استطلاعات وتحقيقاتالأخبارمحليات

إذاعة ابين ..المنبر الإعلامي الذي أصبح أثراً بعد عين

حيروت   – خاص / ناصر الجريري :

لاشك عندما نتحدث عن الثقافة وعن الأدب والسياسة والإعلام يشدنا الحنين وتعرج بنا الذكريات إلى ذلكم المنبر الإعلامي والإذاعي والثقافي الشامخ على قمة جبل خنفر محافظة أبين «إذاعة الشعب المحلية» كما كانوا يسمونها أيام زمان ، لتسمى بعد ذلك بإذاعة أبين المحلية والتي تأسست في اكتوبر من العام 1973م وبدأت بث برامجها بشكل رسمي في 23 أكتوبر .

وبإمكانيات متواضعة جداً حيث تم تحويل جهاز خاص إنجليزي الصنع اسمه ( كولنس) وقوته لاتتجاوز ال20 وات يستخدم في غرف عمليات الشرطة لإرسال مختلف البرقيات إلى جهاز بث إذاعي بإذاعة الشعب المحلية ، حينها غطت مناطق دلتا أبين كاملة وأجزاء من مناطق محافظتي عدن ولحج ، ويعود الفضل لتأسيس هذا المنبر إلى الشهيد جاعم صالح محمد حيث تابع عملية تركيب جهاز البث وإحضار المهندسين إلى جبل خنفر والإشراف على عمل المهندسين ومتابعة فترة البث التجريبي لها آنذاك .

تركز نشاط الإذاعة في خدمة أبناء محافظة أبين وكان موجهاً نحو القضايا المحلية وخاصة فيما يخص العمل الزراعي والمواسم الزراعية والإهتمام بالسيول والري والثروة الحيوانية وقضايا المرأة والشباب وكذلك الطلاب ، وقدمت مختلف البرامج الثقافية والجماهيرية والترفيهية وحتى البرامج الموجهة والمنوعة ومنها برامج الأسرة والطفل ، وساهمت إذاعة ابين في تغطية الفراغ بعد أن توقف بث اذاعة عدن المركزية للفترة الصباحية الى الثانية ظهراً .

تعاقبت على إدارة الإذاعة ألمع الكوادر وأبرزهم أحمد رمضان رحمة الله عليه وهو أول من تولى مسؤولية الإذاعة بعد التأسيس وإلى جانبه مجموعة من الشباب المتطوعين من دون أي مقابل مادي لتقديم البرامج وإعدادها وكمراسلين أيضا، إضافة للإذاعي سنان بن نعم وأحمد فضل العبسي ، وشداد علي ماطر وأحمد عبيد السنبوق الذي عمل كمراسل ومعد ومقدم برامج وكان طالباً في الثانوية العامة آنذاك ثم بعد ذلك عمل مهندساً بعد التخرج .

ومرت الإذاعة الصرح والمنبر الاعلامي بمنعطفات وأحداث سياسية كثيرة عصفت بمحافظة أبين وبأبنائها ودمر كل شيء جميل في هذه المحافظة المعطاة الخيرة من بنى تحتية ومشاريع استثمارية حينها حتى القطاع الزراعي والسمكي والحيواني دمر تماماً وبالكامل خلال فترة الحروب والصراع السياسي الحاصل ابان حرب القاعدة  في العام 2011 م حيث كان لاذاعة ابين المحلية نصيب الاسد من هذا التدمير والخراب الذي طال مختلف البنى التحتية في زنجبار وخنفر ، ثم تلتها حرب 2015 م ، لتصبح بعد ذلك مكاناً  ينهشه الخراب وأثرا بعد عين وأطلالاً من الماضي بعدما لحق بها دمار الحاضر.

