بعد كوفل: قوات الحوثي في الزور متجهةً نحو الطلعة الحمراء وسد مأرب… وسياسي “إصلاحي” يطالب بشنق المقدشي وبن عزيز
حيروت – خاص
تدور منذ أكثر من أسبوع معارك شرسة بين قوات حكومة الشرعية وجماعة الحوثي في محافظة مأرب، لكن الهجوم العنيف الذي تشنّه قوات الحوثيين، والدفاع المتراجع لقوات هادي، مكّن قوات الحوثي خلال هذه المدة القصيرة من فرض سيطرتها على العديد من المواقع العسكرية والإستراتيجية، مقابل انسحاب وانحسار قوات هادي وحزب “الإصلاح”.
وتتحدث المصادر، أن “مقاتلي الحوثي نفذوا عمليات التفافية عبر جبال الملح وعصيدة ووادي ذنة، من ميسرة الميسرة لجبهة صرواح، وسلكوا طرقات تمر ما بين صرواح وبني ضبيان ومراد، خرجوا منها إلى أعالي وادي ذنة”.
وحصل حيروت الإخباري على معلومات ميدانية حصرية تفيد بأن “الحوثيين شنّو من أعالي وادي ذنة عملية التفاف أخرى، استطاعوا من خلالها إسقاط جميع مواقع الجيش في عصيدة ووادي ذنة، ومن ثم تقدموا وسيطروا على جبل الملح المطل على معسكر كوفل، وتواصلت المعارك حتى أحكموا سيطرتهم على معسكر كوفل وتأمينه بالسيطرة على مسافة تقدر بكيلو واحد باتجاه مدينة مأرب، ويحاولون التقدم إلى ما بعد ذلك، بعد أن قطعوا جميع خطوط إمداد جبهة صرواح المتقدمة”.
وتفيد المعلومات الخاصة التي حصل عليها حيروت الإخباري، أنه “مع سقوط معسكر كوفل سقطت جميع المواقع المتقدمة في المنطقة، واستطاع الحوثيون تحقيق تقدمات ميدانية بمسافة تقدر بأكثر من 15عشر كيلو متر”.
وذكرت مصادر محلية أن “جماعة الحوثي تستخدم أسلحة فتاكة وصواريخ حرارية، تطلقها بغزارة على مواقع وتحركات قوات الشرعية”، موضحةً أن “ما بعد منطقة الزور التي سقطت يوم أمس بيد الحوثيين، تعتبر أرض مفتوحة يسهل تقدم الحوثيين فيها نحو مأرب، ويقلل من فرص الدفاع والتحصينات لقوات هادي”.
وفي سياق متصل، قُتل قائد لواء تابع لقوات الشرعية في معارك مع قوات الحوثيين في جبهة صرواح غرب مدينة مأرب.
وقال مصدر عسكري، إن “العميد محمد العسودي، قائد اللواء 203 مشاة ميكا، قتل مع مرافقيه في المعارك مع الحوثيين في صرواح”.
وأضاف المصدر لـ”حيروت الإخباري”، إن “خلافات قوات الشرعية وقوات حزب الإصلاح طفت على السطح، بسبب ممارسة حزب الإصلاح للوصاية الكاملة على مجريات العمليات العسكرية في مختلف الجبهات بالمحافظة، والتحكم بقرار إدارتها، من خلال خلية واسعة من القادة المسيطرين على مفاصل الإدارات والدوائر الحيوية في وزارة الدفاع والوحدات التابعة لها”.
ومن بين الأمثلة على أن حزب الإصلاح يفرض وصايته على قوات الشرعية، يقول المصدر العسكري إن “الإصلاح في مأرب عمل على تكليف ناصر علي عبدالله صالح الذيباني، المشهور بأبو منير، مع استمرار محاولتهم الضغط على الرئيس هادي، بإصدار قرار له، لكنه رفض ذلك، فلجأت قيادة حزب الإصلاح إلى علي محسن الأحمر، الذي أصدر قرار بتكليف منصور ثوابة لقيادة المنطقة دون قرار جمهوري”.
وانعكس الخلاف بين حزب الإصلاح وقوات هادي في مأرب على التغريدات الصادرة عن ناشطي حزب الإصلاح، حيث قال الشاعر والناشط السياسي عامر السعيدي المحسوب على الإصلاح، إن “وحدة عسكرية صغيرة وشجاعة، تقوم بشنق المقدشي وصغير بن عزيز وتسحبهم مثل الكلاب النافقة”، معتبراً “لا يمكن لقائد تجري الهزيمة في دمه أن ينتصر على عصابة مارقة حتى لو امتلك أعتى جيوش الأرض”.
وأعترف السعيدي بالهزيمة في مأرب، بقوله: “لم يهزمنا العدو بقوته ولا بعبقريته، لقد هزمتنا هذه القيادة الجبانة واللئيمة والعاجزة”. مطالباً بأن “تذهب كل هذه الخيبات إلى الجحيم بهزائمها ومناطقيتها وشرفها العسكري المطعون”.
ورأى السعيدي أنه “لمن العار أن نسكت على هؤلاء الجبناء الذين يزخر تاريخهم بالهزائم والانكسارات”.
ويحتدم الصراع في محافظة مأرب، تمهيداً لأي مباحثات مرتقبة بين الأطراف اليمنية، خاصة وأن إدارة الرئيس بايدن تدفع بقوة باتجاه الحل السياسي في اليمن، يؤيدها في ذلك الإتحاد الأوروبي، والعديد من القوى الدولية الفاعلة..