رمضان في صنعاء.. طقوس تأبى النسيان
حيروت
تتهيأ أم عبدالملك الذريري، مع طفلها عبدالملك ذي الـ12 ربيعًا، بطقوس جمالية يصنعها عبدالملك برفقة أقرانه في الحي، كل عام عند مجيء رمضان، إذ يدعوهم لصنع الفوانيس الورقية كي يزينوا بها الحارة ومداخل المنازل، كما يقوم الأطفال بوضع عبارات عن رمضان، في مدخل حارتهم.
وتقول أم عبدالملك: “ابني متحمس دائمًا لقدوم رمضان، وينتظره بفارغ الصبر، لكي يجتمع مع أصحابه لصناعة الفوانيس، ودائمًا يحب أن يخترع ألوانًا وأشكالًا جديدة، ويتعلم في كل سنة شيئًا جديدًا، وهذا يجعلني أشعر بشيء جميل أن الأطفال يعيشون ويتعلمون أن رمضان غير كل الشهور”.
باب اليمن ومشتريات رمضان
مرورًا بممرات صنعاء القديمة، هناك حيث يمكث باب اليمن، الباب المكتظ بالكثير من الحكايات والطقوس، على مدخل باب اليمن الكبير يستقبلك العديد من بائعي السواك (الأراك).
محمد؛الذي يحمل بين يديه مجموعة من أعواد السواك، وبعد سؤاله عن مجيء الناس إليه لشراء السواك في رمضان، يقول: “الحمد لله في رمضان شهر الخير الكثير، يأتي الكثير من الناس لشراء المسواك، وربك ما يفلت أحد”.
وعند ممرات باب اليمن المزدحمة بالناس (المتسوقين)، أشياء ممتدة معروضة للبيع من (ملبوسات، أدوات، أوانٍ، مقتنيات تراثية من فضة، أزياء، مأكولات، أقمشة، عربات مليئة بأدوات الخياطة، إكسسوارات…)
على ركن من أركان باب اليمن يجلس محمد حميد في محله الصغير الذي يبيع من خلاله التمر، ويقول عن استقبال رمضان وطقوسه: “الإقبال في رمضان للناس ومجيئهم للشراء يكون أفضل بكثير من الأيام والأشهر العادية، التمر سُنة، وما فطور إلا بتمر، الناس يزداد إقبالهم لشراء التمر مني في رمضان، بنسبة 80% عن بقية الأيام”. وينهي حميد حديثه بالقول: “التمر صحة طول أيام السنة، لكنه في رمضان موسم، ويزداد الطلب والشراء فيه”.
وعلى ركن في الطريق مليء بالكتب الدينية (المصاحف)، يجلس محمد المعافى في مكتبة “أبو العز”، وفي الرصيف الذي تتوزع فيه أشكال عديدة من مجالس (كراسي) المصاحف الخشبية المزخرفة، يرد المعافى بشأن موسم رمضان وإقبال الناس لركنه، بقوله: “في هذه السنة الناس كثيرًا ما يأتون لشراء المصاحف، ويهدونها للجوامع والمساجد، وكذلك الإقبال والشراء للمجالس أو الكراسي الخاصة بالمصاحف كبير جدًا، ولأنه موسم خير وقرآن فالناس يعملون خيرًا كثيرًا في هذا الشهر الفضيل، والحمد لله”.
وفي زاوية مليئة بالزبيب واللوز والحلوى المتعددة، يقف البائع وسيم الذي يكرم المارين بمنحهم حلوى رمضان (شوكولاتة صغيرة)، يقول: “خير الله كثير، وفي رمضان يكون الشراء مضاعفًا، ومعظم الناس يشترون بكميات كبيرة في رمضان”.
طقوس صنعانية في رمضان
سمر محمد تقول: “تجلب أمي الحبوب من القرية، وتعمل على طحنها لاستخدامها في “الجشوش” (للشوربة)، وكذلك أنواع كثيرة من الذرة والبر لصناعة اللحوح والخبز في رمضان، كون وجبة الشفوت تعتبر وجبة أساسية في رمضان، بالإضافة إلى صنع السنبوسة والباجيا، وكذلك “المعصوبة”، وهي وجبة أساسية لمعظم أهالي صنعاء في رمضان، وتتكون من التمر والخبز، وكذلك الحلا الذي تختتم به معظم العائلات وجباتها الرمضانية، يعتبر من الأشياء الأساسية في رمضان”.