على الرغم من مضي السنوات الا انها لاتزال خالدة في ذهن الكثير من سكان المدينة وموظفي الاذاعة حيث يتحدث أحمد عبيد السنبوق وهو من الكوادر المساهمة في ذلكم الزمن الإذاعي قائلآ «عندما نتحدث عن هذا المنبر ينتابني الحزن الشديد لما لحق به من دمار وخراب وتهميش بل وتجاهل من الجهات المعنية عن هذا الامر بعد ان كانت صرحاٍ إعلاميا عبر الاثير هام اسهم في توعية وتثقيف و تعليم المواطن المثقف والبسيط وحتى الامي وحضيت بجمهور واسع من المستمعين لما مثلته برامجها في المتابعة على كافة المستويات ومن مختلف الفئات العمرية .

ووجة السنبوق مناشدة إعلامية الى الجهات المسؤولة في الحكومة ممثلة بقيادة وزارة الاعلام ومكتب الاعلام في المحافظة في انتشال إذاعة ابين المحلية من وضعها الذي تعيشه اليوم ومن الركود والاهمال طيلة هذه السنوات عليهم ان يعيدوا لإذاعة ابين للحياة ومجدها التليد الذي كانت تعيشه قبل عقود من الزمن ونأمل ان تلقى هذه المناشدة والرسالة آذان صاغية وعقول واعية.

ويتحدث احد المساهمين قبل اندلاع احداث حرب القاعدة في 2011 م حيث يقول « اذاعة ابين كانت تمثل منبرا اعلاميا كبيرا وتمثل ابناء هذه المحافظة الجميلة والمسالمةو تعمل على نشر لغة الثقافة والتسامح ولغة السلام ونشرها بين اوساط جمهورها بمختلف الشرائح والفئات .

واشار الى التدمير الذي لحق بها قائلآ « التدمير الذي وقع لهذا المنبر الاعلامي في المحافظة يعجز اللسان عن وصفه وخاصة تجاهل الجهات خلال السنوات العشر الماضية من العمل على إعادة اعمار وإصلاح مالحق بها

وكان لإذاعة أبين دور في الجانب الرياضي وهنا يتحدث احد الإعلاميين في الجانب الرياضي وهو أحمد سعيد حسين النقطأ والذي اوضح  ما مثلته الإذاعة المحلية في تقديم رسالتها الاعلامية المختلفة من اهمية في تعليم وتثقيف المواطن البسيط والأمي ولعبت دورا كبيرا وخاصة قبل واثناء دخول التلفاز إلى كل بيت وكل اسرة في المحافظات الجنوبية انذاك ، وناقشت المشاكل المجتمعية وتوعية المواطن بمختلف شرائحة وخاصة شريحة الشباب التي كرست معظم البرامج فيها لخدمة هذه الشريحة الهامة لما فيه مصلحة هؤلاء الشباب .

وتلخص آراء الناس من بعض المساهمين والمشاركين في إذاعة ابين بأملهم في إعادة الحياة الى إذاعتهم ومنبرهم الاعلامي إلى سابق عهده في تقديم ونشر ثقافة السلام والامان والتعايش المجتمعي الذي يسعى اليه كل ابناء محافظة ابين الباسلة وإلى نبذ العنف والتطرف والمناطقية وغيرها من السلبيات الدخيلة على هذه المحافظة، و إعادة النور الى جدرانها وكواليسها وأروقتها الإذاعية التي كانت عامرة بنشر وتقديم كل مايمثل الهوية الأبينية بقديمها وحاضرها ومستقبل اجيالها القادمة .

ومناشدة من مختصين الى الجهات المعنية في وزارة الاعلام في الحكومة وقيادة مكتب الاعلام في المحافظة د / ياسر باعزب وايضاً السلطة المحلية في المحافظة الى اعادة ترميم مبنى اذاعة ابين المحلية الواقع اعلى جبل خنفر وتزويدها بأجهزة البث الاذاعي المتطورة والحديثة كي تعود الى مزاولة نشاطها وبث رسالتها الاعلامية السامية والنبيلة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى