الأخبارتقارير وتحليلاتمحليات

ريمة تتعرّض لفيروس غامض.. وأطباء يؤكدون: هذا ليس “كورونا”

حيروت – متابعات

أثار فيروس غامض، بمنطقة في محافظة ريمة، الرعبَ في أوساط سكان مديرية الجعفرية بعد تفشي الفيروس في مدرسة الشعب في عزلة بني واقد بالمديرية.

وأطلق مدير المدرسة حيدر عبدالله إسماعيل، نداء استغاثة إلى الجهات المختصة حول تفشي فيروس غريب في أوساط طلاب المدرسة، ومن خلالهم تم انتشاره وبصورة سريعة في أغلب منازل المنطقة، وهو ما يطلب سرعة تدخل الجهات المعنية.

وجاء في مذكرة الاستغاثة التي أطلقها مدير المدرسة، أن وباء قد انتشر في مدرسة الشعب بني واقد، واستهدف بشكل رئيسي طلاب الصفوف الثلاثة الأولى؛ الأمر الذي أدى إلى انتشاره في المنازل عن طريق الطلاب، بحسب ما نقلت “خيوط”..

وشرح مدير المدرسة حيدر إسماعيل، في المذكرة التي وجهها، أعراض هذا المرض المتفشي، وهي عبارة عن حمى شديدة جدًّا غير معهودة، يصاحبها ألم مع انتفاخ البلعوم في بعض الحالات، إضافة إلى “بصاق” مصحوب بالدم.

الناشط الحقوقي منصور أبو الفضل، يؤكد أن الفيروس المنتشر مؤخرًا في هذه المنطقة لم يسبق أن شهدته، إذ تسبب في نشر الذعر في أوساط الجميع، خصوصًا الطلاب الذين انقطعوا عن التعليم، نتيجة لإصابة نسبة كبيرة منهم بهذا الفيروس المتفشي.

وأوضح أبو الفضل، أن مدير المدرسة يتعرض حالياً للمضايقات من قبل أمن ريمة ومكتب التربية بسبب ما أسموه إثارة الذعر، منتقداً ما تتعرض له منظمات المجتمع المدني العاملة داخل المحافظة من إجراءات ومضايقات وتطفيش ممنهج.

بهذا الخصوص يستبعد الدكتور أيمن القاضي، أن تكون الأعراض المذكورة في الفيروس المنتشر مرتبطة بوباء كورونا.
وأوضح الدكتور القاضي أن هذه أعراض فيروس بكتيري “حمى الدفتيريا” أو “الخناق”، والذي يعد شديد العدوى عن طريق الملامسة والعطاس، ويحتاج -وفق الدكتور أيمن- إلى لقاح خاص بهذه البكتيريا المُعدية.

بحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الدفتيريا عدوى تسببها بكتيريا الخُنَّاق الوتدية. وعادةً ما تبدأ علامات الدفتيريا وأعراضها بعد يومين إلى خمسة أيام، من التعرّض للبكتيريا المسببة لها، وتتراوح حدتهما بين خفيفة ووخيمة. وغالبًا ما تظهر الأعراض تدريجيًّا وتبدأ بالتهاب في الحلق وحمى.

في الحالات الوخيمة، تُنتج هذه البكتيريا سُمًّا (ذِيفانًا) يُحدث لَطْخة سميكة رمادية أو بيضاء اللون في مؤخرة الحلق. ويمكن لهذه اللطخة أن تسدّ مجرى الهواء فيصعب التنفس أو البلع، كما يمكن أن تسبب سُعالًا نُباحيًّا. وقد يتورّم العُنق لأسباب منها تضخّم العقد اللمفية.

وقد يصل السم أيضًا إلى مجرى الدم، فيسبب مضاعفات، قد تشمل التهاب عضلة القلب وتلفها، والتهاب الأعصاب، وحدوث مشاكل كُلويّة، ومشاكل نزفية؛ نظرًا لانخفاض عدد الصفائح الدموية. وقد يسبب تلف عضلات القلب اضطراب ضرباته، بينما قد يؤدي التهاب الأعصاب إلى الإصابة بالشلل.

يسهل انتشار الدفتيريا بين الأشخاص بالملامسة المباشرة أو استنشاق الرذاذ المتطاير من الشخص المصاب، كالناجم عن السُّعال أو العطس. كما يمكن أن تنتشر العدوى بملامسة الملابس أو الأشياء الملوثة بالبكتيريا.

يعتمد التشخيص السريري للدفتيريا عادةً على وجود غشاء مائل إلى اللون الرمادي يغطي الحلق. ومع أنه يوصى بتحرّي الحالات المشتبه فيها مختبريًّا لتأكيد وقوع الإصابة، إلا أنه ينبغي البدء فورًا في علاجها.

وتقول “منظمة الصحة العالمية” إن عدوى الدفتيريا تعالج بإعطاء المريض مضادًّا “لذيفان” الدفتيريا عن طريق الوريد أو بحُقنة عضلية. ويُعطى أيضًا مضادات حيوية للقضاء على البكتيريا وإنتاجها “للذيفان” ومنع سريان العدوى إلى الغير.

وتوصي بضرورة تمنيع جميع الأطفال ضد الدفتيريا. ويشكل تلقّي الطفل خلال مرحلة الرضاعة سلسلة تطعيم أولية مؤلفة من ثلاث جرعات من لقاح الدفتيريا الأساس لبناء مناعة لديه من الدفتيريا مدى الحياة. وينبغي كذلك أن تضمن برامج التمنيع إعطاء الأطفال والمراهقين ثلاث جرعات معزِّزة من لقاح الدفتيريا المحتوي على الذوفان (التوكسيد).

كما ينبغي للأشخاص غير المطعَّمين ضد الدفتيريا أو المطعَّمين ضدها جزئيًّا، أن يتلقوا، في أي سن، الجرعة اللازمة من اللقاح لاستكمال تطعيمهم.

ويعكس اندلاع فاشيات الدفتيريا مؤخرًا في عدة بلدان عدم كفاية التغطية بالتطعيم ضدها، ويُدلل على أهمية الحفاظ على مستويات مرتفعة من هذه التغطية في برامج تمنيع الأطفال. ويكون الأشخاص غير المُمنَّعين ضد الدفتيريا عرضة للإصابة بها، بصرف النظر عن مكان وجودهم. وتُقدّر نسبة أطفال العالم الذين يتلقون، وهم رُضّع، الجرعات الثلاث الموصى بها من اللقاح المحتوي على الدفتيريا بنحو 86%، بينما يُترك 14% من الأطفال في العالم من دون هذه التغطية اللقاحية أو يحصلون على جزء منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى