إنتهاء موسم المعارك في تعز.. ناشطون يتهمون “الإصلاح” بجني مليارات الريالات خلال المعركة الماضية!
حيروت – تعز
قبل أكثر من شهر من اليوم، أطلقت قوات هادي موجة تصعيد في جبهات غرب محافظة تعز، لتخفيف الضغط عن مدينة مأرب؛ إذ هاجمت قيادة المحور العسكري في المحافظة، مواقع الحوثيين في جبهات البيرين والكدحة والكويحة غرب تعز، كما فَتحت جبهات متعدّدة في مناطق الشقب والأحكوم في مديرية حيفان جنوب شرق المحافظة.
إلا أن تلك العمليات، التي شاركت فيها قوات من «الحشد الشعبي» سرعان ما تَوقّفت بعدما فشِل «الإصلاح» في تحقيق أيّ تقدُّم ذي أهمّية على الأرض، في مقابل تمكُّن قوات الحوثي، التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى المناطق التي كان لها وجود فيها، كالكدحة والبرح والأحكوم وصبر الموادم، من استعادة الكثير من المناطق التي سقطت تحت سيطرة قوات هادي و«الإصلاح» في مقبنة وحيفان والبرح وجبل حبشي، وإحباط المخطّط الذي استهدف توطيد نفوذ الحزب في مديريات ريف تعز الغربي، واستعادة جميع الطرقات الرابطة بين مدينتَي تعز وعدن، وذلك في أعقاب تمكُّن «الإصلاح» من فرض محور طور الباحة العسكري الذي يسعى إلى السيطرة على الطريق الساحلي الرابط بين غرب تعز ولحج، تمهيداً لتطويق عدن من الشرق.
معركة تعز التي دارت خلال الأسابيع الماضية في خمس جبهات، وكانت محلّ تشكيك من قِبل قوات طارق صالح، استطاعت قيادتها الحصول على دعم مالي كبير من الداخل والخارج، إلى جانب شحنات جديدة من الأسلحة، إلا أنها سرعان ما عمدت، أخيراً، إلى إيقاف التصعيد في مختلف الجبهات، من دون تحقيق انتصار ومن دون إعلان رسمي.
ويلفت الصحافي المقرّب من السفير السعودي في اليمن، جلال الشرعبي، إلى أن قيادة محور تعز التابعة لـ»الإصلاح» تمكّنت من استنفاد خمسة مليارات ريال يمني (قرابة 30 مليون ريال سعودي) حصلت عليها من قيادة «التحالف» في الرياض، من دون تحقيق أيّ هدف.
ويتّهم ناشطون موالون للتحالف السعودي – الإماراتي قيادة محور تعز باستثمار مخاوف السعودية من سقوط مدينة مأرب تحت سيطرة قوات الحوثي لتحقيق مكاسب خاصّة، مطالبين بإعادة تلك الأموال التي جُمعت من التجّار والمواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات هادي و«الإصلاح» في تعز.
ويشير الخبير العسكري العقيد مجيب شمسان، إلى أنه «باتت لحزب الإصلاح في تعز حسابات عسكرية كبيرة بعد حصوله على دعم قطري وتركي بالمال والسلاح، تمكّن من خلاله من إنشاء معسكر كبير في منطقة يفرس غرب مدينة تعز».
ويضيف شمسان أن «المعلومات الاستخبارية كانت تفيد بأن الحزب يُرتّب لمعركة استعادة السيطرة على مناطق واسعة غرب تعز، تُعتبر ظهيراً لباب المندب، من الميليشيات الموالية للإمارات»، مؤكداً أن «المعركة الأخيرة التي أدارها الإصلاح وفق مصالحه وأجندته أراد بها الحصول على المزيد من المكاسب المادّية، وتصفية خصومة في جبهات ريف تعز الغربي».
ويعيد مصدر محلّي، من جهته، فشل «الإصلاح» في المعارك الأخيرة إلى أن «الحزب انفرد في إدارة المعارك التي دارت في عدد من جبهات ريف تعز الغربي، وتعمّد إقصاء كلّ شركائه حتى لا يُنازعه أيّ طرف في المكاسب التي حصل عليها (من دعم مالي وإمدادات أسلحة) لتمرير مشروعه الخاص».
ويعرب المصدر عن اعتقاده بأن «قيادة محور تعز استثمرت مخاوف التحالف من سقوط مدينة مأرب، وخطورة الوضع العسكري في محيط المدينة، لتوطيد نفوذها في مناطق غربي تعز وفي طور الباحة في لحج»، موضحاً أن تلك القيادة «تمكّنت، خلال الأسابيع الماضية، من التخلُّص من عدد من القيادات العسكرية التي كانت تعارض توجُّهها، كقائد جبهة الصلو، العقيد أحمد القدسي، الذي استبدل به الإصلاح أحد قياداته، وهو ما أثار ردّ فعل غاضباً من قِبَل قادة جبهات صبر والحجرية المناوئين للإخوان، والذين اتّهموا الإصلاح بعرقلة سير المعارك والانقلاب على القيادات العسكرية للواء 35 مدرع».
كما اتّهم هؤلاء الرئيس عبد ربه منصور هادي بـ»التخلّي عن مسؤوليّته كرئيس دولة، ومنْح الإصلاح الضوء الأخضر لمحاربتهم كسلطة أمر واقع».