مقالات
غريفيث في طهران… دلالات الزيارة في هذا التوقيت والآمال المعقودة عليها؟
بقلم/ مشير عبدالقوي العثماني
ذهب البعض لتسطيح الزيارة والانشغال بها لتعظيم حجتهم بشأن علاقة إيران بأنصار الله الحوثيين. ويتجاهل أمثال هؤلاء أن لا إيران ولا أنصار الله الحوثيين ينكروا هذه العلاقة حتى تحتاج إلى إثبات.
إذن، هناك حاجة للنظر إلى هذه الزيارة وهي في بدايتها من زاوية موضوعية لتعظيم فرص تحقيق السلام في ظل مؤشرات مشجعة، أهمها:
- العامل الأمريكي: وجود توجه أمريكي لوضع حد لاستمرار الحرب في اليمن، ضمن مساعي استعادة دورها في الشرق الأوسط الذي يتطلب إغلاق بعض الملفات، والعمل على تجنيد القوى الإقليمية في المنطقة خلف مشروعها الأهم الذي أعلن عنه بايدن والمتمثل بمواجهة الصين وروسيا، أي العودة إلى آليات الحرب الباردة وستكون واشنطن بحاجة إلى السعودية وإيران معًا، أو على الأقل تقليل الصراع بين الدولتين إلى المستوى الأدنى للتفرغ لهذه المهمة.
- العامل البريطاني: إذ تسعى بريطانيا لإعادة البحث عن دور مستقل في الشرق الأوسط بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وجزء من هذا الدور سيتحقق عبر المبعوث الأممي بصفته دبلوماسي بريطاني سابق.
- العامل السعودي: مع الضغوط الأمريكية وطول أمد الحرب، قد تجد في تشجيع غريفيت مخرج غير محرج لها لوقف الحرب، كما الاستعانة بـ غريفيت كوسيط قد يكون أقل حرجًا مما لو أوكلت الأمر إلى وسطاء من أطراف حكومية.
- العامل_الشخصي لـغريفيت: الذي يخشى من أن يتسبب تعيين مبعوث أمريكي خاص إلى اليمن من مزاحمته في هذا الدور وبالتالي أقصائه عنه، أو أن يكون بديلًا عنه، وفي العادة يلجأ المبعوثين الأمميين إلى إيران مع بداية تسريب وجود تحرك لتغييرهم، خاصة وأن ثمة أصوات بدأت ترتفع تطالب بتغييره، بالتزامن مع نجاح جهود الوساطة الدولية في حلحلة الأزمة الليبية.
ويبقى السؤال العالق: ما الذي يمكن أن تقدمه إيران لإحلال السلام في اليمن؟