عودة حرب «شقرة» بين الشرعية والإنتقالي من حدود طورالباحة بالصبيحة «تقرير »
حيروت / خاص
لا تنتهي التوترات العسكرية في جبهة شقرة بمحافظة أبين بين الشرعية والمجلس الإنتقالي بإشراف اللجنة السعودية، إلا وتعود بشكل متسارع، سيّما في حدود مديرية طورالباحة عاصمة الصبيحة بمحافظة لحج الواقعة على الحدود مع محافظة تعز وبخطوط تماس مدينة التربة التي تبعد عن مدينة عدن مايقاربـ 100 كيلو.
وبدأت التوترات عند إستشعار قوات المجلس الإنتقالي خطر تدشين محور طورالباحة العسكري بقيادة العميد أبوبكر الجبولي الموالي لحزب الإصلاح وعلي محسن الأحمر، والمدعوم مالياً من قبل مدير مكتب الرئيس هادي، الدكتور عبدالله العليمي، بحسب مصادر عسكرية لـ”حيروت الاخباري”، حيث سبق للجبولي، بحسب نفس المصادر، إرسال مقاتلين الى جبهة الشيخ سالم في محافظة أبين وإلى محافظة مأرب بتوجيهات من علي محسن الأحمر.
واستعرض الجبولي عند تدشين محور طورالباحة العسكري قوات أمنية ضخمة وعتاد عسكري وكتائب قناصة تحمل أسلحة حديثة، وأسلحة طويلة المدى منها سلاح عيار “23”، الأمر الذي دفع قوات الإنتقالي إلى الإنتشار بالقرب من موقع المحور. وتبعاً لذلك ظهرت أصوات جنوبية تحذر من خطورة تواجد محور عسكري موالٍ لحزب الإصلاح وحكومة هادي على حدود الصبيحة، كما أصدرت مكونات سياسية وقبلية بيانات تندد بذلك وتطالب برفع المحور من موقعه الحدودي، فيما كشفت قيادات عسكرية تتبع المجلس الإنتقالي لـ”حيروت الاخباري” معلومات خطيرة تفيد بأن “أفراد القناصة الذين ظهروا في حفل التدشين هم عناصر ينتمون لتنظيم القاعدة”.
وفي حفل التدشين، برر قائد محور طور الباحة أن “أختيار الموقع جاء بهدف مواجهة الحوثين”.
من جهته، سارع الحزام الأمني في الصبيحة إلى حشد قواتة بالقرب من موقع محور طورالباحة، وأصدر بلاغ صحفي حصل حيروت الاخباري على نسخة منه، جاء فيه: “تابع الحزام الأمني محور الصبيحة هذا اليوم الدعوات الموجهة من قائد اللواء الرابع مشاه جبلي في محور طورالباحة بقيادة أبو بكر الجبولي، دعوات تقود إلى الفتنة والإقتتال واغراق مناطق الصبيحة بالدما”.
كما طالب الحزام الأمني في بلاغه، محافظ محافظة لحج اللواء أحمد عبدالله تركي، وقائد اللواء الثاني عمالقة حمدي شكري، إلى “وضع حد لهذا المسلسل العبثي الذي يستهدف النسيج الاجتماعي للصبيحة، والداعي إلى الفتنة والاقتتال فيما بين ابناء الصبيحة”، متوعداً بـ”الردع في حال عدم الإستجابة”.
وأشار البلاغ إلى أن “نزول تلك القوات المنتمي أفرادها إلى مناطق شمالية، جاء بهدف تثبيت أقدمها في أرض طورالباحة”، مشدداً على أنه “لن يتم القبول بها، حيث كان الأجدر بها أن تذهب إلى ميادين القتال لمواجهة المليشيات الحوثية”.
وذكرت مصادر محلية لـ”حيروت الاخباري” تداعي “قبائل في مناطق الصبيحة ممثلة بمشائخ قبيلة الحميدة والمرادكة والحزيين والبشبش والعطيره والزنقره والخليفه والقتيله والعطرش، لتدارس ما اعتبرته حشد الاخوان وإستعراضهم العسكري، وكذا مناقشه الاستحداثات وشق الطرقات لغرض جعل أراضي الصبيحة منطقة عبور وميدان حرب بدعم من دول خارجية لها أجنداتها”.
من جانبه، أصدر محور تعز العسكري التابع لقوات هادي، بيان صحفي، حصل حيروت الاخباري على نسخة منه، جاء فيه أن “قيادة محور تعز أبلغت قيادة التحالف العربي عن تمرد قائد اللواء الرابع مشاه جبلي ابوبكر الجبولي، الذي رفض الإنصياع لأوامر المحور وقام بتشكيل ألوية عسكرية خارج نطاق الشرعية، تتلقى توجيهاتها مباشرة من القائد الاخواني حمود المخلافي” .
وأكدت المصادر العسكرية في محور تعز ل”حيروت الاخباري” أن “الجبولي أصبح يتلقى تعليماته من المخلافي، آخرها القيام بعملية تحشيد قوات باتجاه الصبيحة واستحداث المعسكرات والمواقع العسكرية المطلة على الصبيحة في طور الباحة”.
وتوحي هذه التحركات من قبل طرفي الأزمة ببداية إندلاع حرب وشيكة مسرحها مناطق الصبيحة، بحسب ما أفاد متابعين لـ”حيروت”، وهو ما دفع أحمدعبدالله المجيدي محافظ لحج الأسبق، إلى اطلاق تحذيرات ممّا اعتبره مغبة فتنة في مناطق الصبيحة.
وحمّل المجيدي في بيان، المجلس الانتقالي بمحافظة لحج “مسئولية إثارة الفتنة بين أبناء الصبيحة”، محذراً “من مغبة الإنجرار فيها”.
كما حمّل المجيدي قيادات السلطات المحليه بالمحافظة، ممثلة بمحافظ المحافظة اللواء احمد عبدالله التركي، والسلطات المحلية بمديريات الصبيحه طورالباحة والمضاربة ورأس العارة وكرش، ما أعتبره المسؤولية التاريخيه في وقف أي تداعيات أو إثارة فتن تزج بابناء الصبيحه في اتون صراع واقتتالات فيما بينهم.
هذا وماتزال الأحداث متوترة بين الطرفين، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية “لحيروت الاخباري”، فيما يرى مراقبون أن الأوضاع على وشك الانفجار بين الطرفين، وأن الوساطات من المرجح أن تفشل، سيّما وأن قرارات الطرفين مصادرة بيد المموّل الخارجي.