الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

الرياض تناور في مأرب.. مبادرة سويدية جديدة بنكهة سعودية!

حيروت

بعد فشل مفاوضات مسقط الأخيرة بين الحوثيين والجانبين الأميركي والأممي، والتي استحوذ الوضع في محيط مدينة مأرب على حيّز كبير منها، تَحرّكت أكثر من وساطة دولية ومحلّية، في محاولة أخيرة لمنع سقوط المدينة ومعها حقول النفط والغاز بأيدي قوات الحوثي.

يأتي ذلك فيما يستعدّ الطرفان، على ما يبدو، لمعركة حاسمة في الأيام المقبلة، يحشد كلّ منهما إمكاناته لها، في ظلّ نجاح خطّة الحوثيين القائمة على القضم التدريجي لأهمّ المعاقل الجبلية قبل الوصول إلى مركز المحافظة. وهو نجاح جعل السعودية تستشعر خطورة الموقف العسكري، ولا سيما مع تداعي خطوط دفاع قوات هادي المحيطة بالمدينة، ولذا عمدت إلى تنفيذ عملية لوجستية مزدوجة تَمثّلت، من جهة، في سحب مدرّعات وآليات عسكرية وتكنولوجية خشية غنمها من قِبَل قوات الحوثي؛ ومن جهة أخرى؛ في تعزيز الجبهات بأسلحة مختلفة لا يُشكّل غنمها حرجاً كبيراً للرياض.

وعلى إثر ذلك، وصل المبعوث السويدي إلى اليمن، بيتر سيمنبي، عصر أول من أمس، إلى مدينة مأرب، حاملاً مبادرة جديدة، وتستهدف خطة سيمنبي، الذي استبق زيارته هذه بإجراء مقابلة صحافية تَحدّث فيها عن إمكانية تطبيق اتفاق مشابه لـ»اتفاق الحديدة» (الذي وُقّع في بلاده في أواخر عام 2018) في مأرب، إلى وقف إطلاق النار في كلّ جبهات المحافظة لـ»أغراض إنسانية»، على أن يلي ذلك إبرام تفاهمات مماثلة لـ»تفاهمات استوكهولم»، مكوَّنة من بنود إنسانية وأخرى اقتصادية وعسكرية. وكان المبعوث السويدي قد ناقَش تلك المقترحات مع وفد الحوثي في سلطنة عُمان الأسبوع الماضي، غير أن معلومات خاصة تشير إلى تحفُّظ وفد الحوثي على بعض النقاط، وخصوصاً أن الرجل لم يستطع تقديم ضمانات بإنجاح أيّ من بنودها.

مع ذلك، جدَّدت جماعة الحوثي، على لسان عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، ترحيبها بأيّ مسعى دبلوماسي لإحلال السلام ورفع معاناة الشعب اليمني، مؤكدةً تلقِّيها نسخةً من المقترحات السويدية، وأنها تعكف على دراستها.
وفي الإطار نفسه، أشار مصدر سياسي مقرَّب من الحوثيين، إلى أن «صنعاء لم ترفض أيّ مبادرات أو مقترحات مسبقاً، وهي ترحِّب بكلّ مساعي السلام، وتُخضِع أيّ رؤى أو مقترحات للحلّ السلمي، للنقاش، وتُقدِّم ملاحظاتها في شأنها». ولفت المصدر إلى أن «المساعي السويدية تهدف إلى نَسخ تجربة وقف إطلاق النار الهشّ في الحديدة»، مُذكّراً بأن «اتفاق الحديدة تضمَّن جوانب إنسانية وأخرى عسكرية وأمنية واقتصادية، ولم يُنفَّذ من تلك البنود سوى وقف إطلاق النار»، فيما «الكثير من اتفاق ستوكهولم لا ينطبق على مأرب».

على أيّ حال، تشي المؤشّرات الأوّلية بأن مبادرة المبعوث السويدي سيكون مصيرها الفشل، إذ إن العرادة تحدّث، خلال لقائه سيمنبي، عن قدرة قوّات هادي على المواجهة.

ووفقاً لمصادر سياسية مطّلعة، فإن مقترحات سيمنبي تنصّ على وقف فوري لإطلاق النار في مختلف جبهات محيط مدينة مأرب، يليه توسيع نطاق مهمات اللجنة الأممية لوقف إطلاق النار لتشمل حزام مأرب. وضمان إيصال المساعدات إلى كلّ مخيمات النازحين، وفتْح الطريق العام الرابط بين العاصمة صنعاء ومدينة مأرب بطول 17 كيلومتراً لتسهيل مرور المواطنين، وإعادة ربط كهرباء مأرب الغازية التي تغذِّي العاصمة وعدداً من المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي بـ 360 ميغاوات من الطاقة، واستكمال المرحلة الثانية من مشروع «غازية مأرب» الذي سيمدّ اليمن بأكثر من 400 ميغاوات من الكهرباء، وتوريد إيرادات نفط وغاز منشأة صافر النفطية إلى حساب خاص في فرع المصرف المركزي في المدينة، وتخصيصها لحساب رواتب موظفي الدولة وفق كشوفات عام 2014، وضمان تدفّق المشتقات النفطية من مأرب إلى المحافظات كافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى