الإنتقالي يعين قائداً عسكرياً في أبين والشرعية تستلم مواقع في عدن .. طبول الحرب تقرع بين طرفي الرياض “تقرير “
حيروت – خاص / المحرر السياسي :
تظهر في محافظتي عدن وأبين بوادر حرب ستعيد خلط أوراق اتفاق الرياض وتمزق ما قد تم ترتيبه بداية بمجيء حكومة المناصفة إلى عدن لمباشرة مهامها على مضض بسبب التجاوزات التي تخللت المرحلة الأولى من اتفاق الرياض والذي يسير ببطء كالسلحفاة وسط رمال السياسة المضادة بين الشركاء الباحثين عن مصالح أحزابهم ومكوناتهم تاركين مصالح بلد تتقهقر وسط الأزمات بعيداً عن الحس الوطني.
من الواضح أنّ تواجد حكومة المناصفة في مدينة عدن مع تنفيذ بعض البنود العسكرية وتجاوز البعض الآخر، وضع الشأن السياسي فوق ألغام موقوتة قد تنفجر بأي وقت بين شركاء اتفاق الرياض، وذلك بعد بروز ضغوطات بواسطة مشرفي تنفيذ الإتفاق ، وبالتحديد مامارسته الشرعية من ضغوطات على الجانب السعودي بفرض قرارها المتمثل في تسلم مواقع عسكرية كانت بيد أنصار المجلس الإنتقالي إلى قوات الحرس الرئاسي التابع للشرعية ومن أهمها موقع صيرة العسكري الذي يطل على سكن حكومة المناصفة في المعاشيق، وفي المقابل ضغط المجلس الانتقالي على حليفه دولة الإمارات بعدم اعتراض سياساته العسكرية بتعيين العميد مختار النوبي قائداً لمحور أبين، ويأتي ذلك كرد فعل على التنازلات العسكرية التي يقدمها الإنتقالي في عدن.
يقرأ مراقبون سياسيون تعيين اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الإنتقالي الجنوبي العميد مختار النوبي قائداً لمحور أبين بأنه قرار حرب يعطي إشارة مبكرة من الإنتقالي باستعداده القتالي لاحتمالات معركة جديدة مقبلة ، وما يؤكد ذلك ايضاً تلك الحشود التي انطلقت عقب القرار من مديرية ردفان بمحافظة لحج كتعزيزات عسكرية ضخمة إلى محافظة ابين .
ومن المتوقع أن تندلع حرب في محافظة أبين بين قوات المجلس الإنتقالي وقوات الشرعية اثر مطالبات الشرعية بمواقع عسكرية هامة ، بينما سترفض ذلك قوات المجلس الإنتقالي، وهذا ماسيجعل القوات الجنوبية في مدينة عدن تحاصر مقر حكومة المناصفة ولواء الحماية الرئاسية المرابط في المعاشيق ، ولن يفض ذلك إلا تشكيل لجنة للتهدئة بإشراف الرياض ، وقد تخلق هذه الأحداث خلافاً علنياً بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
وحتى اللحظة ، لاتزال تلك الخلافات بين أطراف الصراع طيّ الكتمان بضغط خارجي حتى لا تتعطل جهود السلام المبذولة في الشأن اليمني، بينما المؤشرات قد تخرج عن السيطرة ويظهر الخلاف للرأي عام – وبحسب مصادر مطلعة لـ« حيروت الإخباري » أكدت ان الفريق السعودي منع وزراء حكومة المناصفة من الإدلاء لوسائل الإعلام عن اي خلاف بينهم.
وطلب احد وزراء المجلس الإنتقالي من أحد الصحفيين “وهو مراسل قناة إخبارية خارجية” أن يتجنب توجيه السؤال ” ماهي الجهات التي تعرقل جهودكم” ؟ السؤال الذي يطرحه الكثير في حال ساءت الأوضاع الأمنية ، هل خيار العودة إلى الرياض مطروح ؟ وتأتي تحفظات الوزراء أمام الإعلام عن الخلافات التي تدور في قلب حكومة المناصفة في سبيل الحفاظ على قدر من العمل المشترك حسب رؤيتهم – بينما الواقع يوحي إلى تبعثر العمل المشترك بالسلاح العسكري .