلاثة أيام في المركز، حالته تتدهور يومًا بعد يوم واحتياجه للأكسجين يزداد، بحسب الطبيب المناوب.

وبلغت عدد الحالات المنومة في مركز العزل 35 حالة، بحسب الدكتورة زينب- إحدى الطبيبات في المركز، والتي أشارت إلى أن عدد الحالات يزداد يومًا بعد آخر، ناهيك عن الحالات التي تماثلت للشفاء أو فارقت الحياة.

في مركز العزل هذا، مرضى يرقدون على الأسِرّة بلا حول ولا قوة، أحدهم يسعل وآخر يصدر منه أنين وبكاء، وثالث هامد في مكانه. أصوات الأجهزة المُخيفة تعج في المكان، وأصوات الفريق الطبي وهم يتبادلون الحديث عن حالة كل مريض وما الذي يحتاجه، تبعث على القلق والخوف. ينادي طبيب زملاءه: “الحالة رقم 6 وضعها سيئ، بحاجة إلى أكسجين؛ تعالوا”، لكن الموت دائمًا هو الأسرع. أسطوانات الأكسجين فارغة، والأطباء مع مرضاهم يقفون مكتوفي الأيدي.

يتكون مركز العزل الصحي في المستشفى الجمهوري من عنبرين؛ عنبر خاص بحالات الإصابة الحرجة التي تحتاج إلى عناية أكبر وتنفس صناعي، ويوجد فيه 24 حالة، فيما العنبر الآخر خُصص للحالات الأقل خطورة، ويوجد فيه 11 حالة، وكلا العنبرين يفتقران للتجهيزات الطبية اللازمة وللأدوية والأكسجين.

يقول الدكتور نشوان الحسامي، مدير مركز العزل بمستشفى الجمهوري: “عدم وجود مصانع أكسجين في تعز هي المشكلة التي تقف أمامنا. لدينا معملان للأكسجين؛ واحد في مُستشفى الثورة وآخر في مُستشفى التعاون، ويحصل مركز العزل من المعملين على 100 أسطوانة، بينما الاحتياج الفعلي للمركز يصل إلى 350 أسطوانة يوميًّا. نغطي العجز بـ200 أسطوانة اعتُمدت من منظمة الصحة العالمية، وتأتي يوميًّا من عدن، أحيانًا تتأخر الناقلات، وهذا يسبب لنا إرباكًا كبيرًا”.

يضيف الحسامي أن “المريض الواحد يستهلك 10 أسطوانات يوميًّا وأحيانًا أكثر”، ومع تزايد عدد الحالات المصابة التي تصل إلى المركز، يزداد الاحتياج للأكسجين. ويتابع: “نحن كمركز عزل نمتلك 500 أسطوانة فارغة، لكننا نحتاج أيضًا إلى 500 أسطوانة إضافية كي يكون لدينا مخزون نستطيع أن نغطي به الاحتياج”.

بجوار المبنى المخصص لمركز العزل، يقف سائق سيارة المُستشفى مُنتظرًا خروج الأسطوانات الفارغة لينقلها إلى أحد المعملين (الثورة أو التعاون)؛ لكن هذه المسألة -حد قوله- بحاجة إلى وقت طويل يقطع فيها المسافة وينتظر حتى يتم تعبئة الأسطوانات. قد تتأخر عملية التعبئة، وهذا جانب آخر من المعاناة.

ويرى الحسامي أن مركز العزل بحاجة إلى مصنع أكسجين خاص به، يُنتج من 250 إلى 350 أسطوانة يوميًّا، لافتًا إلى أن لديه خطة بتوسعة المركز بسعة تصل إلى 40 سريرًا، وكذلك إنشاء عنبر آخر بسعة 20 سريرًا. غير أنه يشير إلى أن العنبر سيحتاج إلى أجهزة “مونيتور” وأجهزة تنفس صناعي وأسِرّة وأدوية، وكل ما يحتاج إليه المصابون بالفيروس.

الدكتور راجح المُليكي، مدير مكتب الصحة في مدينة تعز، والتابع لوزارة الصحة في حكومة عدن، يقول إن “إشكالية الأكسجين” تكمن في نقص الأسطوانات الفارغة، وأن هذه المشكلة تتطلب موازنة خاصة لحلها. يضيف المليكي في حديثه لـ”خيوط”: “مكتب الصحة لا يمتلك المال لشراء أسطوانات، واعتمادات مكتب مالية المحافظة، لم يصرف مستحقات مكتب الصحة، بالرغم من توجيهات المحافظ بالصرف”، وهو يعتبر ذلك “عرقلة وحجر عثرة” أمام إدارة مكتبه. “لا يدركون ما نعانيه”، يضيف.

يغيب الدعم الحكومي، ويغيب دور المنظمات أيضًا؛ هذا ما يقوله الحسامي، الذي يؤكد أنه “حتى الآن لم تُخصص موازنة تشغيلية لمركز العزل، ولم نستلم ريالًا واحدًا خلال فترة العزل في الموجة الثانية”.

بين الحين والآخر يودّع هذا المركز جنازة فأكثر، لمرضى أغلبهم من كبار السن، ناهيك عن الحالات التي تصل وقد فارقت الحياة. وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من مركز العزل، فإن عددًا غير قليل من الحالات وصلت إلى المركز بعد أن فارقت الحياة، وأخرى تصل في مرحلة متأخرة من الإصابة.

تقول الطبيبة فريال محمد: “بعض الحالات تصل إلينا وقد تُوفِّيت في الطريق أو في المنزل، وبعضها تصل وقد دخلت في أكثر من مُضاعفة، وهذه تُشكل عبئًا كبيرًا علينا. لا نستطيع التعامل مع مثل هذه الحالات، مما يشكل ضغطًا على الكادر الطبي والتمريضي، حيث تحتاج هذه الحالات إلى ثلاثة أضعاف الجهد الذي يتطلبه المريض الذي يأتي في مراحله الأولى”. وتؤكد إحصائية مركز العزل بأن نسبة 70% من الحالات التي وصلت إليه، كانت مُتوفاة بالفعل.

كما يحتاج مركز العزل في المستشفى إلى دعم متواصل بالأدوية الخاصة بالمصابين بفيروس كورونا، وبالمستلزمات الطبية الوقائية للأطباء والعاملين في المركز. وتتابع د.فريال: “نحن بحاجة إلى الأدوية الخاصة بالمصابين بشكل متواصل؛ لأنهم يدخلون في مضاعفات خطيرة أثناء فترة الحجر الصحي، كما يحتاج طاقم العمل من الأطباء والممرضين إلى مستلزمات وقائية؛ كيلا يصابوا بالعدوى”.

“كورونا مش موجود، يشتوا يطلبوا الله”. هكذا رد أحد الباعة المتجولين في سوق الخضار بتعز، عن سبب عدم التزامهم البقاء في المنزل، وعدم اتخاذهم الاحترازات اللازمة للوقاية من الإصابة بالوباء.

يضيف البائع المتجول- محمد قاسم، متسائلًا: “كيف نبقى في البيوت؟ هل نموت جوعًا؟” إذ يرى أن الالتزام بالاحترازات الوقائية والبقاء في البيوت دون عمل، هو موت محقق؛ الموت جوعًا، بخلاف الموت بكورونا والذي لن يصيبه -كما قال- إلا ما هو مكتوب له.

أسواق مُكتظة بالباعة، وعمال يعتمدون في حياتهم على الأجر اليومي

يعمل الكثير من العمال في بيع الخضروات والفواكه، في المطاعم والبوفيات، ولذلك لا يستطيعون البقاء في المنازل. هكذا هو حال الناس في تعز، وعندما يقفون بين خيارين لا ثالث لهما، يفضلون الموت بكورونا على الموت جوعًا، ولهذا تجد القليل منهم يلتزمون بوضع الكمامات.

وبالرغم من ارتفاع عدد المصابين بكورونا -حسب الإحصائية الأخيرة لمكتب الصحة في تعز- فإنه إلى ما قبل 24 ساعة وصلت إلى 535 حالة بينها 68 حالة وفاة، و49 حالة تماثلت للشفاء، إلا أن الكثير من أهالي تعز يستمرون في عدم التصديق بخطورة فيروس كورونا القاتل. عدم اكتراث المواطنين سيحوّل المدينة وأريافها إلى كارثة إنسانية، حيث ترتفع أعداد الإصابات والوفيات يومًا بعد آخر.

إلى جانب تدني الوعي الصحي لدى المواطنين وعدم التزامهم بطرق الوقاية، ثمة أمر آخر، هو العجز الرسمي وغياب الدور الحكومي في إغلاق الأسواق ومنع التجمعات وفرض الحظر، هذا ما سيجعل المدينة على فوهة بركان سينفجر مع قادم الأيام، إن لم يكن قد بدأ بالفعل.

لقاح كورونا.. والناس

بقدر تشكيك أهالي تعز بوجود وباء كورونا، هناك من يرفضون تعاطي اللقاحات المُضادة للفيروس، والتي وصلت الأربعاء 7 أبريل/ نيسان 2021، إلى مطار عدن، وعددها 360 ألف جُرعة. يقول المواطن ماجد مُسعد: “لقاحهم لهم، هذا مش علاج ولا يقضي على كورونا. أنا آكل كيوي وأشرب الكُركم، العلاج الطبيعي أفضل”.

هكذا يعتقد الناس في تعز بأن لقاح كورونا غير مُجدٍ، بل يعتبرونه أحد مُسببات الإصابة بالأمراض، خصوصًا بعد أن حذرت وكالة الأدوية الأوربية من أن للقاح صلة بحدوث جلطات دماغية ظهرت على قليل من المرضى الذين تلقوا اللقاح.

مدير مكتب الصحة بتعز راجح المليكي، يوضح بأن حصة تعز من لقاح كورونا سوف تصل خلال الأسبوعين القادمين (الأسبوع الثاني والثالث من أبريل/ نيسان 2021)، لافتًا إلى أنه تم تدريب أربعة مدربين في مدينة عدن على آلية التعامل مع اللقاح، وأن عملية تدريب أخرى سوف تتم لبقية الكوادر الطبية في مديريات محافظة تعز، وبعدها ستنفذ حملة اللقاح. كما يشير إلى أن المُستهدفين في هذه المرحلة باللقاحات هم فئة كبار السن، بالإضافة إلى القطاع الصحي، وأنه في حال وصلت بقية الجرعات من اللقاح، سوف تتسع رُقعة المُستهدفين- حسب تعبيره.

لكورونا في تعز ألف قصة وقصة تبدأ من التشكيك بوجوده وعدم الالتزام بوسائل الوقاية، مرورًا بإصابة الكثير من الناس بالفيروس، وصولًا إلى مسلسل طويل من المعاناة التي يمر بها كل مُصاب. أما نقص الأكسجين وانعدامه على غالبية المصابين، فذلك حدث الساعة، ناهيك عن المُستشفيات التي تغلق أبوابها أمام غالبية المصابين، لينتهي بهم المطاف جثثًا هامدة يتم تشيعها تباعًا إلى مقبرة السعيد (شمال المدينة)، والتي خُصصت للمتوفين بالفيروس.

  • ضيف الله الصوفي
  • رأفت الوافي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى