حكاية يومية مؤلمة ترويها مخلفات الحرب لليمنيين.. بعنوان: “القاتل الخفي” “تقرير”
حيروت
أعلنت الأمم المتحدة، مقتل 348 شخصًا جراء انفجار الألغام في اليمن، خلال العام 2020.
وقال بيان مشترك لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام، إن التلوث بالألغام والذخائر غير المنفجرة المتناثرة في جميع أنحاء اليمن، يعد خطرًا كبيرًا للوفاة والإصابة للمدنيين.
وأضاف البيان الذي حصل “حيروت الإخباري” على نسخة منه، أن المركز اليمني التنفيذي لمكافحة الألغام قام بمسح وتطهير أكثر من 3.1 مليون متر مربع من الأراضي، وإزالة أكثر من 64 ألفًا من المتفجرات من مخلفات الحرب في 17 محافظة.
ووفق البيان، فإن ذلك العمل أتاح لأكثر من 177 ألف يمني السلامة والأمن في الزراعة والتمتع بقدر أكبر من التنقل للوصول إلى الخدمات الأساسية والعمل والترفيه والتعليم.
ولفت البرنامج إلى أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة تعتبر شريكًا رئيسيًا في العمل على الحد من خطر الذخائر غير المنفجرة في محافظة الحديدة.
ونقل البيان عن الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن أوكي لوتسما، قوله إن “التعاون الجاري بين البرنامج الإنمائي والبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، أسهم في استعادة الآلاف من سبل العيش”.
وأضاف لوتسما أن ذلك التعاون أسهم أيضًا في تعزيز القدرات المحلية في إزالة الألغام، بما في ذلك منح شهادة لأول امرأة في اليمن في نزع الألغام، وتمثيل اليمن بتنفيذ الالتزامات والاتفاقات الرئيسية المتعلقة بالألغام.
بدورها، قالت نائبة رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة، دانييلا كروسلاك، إنه لا يوجد مكان تتجلى فيه الصلة بين تهديد الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والقطاع التجاري والإنساني، أكثر من حقول الألغام التي توجد في محافظة الحديدة.
وجددت كروسلاك التزام الأمم المتحدة بدعم خبراء إزالة الألغام في اليمن لخلق مسارات آمنة لتسليم البضائع التجارية الأساسية والمساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين.
من جانبه، أكد مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، في حكومة الحوثيين، العميد علي صفرة، أنّ “غارات العدوان التي أُسقطت في مناطق متفرقة باليمن، مثلّت زروعاً لمعاناة دائمة، وما تزال تحصد أطراف اليمنيين وتعتبر موتاً يتربص بعشرات الأطفال والنساء”.
صفرة أشار في بيان له، إلى أنّه “بحسب إحصائيّات مركز الأطراف التابع لوزارة الصحة، فإن عدد الضحايا من المسجلين بالمركز بلغ 6 آلاف مدني حتى منتصف عام 2019، ناهيك عن الآلاف ممن لم يسجلوا بالمركز”.
وقال: “نشعر بحجم الكارثة الإنسانيّة التي تشهدها اليمن لأننا في الميدان الملوث بمخلفات العدوان”، مبرزاً أنّ “هناك حرمان للمجتمعات المتأثرة بالألغام والقنابل العنقوديّة في عدم قدرتهم على العودة إلى مناطقهم رغم أنها أصبحت آمنة”.
وأوضح أنّه “عندما نتحدث عن كارثة فليس ذلك وهماً، ولدينا إحصائيات بـ2500 غارة بقنابل عنقوديّة دون الأسلحة التكتيكيّة”.
وفي تفاصيل الأرقام، تحدث مدير المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام، عن أنّ إجمالي عدد المتضررين من القنابل العنقوديّة 3709، منهم 962 شهيداً وقرابة 100 طفل فيما بلغ عدد الجرحى 3700.
وأكد أنّ “هناك قرابة 15 نوعاً من القنابل العنقوديّة التي استهدفت بها اليمن والتي لم يتمّ التعرف عليها وعلى الدول المصنعة لها”، مشيراً إلى أنّ “مديرية القرشية لوحدها ومن بداية العام 2021 سجلت حوالى 90 ضحية ونفوق 50 رأساً من المواشي”.
وتابع: “خلال مسحنا الميداني لـ3 مديريات بمحافظة الجوف، تمّ تسجيل 50 ألف مزرعة متضررة من مخلفات العدوان والقنابل العنقودية”، كما “بلغت المساحة المتأثرة في مديرية المتون بمحافظة الجوف 5 آلاف هكتار زراعي، كانت تعيل وكانت مصدراً لمعيشة 4 آلاف أسرة بالمديريّة”.
وأشار إلى مواجهة صعوبات في الحصول على الأجهزة الكاشفة والمستلزمات الميدانيّة “كون التنمية والقطاعات الأخرى لا يمكنها العمل، ما لم يتمّ رفع وتطهير المناطق من المخلفات والقنابل العنقوديّة”.
وختم قوله بأن “المعاناة كبيرة والكارثة الإنسانيّة لا توصف على مستوى مدن ومزارع وآبار مياه وطرقات وأحياء سكنيّة ملوثة بمخلفات العدوان”، مناشداً منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانيّة ديفيد غريسلي والمنظمات الدوليّة بـ”توفير احتياجاتنا ليتمكن مركزنا من إنقاذ أرواح اليمنيين كون دول تحالف العدوان تمنع دخولها”.
وتُقدر منظمات حقوقية ضحايا الألغام في اليمن بأكثر من 8 آلاف ضحية، معظمهم من النساء والأطفال.