ثقافة وفن

تعرف على عشر روايات عالمية ساهمت في إثراء ثقافة العالم… الليالي العربية من بينها

نشر قسم الثقافة في موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» قائمة بأكثر الأعمال الروائية تأثيرًا واستمرارية في التاريخ، وذلك بناءً على تصويت شارك فيه عدد كبير من الكتَّاب والنقاد والأكاديميين، من مختلف أنحاء العالم. ويشرح هؤلاء الخبراء، في التقرير التالي، الأسباب التي دفعتهم لاختيار كل رواية على حدة.

1- الأوديسة «هوميروس – القرن الثامن قبل الميلاد»

تصدرت الأوديسة، القصيدة الملحمية التي ألفها الشاعر الإغريقي هوميروس في القرن الثامن قبل الميلاد، الاستطلاع الذي أجراه الموقع. وعن سبب وضعها في المركز الأول، تقول الكاتبة والمذيعة ناتالي هاينس: «لأنها إحدى الأساطير التأسيسية العظيمة للثقافة الغربية، ولأنها تسأل عن معنى أن تكون بطلًا، ولأنها تحتوي على شخصيات نسائية عظيمة، فضلًا عن الرجال، ولأنها مليئة بالآلهة والوحوش، وهي تمثل الملحمة كما ينبغي أن تكون. وأخيرًا لأنها تجبرنا على التشكيك في افتراضاتنا حول قضايا الغزو والحرب والقضية الحاضرة أبدًا؛ وهي معنى العودة إلى الوطن».

أما الروائية والناقدة ليزا أبينيانيسي، فتُرجِع سبب اختيارها إلى التأثير الذي أحدثته في كل ما أعقبها من روايات، مشيرة إلى أنها «نموذج أساسي لقصة الرحلة التي هي أيضًا قصة العودة». ويوافقها الرأي أستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة شيكاغو، كينيث وارين، الذي اعتبر أنه: «لا مفر من الاعتراف بالدور التأسيسي الذي لعبته ملحمة هوميروس في رواية القصص في الغرب، فقد قدمت الأوديسة البنية اللازمة لسرد أدب المغامرات، كما وفَّرت نموذجًا لوصف فضائل الذكور والإناث، بطرق تشكِّل وتمكِّن وتقيِّد طبيعة رواية القصص في وقتنا الحاضر».

ومن جانبه، يسلط الناقد الأدبي ديفيد فارنو، الضوء على الإبداع المنسوج عبر القصيدة الملحمية، مضيفًا: «لا بد أن الانتصارات العديدة للذكاء والعزم المنسوبة لأوديسيوس وبينيلوبي قد كان لها بعض التأثير على مر آلاف السنين».

في الوقت نفسه، ترى الروائية بيفرلي نايدو أن: «القصص المتعددة التي تدور خلال رحلة عودة أوديسيوس إلى الوطن، والتي استمرت 10 سنوات بعد حرب طروادة، وانتظار زوجته المخلصة بينيلوبي، وبحث ابنه تليماخوس عنه، تغلغلت بعمق في وعينا الثقافي. كما أن العناصر البشرية المذكورة في هذا العدد الهائل من القصص ما يزال صداها يتردد على مر القرون، مما يسمح بعمليات إعادة تفسير لا نهاية لها».


2- الإلياذة «هوميروس – القرن الثامن قبل الميلاد»

قصيدة هوميروس الملحمية، التي ظهرت في القرن الثامن قبل الميلاد، حول عدم جدوى الحرب وتلاعب الآلهة بالرجال، لم يتوقف أبدًا الشعور بتأثيرها المباشر، فهي ليست فحسب واحدة من أفضل الأعمال الأدبية التي استحضرت صورة الجنود أثناء القتال، بل إنها في الواقع استوحت عملًا عسكريًّا خاصًّا بها. وتقول المترجمة كارولين ألكسندر المقيمة في الولايات المتحدة: «كان للإلياذة تأثير لا يُبارَى على مستوى الفكر والتاريخ، إذ حددت شخصيات آلهة جبل الأوليمب، وأثرت في تصرفات الإسكندر الأكبر. وفي الغالب، ما تزال قصتها وشخصياتها المأساوية تطاردنا، وكذلك رؤيتها المأساوية للحرب».

