“أمريكا البيضاء” هل تنتفض؟
تحت عنوان “أمريكا البيضاء هل تنظم نفسها بنفسها”، كتب سيرغي صموئيلوف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول توجهات الديمقراطيين التي يمكن أن تقود إلى “ثورة البيض” وانهيار الولايات المتحدة.
وجاء في مقال صموئيلوف، كبير الباحثين في معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية:
أظهرت الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة والنضال السياسي المكثف الذي تلاها انقسام المجتمع الأمريكي إلى معسكرين لا يمكن التوفيق بينهما. فمن جهة، تلتزم الطبقة الوسطى “أمريكا البيضاء” بالقيم الإنسانية التقليدية، وتكسب من عملها، وتدفع الضرائب بانتظام ولا تزال تشكل غالبية السكان؛ ومن جهة أخرى، هناك أمريكيون من أصول إفريقية، ولاتينيون، ونساء، وجماعة المثليين، وبيض، على استعداد للتذلل أمام الأقليات العرقية والجنسية. هذه المجموعات تشكل ناخبي الحزب الديمقراطي.
ويبدو كأن الديموقراطيين، بسبب التغيرات الديموغرافية في الولايات المتحدة، وحقيقة أن البيض قد يفقدون الأغلبية قريبا، بدأوا في النظر إليهم (إلى البيض) بوصفهم مادة بشرية من “الماضي”.
أظهر اقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول، في السادس من يناير، مدى كره “أمريكا البيضاء” لمؤسسة واشنطن ذات التوجهات العولمية واستعدادها للتصدي لها.
من الصعب للغاية تحديد ما سيحدث بعد ذلك، بسبب التناقض الشديد، والارتباك في الوضع الداخلي في الولايات المتحدة. لكن يمكن افتراض ما يلي: إذا استمر الديمقراطيون، ومكتب التحقيقات الفدرالي، ووسائل الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعية، والمحاكم، في مضايقة واضطهاد البيض، الذين بات يُنظر إليهم بعد الهجوم على الكابيتول كـ “إرهابيين داخليين”، و”سفاحين”، أي بوصفهم أقل شأنا، فإن الـ 75 مليونا الذين صوتوا لترامب سينظمون أنفسهم بسرعة. لقد طور الأمريكيون القدرة على تنظيم أنفسهم. وسوف يواجهون (خصومهم) بالسلاح.
وإذا ما رفض ترامب قيادة هذه الحركة، فسرعان ما سيتم العثور على زعيم أصغر سنا وأكثر نشاطًا بين القوميين البيض. ومن غير المستبعد أن تبدأ، حينها، عملية تفكك الولايات المتحدة التي قد تكون ولاية تكساس رائدة فيها.
وحتى إذا تبين أن الديمقراطيين والليبراليين أكثر ذكاءً، وتوقفوا عن القمع، وسعوا جاهدين لاستعادة وحدة الأمة، فسوف تستمر “أمريكا البيضاء” في تنظيم نفسها. لكن ذلك سوف يجري بصورة أبطأ. وحينها، يمكن افتراض أن يؤدي ذلك إلى الحفاظ على وحدة الولايات المتحدة، ويتم بالتدريج، خلال عقد من الزمن، التوصل إلى إجماع بين الطرفين المتعارضين.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب