حيروت – متابعات :
باع أحمد فارع العاطل عن العمل كل شيء حتى ذهب زوجته من أجل إطعام ابنتيهما والسكن في غرفة واحدة صغيرة.
وفي منطقة أخرى من العاصمة اليمنية صنعاء، وجدت الأرملة منى محمد عملا لكنها تجد صعوبة في شراء أي طعام مغذ أكثر من الأرز لإطعام أطفالها الأربعة وسط ارتفاع الأسعار.
وفي مستشفى قريب، يتلقى أطفال يعانون من سوء تغذية حاد مشروبات مغذية تنقذ حياتهم.
واستنفد اليمنيون في جميع أرجاء البلاد قدراتهم على التكيف ويعاني الأطفال من الجوع وسط أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.
وتأمل الأمم المتحدة اليوم الاثنين في جمع 3.85 مليار دولار في مؤتمر افتراضي للمانحين لتجنب ما وصفها مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة بأنها ستكون مجاعة ضخمة “من صنع الإنسان” والأسوأ على مستوى العالم منذ عقود.
وقالت منى محمد “أكيد أتمنى أن الحرب تتوقف ونرجع مثل ما كنا من أول وأحسن وترجع الأسعار هابطة أسعار كويسة نعرف نشتري اللي نحلم به نعرف ناكل أولادنا يعني حاجات كثيرة كثيرة نتمنى كل شيء”.
وكان اليمن بلد فقير يعاني أطفاله من سوء التغذية حتى من قبل أن تعطل الحرب، الدائرة منذ ستة سنوات، الواردات وتفاقم التضخم وتدفع السكان للنزوح وتدمر الخدمات الحكومية وتقضي على مصادر الدخل.
وأضرت جائحة كوفيد-19 بتحويلات العاملين في الخارج التي تعتمد عليها العديد من الأسر في عيشها.
قسوة تفوق التصور
ويقول فارع الذي يدور بعربته اليدوية يوزع الماء من خزان بالمنطقة مجانا على الفقراء “عندما وقعت الحرب ووقع الحصار والعمل توقف” لم يعد يستطيع شراء أي شيء.
وقال “أنا بلا عمل من الصباح الى الظهر واتغدى الظهر وخلاص، غداء الظهر يكفي يغطي الوجبات كامل”.
وقال إن عمله في قطاع البناء توقف بعد الأزمة السياسية التي أعقبت انتفاضة عام 2011 وعمل بعد ذلك في بيع الخضروات والفواكه لكن ارتفاع الأسعار بعد اندلاع الحرب في أواخر 2014 جعل هذا العمل غير مربح.
ومع ارتفاع الحاجة في العام الماضي، تقلص تمويل المساعدات مما دفع الأمم المتحدة وغيرها من منظمات الإغاثة لتقليص أو إغلاق برامجها المختلفة للمساعدة.
ولم تعلن المجاعة رسميا في اليمن قط لكن الأمم المتحدة قالت إن جيوبا تشهد أوضاعا تشبه المجاعة ظهرت لأول مرة في العامين الماضيين.
وفي 2018 و2019 تمكنت الأمم المتحدة من تجنب المجاعة عن طريق برامج مساعدات جيدة التمويل. لكن في 2020 لم تتلق المنظمة سوى ما يزيد قليلا على نصف مبلغ 3.4 مليار دولار المطلوب.
وقال يان إيجلاند رئيس المجلس النرويجي للاجئين خلال زيارة لليمن “ما يحدث لسكان اليمن قسوة تفوق التصور. منظمات الإغاثة ينقصها التمويل بشكل كارثي. وأطراف الحرب الدائرة متخصصون في انتاج المعاناة وسلاحهم المفضل هو التجويع”.
وهناك مسعى جديد من الأمم المتحدة والولايات المتحدة للتفاوض على إنهاء الحرب، التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها حربا بالوكالة بين إيران والسعودية.
وقال الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن إن اليمن يحظى بالأولوية وأعلن وقف الدعم الأمريكي للحملة العسكرية التي تقودها السعودية هناك.