كما قطعت الإلياذة شوطًا طويلًا نحو ترسيخ المفهوم الأدبي لسلوك الآلهة بوصفه انعكاسًا للسلوك البشري، كشرح مستمر لعاطفة الإنسان ونقاط ضعفه. وتقول رئيسة دائرة نقاد الكتب الوطنية في الولايات المتحدة، كيت توتل، إن «الإلياذة، وبوصفها قصة حرب وغضب وحب وانتقام، تحكم قبضتها على حياة البشر ومشاعرهم وتؤثر فيهم بعمق «حتى عندما تسيطر عليها الآلهة وتعبر عنها».

3- فرانكنشتاين «ماري شيلي- 1818»

نقل الموقع عن أستاذ الأدب الحديث والمعاصر في كلية بيركبيك في لندن، روجر لوكهرست، قوله إن رواية فرانكنشتاين التي كتبتها الروائية الإنجليزية ماري شيلي عام 1818، هي «القصة الجوهرية للعالم الحديث». ووفقًا للروائي والناقد الأدبي الأمريكي ليف جروسمان، فإنها «إعادة تشكيل عنيفة لفهمنا للحياة والموت، الله والإنسان والآلة، في ضوء الحداثة الذي لا يرحم». وتوضح الباحثة في الأدب الإنجليزي بجامعة أدنبره، لينا وانجرين، أن القصة المؤثرة للعالِم الذي يحيي مخلوقًا، أصبحت إحدى أكثر الصور بقاءً في الأدب الحديث وما تلاه، حيث يمثل الوحش «الاستعارة المطلقة».

وترى الروائية والكاتبة في صحيفة «فاينانشال تايمز»، نيلانجانا روي، أن تأثير الرواية، سواء في الأدب أو في الثقافة الأوسع، لا يمكن قياسه، موضحة أن «فرانكنشتاين أثر في العلماء مثلما أثر في الكتَّاب. ويتحدث عن الخوف الحديث من الإبداعات التي تخرج عن سيطرتنا». ويرى الشاعر تيس تايلور أن هذا الكتاب لم يعد فقط نموذجًا نتشارك قصته الأساسية في الوقت الحالي، وإنما عدسة يمكن من خلالها قراءة عالمنا».


 4-  1984 «جورج أورويل – 1949»

كانت رواية «1984» الديستوبية الرائدة، للكاتب البريطاني جورج أورويل، خيارًا شائعًا لدى المشاركين في استطلاع «بي بي سي». ويرجع السبب في ذلك، بحسب الناقد أليكس كلارك، إلى أنها «تصور حقيقة الشمولية والتاريخ البشري». كما يشير الناقد والكاتب آدم ثورب إلى أن الكتاب يمزج بشكل فريد بين الماضي والمستقبل، موضحًا أن «العام الذي تحمل الرواية اسمه قد يكون مر منذ أمد بعيد، كما أن الأدوات المستخدمة في الرواية تتمتع في الوقت الحالي بجو غريب، إلا أن هذا التاريخ ما يزال مغلفًا بستار كابوسي بوصفه رؤية للمستقبل».

ويقول أستاذ تاريخ الإعلام بجامعة وستمنستر، جان سيتون، إن هناك «دقة خارقة» في تعريف الكتاب للاستبداد الحديث، مضيفًا: «يبدو أننا نعيش الآن أكثر من أي وقت مضى في الإطار الذي حدده.. وحتى اسم المؤلف – «أورويليّ» – بات يستحضر عالمًا من السيطرة الفكرية. كذلك تسببت دقة الكتاب في وصف آليات الدعاية وآلية القمع في جعل كل النظم الاستبدادية تحظره، إذ تخشى قدرته على تسمية الرعب. كما أنه يُعد دليلًا لأولئك الذين يريدون المقاومة». ويبدو أن كل من اختاروا تحفة أورويل يتفقون على شيء واحد: البصيرة المخيفة التي تتمتع بها الرواية.

وكما عبرت محررة الثقافة في «بي بي سي» ريبيكا لورانس، بإيجاز: «الرواية الأفضل في القرن العشرين باتت الرواية الأفضل في القرن الحادي والعشرين. إنها مرعبة».

5- الأشياء تتداعى «تشينو أتشيبي- 1985»

ذكر الموقع أن رواية «الأشياء تتداعى» للكاتب النيجيري تشينو أتشيبي، والتي تحكي قصة استعمار قبيلة نيجيرية من وجهة نظر أفريقية، فجرت القوالب النمطية عن أفريقيا، وأظهرت الأثر الحقيقي لسوء التفاهم بين الثقافات. ونقل عن أتشيبي قوله: «كانت هذه هي المرة الأولى التي ننظر فيها إلى أنفسنا كأفراد مستقلين وليس أنصاف أشخاص، أو كما يقول الكاتب الإنجليزي جوزيف كونراد أرواح بدائية». وتذكر الروائية بيفرلي نايدو أنه: «من بين الأعمال التي نشرت خلال حياتي، أصبح من الممكن رؤية تأثير عمل روائي واحد في تقديم نظرة مختلفة جذريًّا لأفريقيا».


وتؤكد الأستاذة المساعدة في الأدب بجامعة ماكيريري في أوغندا، دومينيكا ديبيو، أنه لا يمكن للسردية الاستعمارية الأوروبية أن تكون هي نفسها بعد نشر هذا العمل الأول لأتشيبي»، مضيفة أنها «رواية أفريقية لها أثر تمكيني: حملت التجربة الأفريقية إلى العالم بشكل لم تستطع أي من الروايات الأفريقية الأخرى فعله». وتصف الروائية والصحافية التوجولية نون فار، رواية أتشيبي الصادرة عام 1959، بأنها «علامة فارقة في الأدب الأفريقي، إذ بات ينظر إليها بوصفها مثالًا نموذجيًّا على الرواية الأفريقية الحديثة المكتوبة باللغة الإنجليزية، وهي تُقرأ في نيجيريا وفي جميع أنحاء أفريقيا».

ويُمكن لرواية «الأشياء تتداعى»، عن طريق تغييرها للفلتر (المرشح) الذي يُنظر من خلاله إلى القارة، المساعدة في مكافحة التحيزات. وتقول الأكاديمية النيجيرية أينيهي إدورو- جلينز: «أظهرت الرواية للقراء كيف كان شكل العالم الأفريقي عندما لم يُختَزَل في صور معلبة تحركها افتراضات عنصرية»، مضيفة: «يتلخص ابتكار أتشيبي في تغيير اصطلاحات رواية القصص الحديثة، حتى يتسنى للقراء بدلًا من رؤية الظلام في أي وقت ينظرون فيه إلى أفريقيا، أن يروا ما تهدف كل رواية لإظهاره: تمثيل معقد للحياة».

6- ألف ليلة وليلة «مؤلفون مختلفون، ما بين القرنين الثامن والثامن عشر»

جاء الكتاب الكلاسيكي «ألف ليلة وليلة» أو ما يُعرف بـ”الليالي العربية” في اللغة الإنجليزية، ضمن الاختيارات المفضلة للمشاركين. وتصفه الأستاذة المساعدة في الأدب بجامعة ماركيت الأمريكية، أينيهي إدورو- جلينز، بأنه «عمل خالد»، مضيفة أنه «يلبي الرغبة الإنسانية البدائية في القصة التي لا تنتهي أبدًا، والتي يمكن أن ترمز ببساطة للحياة التي لا تنتهي أبدًا». وتقول أهداف سويف، الروائية والكاتبة والمعلقة إن «العديد من الشخصيات والأنماط والاقتباسات «مثل (افتح يا سمسم!) » التي وردت في هذه المجموعة من القصص، التي تدور داخل قصص أخرى، أصبحت تعبيرات شائعة في جميع أنحاء العالم».

كما صبغت «األف ليلة وليلة» بلا شك النظرة الغربية إلى «الشرق». أو طبقًا لتعبير صحفية «بي بي سي» صوفيا سميث جالر: «حتى الوقت الراهن، ما تزال الرموز والشخصيات الواردة في القصص – من كهف علاء الدين إلى المغامرين الشياطين والجن والحريم – تبين مدى استمرار تجلي أشكال الاعتماد الثقافي والتقدير والعنصرية ضمن معالم صور الليالي العربية». وتقول الروائية نيلانجانا روي: «إنها أكثر الآبار عمقًا»، مضيفة «خلال العصور الوسطى والعصر الحديث، ومن الكتاب إلى المطربين وصناع الأفلام، لم نتوقف قط عن الاقتباس منها».

من جانبها، عبَّرت الناقدة مونيزا شامسي عن إعجابها بـ«شجاعة شهرزاد وذكائها وثقتها بنفسها وحقيقة نجاحها، مؤكدة أن قوة رواية القصص والخيال تتفوق على قوة الاستبداد والإرهاب، وهو المفهوم الذي أثر بشدة في مُثل عالمنا وأفكاره». وقد اختارت رسامة القصص المصورة اللبنانية، لينا مرهج، الكتاب «لأنه يعطي صوتًا متمردًا لامرأة، تستخدمه سلاحًا لبقائها».

7- دون كيخوتي «ميجيل دي ثيربانتس 1605-1615»

اختار الكثيرون رواية دون كيخوتي، المنشورة على جزئين عامي 1605 و1615، في المركز الأول. ومن ضمن هؤلاء الناقدة تيري هونج، التي قالت إن «المرجعية الأدبية الغربية نشأت مع هذه المغامرة المحتفظة بجمالها والتي لا تتقادم». وقد ألهمت الرواية الساخرة التي ألفها ميجيل دي ثيربانتس – والتي تحكي قصة رجل إسباني مسن مفتون بحكايات الفروسية، جعل نفسه في أواخر أيامه فارسًا متجولًا – فيلمًا طويلًا للكاتب تيري جيليام، عُرض في مهرجان كان السينمائي، كما ألهم مسرحية موسيقية شهيرة في برودواي.

وترى الناقدة سوزان لارسون أن سبب استمرار الرواية لفترة طويلة هو أن «هذه التحفة الكوميدية ألهمت عددًا لا يحصى من الكتَّاب والقراء عبر القرون، بالإصرار والجاذبية العصرية المدهشة التي يتمتع بها بطلها الذي يصول ويجول ومساعده الوفي». لذا يتساءل الموقع، هل يمكن أن نعتبر دون كيخوتي أول كوميديا تدور حول الأصدقاء أيضًا؟

ويضيف ديفيد فارنو، الناقد الأدبي المقيم في الولايات المتحدة: «تستمر هذه الصورة من التصميم على الحلم في حياة المرء في تعميق فهمنا لما يعنيه أن تكون إنسانًا، إذ إن لدينا جميعًا القدرة على أن نكون كيخوتي، للخير أو للمرض، ويذكرنا ثيربانتس بمدى أهمية الضحك على هذا الأمر عندما نكتشفه في الآخرين وفي أنفسنا».

 8 – هاملت «ويليام شكسبير- 1603»

ربما ليس من المستغرب أن يكون وليام شكسبير واحدًا من المؤلفين الثلاثة الأكثر شعبية في قائمة أفضل 100 رواية، إذ توجد ثلاثة من أعماله في القائمة «المؤلفان الآخران هما فرجينيا وولف وفرانز كافكا». ولكن لماذا تحتل هذه المسرحية التراجيدية لأمير الشعراء الإنجليز – والتي تعد أهم مؤلفاته – المرتبة الثامنة في تصنيف «بي بي سي»؟ يقول المؤلف والناقد البريطاني آدم ثورب: «إن قِلة من القصص الأخرى وصلت إلى مثل هذا العمق في الثقافة العالمية، وأثرت في الطريقة التي نفكر بها في ذواتنا المشوشة».

وبالنسبة للشاعرة والروائية والناقدة إليزابيث روزنر، فإن قصة الدنماركي المضطرب هي «المسرحية التي تجسد فهم شكسبير العميق للنفس البشرية أثناء التعبير عن الحدود القصوى لانفعالاتها. وتكشف الموضوعات والشخصيات، بل حتى بنية المسرحية، عن مزجنا المتزامن بين العبقرية والتخريب الذاتي، وعن قدرتنا على الحب والكره، والإبداع والدمار».

9- مئة عام من العزلة «جابرييل جارسيا ماركيز – 1967»

أوضح الموقع أن خبراء من مجموعة واسعة من الجنسيات اختاروا رواية «مئة عام من العزلة»، لذا حلت في المرتبة التاسعة في الاستطلاع. وبالإضافة إلى الكتَّاب من تشيلي وكولومبيا والمكسيك، كانت الرواية التي كتبها جابرييل جارسيا ماركيز من بين اختيارات الكتاب المصريين، والنيجيريين، والكوريين الجنوبيين، والجزائريين، والنرويجيين. وقد ركز الكثير منهم على الكيفية التي ساعدت بها الرواية على تكوين نظرة أكثر عالمية. وأوضح الصحافي في صحيفة «لا تيرسيرا» التشيلية، أوسكار كونتاردو، أنها «كانت الطريقة التي لاحظ بها العالم الأول وجود أمريكا اللاتينية». وأضاف: «بغض النظر عما إذا كنت من تشيلي أو الأرجنتين أو كولومبيا، فستظل دائمًا مواطنًا من ماكوندو بالنسبة لبقية العالم»، مشيرًا إلى بلدة ماكوندو التي تقع في قلب الرواية.

وترى الروائية المصرية أهداف سويف أن «الرواية غيرت إمكانات السرد الحديث، وحولت الوعي من التمركز حول أوروبا إلى توجه أكثر عالمية». فيما يوضح الكاتب الكوري الجنوبي، كريس لي، أن «الرواية كانت مؤثرة على المستوى الدولي، سواء بأسلوبها أو بالطريقة التي أثرت بها في كتاب أمريكا اللاتينية وأمريكا الجنوبية، للبحث في أوطانهم عن نماذجهم الثقافية والأدبية».

وركز نقاد آخرون على الأسلوب الذي دشنه جارسيا ماركيز في ملحمته الصادرة عام 1967، حيث تقول الأكاديمية المصرية ماري تريز عبد المسيح، إن الرواية «شددت على أهمية الواقعية السحرية لجعل القراء يعيدون تصور تجارب الحياة».

وبالنسبة للبعض، تجاوزت الرواية مجرد وضع أمريكا اللاتينية على خريطة العالم، بل إنها أعادت اكتشاف القارة، إذ كتب رئيس تحرير مجلة «جاتوباردو» الكولومبية، فيليبي بومبو، أن «جارسيا ماركيز شرع في اكتشاف أمريكا مرة ثانية»، مضيفًا: «لقد أعاد تخيل نشأة القارة وبهذا غيَّر مستقبلها إلى الأبد». ومن خلال هذه العملية، سمح ماركيز لقرائه برؤية مستقبل بديل. وبدوره، يقول الروائي الجزائري محمد مغاني: «في زمن اليأس والديكتاتورية والحكم العسكري، يتضمن الكتاب شعورًا هائلًا بالأمل».


10 – كوخ العم توم «هارييت بيتشر ستو- 1852»

ذكر الموقع أن رواية الكاتبة الأمريكية، هارييت ستو، الصادرة عام 1852، جاءت في المرتبة الثانية. ويرى الروائي الزيمبابوي تينداي هوشو، أنه «من الصعب استحضار أي عمل أدبي في الوقت الحاضر له مثل هذا التأثير». كما توضح جيني بات، الكاتبة والمحررة المساهمة في مجلة «Pop Matters»، أنها «أول رواية سياسية تُقرأ على نطاق واسع في الولايات المتحدة»، و«أول عمل روائي يتناول صراحة قسوة العبودية والاستغلال البشري والنظام القانوني غير المتوازن والنظام الذكوري المترسخ، والحاجة إلى الحركة النسائية، وغير ذلك».

ويشير موقع «بي بي سي» إلى أن الرواية أصبحت أحد أكثر الكتب شعبية في القرن التاسع عشر – في الولايات المتحدة وخارجها – ويُنسب إليها الفضل في تغيير مفهوم العبودية جذريًّا، إذ أشار العديد من ممكن شاركوا في الاستطلاع إلى تأثيرها في حركة التحرير من العبودية، بعدما ضرب تركيزها على العنصر البشري ودعوتها للتعاطف وترًا حساسًا لدى القراء.

وتقول الكاتبة والروائية روكسانا روبنسون إنها «روت قصة العبودية من خلال عيون المستعبدين، وكانت من أوائل الروايات التي أظهرت شخصيات سوداء كآباء وأمهات وأطفال، أي بوصفهم بشرًا يعيشون في ظروف غير إنسانية».

غير أن الرواية لا تخلو من العيوب، إذ تنتقد اليوم بسبب استخدامها «صورًا نمطية رديئة» على حد قول جيني بات، بينما يوضح تينداي هوشو أن «مصطلح العم توم أصبح مرادفًا للإساءة، بعيدًا عما تقصده المؤلفة». ومع ذلك، فإن وقع الرواية – التي تُرجمت إلى عدة لغات وأثرت في أجيال من الكتَّاب – لا يمكن إنكاره. وتقول الروائية والشاعرة والناقدة إليزابيث روزنر إنها «ساعدت بفعالية أمة بأكملها، ليس فقط على التشكيك في قوانينها وممارساتها المزرية، وإنما أيضًا على تغيير نظام عنصري عنيف متجرد من الإنسانية، إلى الأبد. وهذا، بالنسبة لي، أفضل تعريف للأدب».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى